قال الدكتور مجدي يعقوب؛ جراح القلب العالمي إن مرض عضلة القلب يتسبب حالياً في حالات وفاة، إذ إنه مسئول بنسبة 50%عن فشل القلب، ملقياً الضوء علي وسائل العلاج بالخلايا وكيفية فحص أنواع تلك الخلايا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذى نظمته مكتبة الإسكندرية اليوم فى أول فاعليات ورشة عمل بعنوان "اخلاقيات تحرير الجينات ومناهج البحث"، التي شارك فيها نخبة من الأطباء المصريين منهم الدكتور مجدي يعقوب، والدكتورة نادية زخاري؛ وزيرة البحث العلمي سابقاً، والدكتور يحيي حليم زكي؛ مستشار مدير مكتبة الإسكندرية.
واستعرض الدكتور يعقوب مثال لعدة نماذج في الدراسات العلمية المتعلقة بهذا الشأن ومنها الدكتور روبرت كوخ الذي حصل على جائزة نوبل في الطب لعام 1905 ويعد هو المؤسس الحقيقي لعلم الجراثيم كعلم طبي مستقل، حيث بذل جهوداً علمية كبيرة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم ودراسة الأوبئة، وكان أول من أثبت أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، وبدأ اولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مهجرة، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعدادًا كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئنانًا بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
وتحدث الدكتور يعقوب عن تجربة السير جون غوردون، وهو عالم بريطاني مختص بعلم الأحياء التطوري، وعُرف بأبحاثه المتميزة في مجال نقل النواة والاستنساخ ، وحصل علي جائزة نوبل في الطب لعام 2012 ، بالتناصف مع العالم الياباني شينيا ياماكانا.
وناقش الدكتور يعقوب أنواع الجينات التي تتأثر خلال عملية نشؤ السرطان، وانهي كلمته بتقديم الشكر لمكتبة الإسكندرية بشكل عام وللدكتور إسماعيل سراج الدين بشكل خاص لتخصيص ورشة عمل للحوار في هذا الموضوع الهام والذي يعتبر البحث فيه نقله نوعية للطب المصرين ومحاوله جادة لطرح سبل التقدم في هذا الشأن.
من جانبه قال الدكتور يحيي حليم زكي؛ مستشار مدير مكتبة الإسكندرية للشئون العلمية، أن مكتبة الإسكندرية بادرت في بداية العام الحالي بتكوين هذا اللقاء للتأكيد علي أن هذا العام هو عام العلم، وأنه بعد مواجهة صعوبات عديدة خلال الخمس أعوام الماضية حان الوقت لعودة الحديث عن العلم كمكانة رفعية، مؤكداً أنه برغم صعود حركة العلم في تحرير الجينات الوراثية، إلا أن الأمر يتطلب تقنين.
وأضاف الدكتور يحيي أن التقدم المذهل في تحرير الحمض النووي بتغيير الكود الجيني أصبح في متناول الإنسان، مضيفاً أن المملكة المتحدة كانت قد سمحت في الشهر الماضي باستعادة بويضة من امرأة لوجود مرض "الميتوكوندريا" الوراثي Mitochondrial Disease، ويلقب هذا الإجراء "الطفل الناتج من ثلاثة أشخاص"، حيث أن المرض الوراثي يوجد ببويضة الأم خارج النواة الوراثية ولكن داخل البويضة نفسها، فيتم تغيير البويضة، ويكون الطفل الناتج من الأب والأم الأصليين.
وأكد الدكتور يحيي أن العالم سيشهد في المستقبل القريب في عملية زراعة الأعضاء من مختلف الأجناس، بحيث يكون ممكنا طلب كليه أو قلب لزراعته في الإنسان، ويكون مزروعاً في حيوان، وكل هذا يمكن بالفعل أصبح ممكن عمله بالجينات، لافتاً إلي أن الأمر يتطلب معايير وضوابط سلوكية للإنسان علي ضوء ما تقدم لأن اللعب بالجينات أصبح زهيد الثمن.
يذكر أن اليوم الثاني من المؤتمر سوف يشهد حوار عن البحث العلمي وتصميمه و الضوابط للبحث في شتي المجالات لاسيما في المجال الطبي، كما يتناول بعض الإجراءات البحثية للكشف المبكر عن السرطان والطرق المستحدثة لعلاجه، وكذلك المراحل المختلفة لضمان سلامة البحث العلمي فنياً وسلوكياً، كما سيتناول الحرص من استخدام بعض العقاقير الجديدة دون التأكد من سلامتها.