صاحب تمثال الصمود بالإسماعيلية يروى كيف استغل شظايا طائرات إسرائيل بصناعته

تمثالان يحكيان قصة الهزيمة والنصر والدموع والأفراح التى مرت بها مصر من عام 67 وحتى انتصارات حرب أكتوبر 73، الأول "النصر" يقع أمام مديرية إسكان الإسماعيلية القديمة خلف مديرية الأمن بعد نقله من شارع السلطان حسين، والتمثال الثانى "الصمود" يقع أمام متحف الإسماعيلية فى ميدان السادات بشارع محمد على. صاحب التمثالين هو الفنان التشكيلى جلال عبده هاشم مواليد الإسماعيلية فى 15 يناير 1941، عاش بالإسماعيلية فى فترة النكسة وحرب الاستنزاف ولم يغادر المدينة بعد التهجير، وكان يشارك مع المقومة الشعبية بالإسماعيلية، وشاهد بنفسه حجم الدمار الذى أصاب المدينة إثر الهجمات الإسرائيلية على المدينة، فقرر أن يخلد ذكرى الشهداء من خلال الشظايا والدانات التى أطلقت من العدو لتدمير المدينة، وبالفعل استطاع أن يجمع 4500 شظية كما يقول الفنان عبده هاشم لـ"انفراد" من خلال بعض الضباط والجنود والأهالى، حيث تم تجميع هذه الشظايا ليتم عمل التمثال بها. حكاية حسنة وسيد يضيف الفنان جلال عبده هاشم كل شظية مازالت تحمل جزءا من تاريخ حكاية الشعب المصرى وجنودنا البواسل، فمنها من كانت سببا فى استشهاد جندى مصرى وبها بعض من دمائه الطاهرة، وشظية أخرى أصابت ممرضة فى السبع بنات "حسنة على سمرة"، والتى استشهدت يوم الجمعة 15 يوليو 1967 هى وأسرتها قبل زفافها بشهور قليلة، والطفل سيد الذى حاول إنقاذ كوبرى الجلاء بالإسماعيلية بنقل قنبلة وإلقائها فى ترعة الإسماعيلية، وكان عمره 8 سنوات، واستشهد فى 8 أغسطس 1970 والكثير من الحكايات قمت بتخليدها فى تمثال الصمود، وتم تجميع الشظايا على هيئة مقاتل من أبناء الإسماعيلية بيده سلاحه وفى اليد الأخرى قنبلة. تم عرض التمثال فى شارع مصر بعد الانتهاء منه عام 1971، فى معرض القاهرة الدولى عام 1972، وكانت تقام فى ساحته العديد من الحفلات الفنية، بحضور قيادات وجنود القوات المسلحة، لأنه كان بمثابة الحافز للجنود ورفع الروح المعنوية، وتم نقله بعد ذلك إلى شارع السلطان حسين ثم الآن هو أمام المتحف بالإسماعيلية. تمثال النصر أما تمثال النصر فله حكاية مشابهة بعد انتصارات حرب أكتوبر، فكرت أن أقوم بعمل يخلد هذه البطولات بنفس الطريقة، لكن بشكل مختلف فهذه المرة سوف نستعين بالشظايا والدانات التى تم إلقاؤها على العدو من الجيش المصرى، وفعلا استعنت بالضباط والجنود وأحضروا لى مجموعة كبيرة من الدانات والشظايا وعملت تمثال النصر، وهو يعبر عن بطولة الجندى المصرى حاملا سلاحه ورافعا يده بإشارة النصر وقاعدته من بقايا طائرة فانتوم إسرائيلية تم تدميرها شرق القناة، وكتبت الصحف الإسرائيلية عن التمثال أنه مصنوع من بقايا طائرات "الفانتوم " الإسرائيلية التى دمرتها مصر فى حرب أكتوبر 73 رغم نفى إسرائيل أن القوات المصرية دمرت طائرات فانتوم لها فكان التمثال دليلا قاطعا على كذب الإسرائيليين. حطام طائرة إسرائيلية تمثال الصمود بدأت فيه يوم 6 نوقمبر 1973 بعد انتصارات أكتوبر بشهر واحد، وانتهيت منه فى يناير 1974 ووزنه 219 كيلوجراما. ويضيف هاشم، "اهتمامى بحطام الطائرة الإسرائيلية هو أن أجعلها قاعدة يقف عليها المقاتل المصرى ببيادته العسكرية فى دلالة واضحة للنصر والعزة وإخضاع إسرائيل وكسرها فى نصر أكتوبر". رفضت بيع الصمود بـ 1000 جنيه وتابع عبده هاشم، أنه عرض علىّ أحد ضباط قوات البوليس الدولى من جنسية سويدية شراء تمثال الصمود بمبلغ يقارب 1000 جنيه إسترلينى، وكان مبلغا كبيرا للغاية فى تلك الأيام نهاية 1969، لكنى رفضت وقلت له إنه لن يخرج من مصر، لأنه ملك لمصر ومن دم ورفات شهداء مصر، مهما كانت الإغراءات المادية، فأرسل لى وسيطا بعد ذلك فى أن أقوم بتصنيع تمثال مشابه لتمثال الصمود فى حجم صغير، ويكون ثمنه 200 جنيه إسترلينى، فرفضت للمرة الثانية وقلت له إن هذا التمثال" ماستر بيس" أو قطعة أصلية واحدة فقط ولا يمكن تكراره أبداً. ويطالب الفنان عبده هاشم بنقل تمثال النصر الموجود حاليا فى منطقة لا يراها أحد خلف مديرية الأمن إلى مكان آخر، وليكن السلطان حسين حتى يراه شباب وزائرو الإسماعيلية ويعرفون حكايات الصمود لأهل هذه المدينة الباسلة.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;