الجن والعفاريت والمس الشيطاني بين الحقيقة والخيال بقرى ومدن محافظة الغربية

كشفت واقعة تعرض خمس بنات من مركز السنطة بمحافظة الغربية ونزولهن تحت الارض ليلا عن طريق الجن العديد من الحقائق اهمها انتشار ظاهرة الجن واللبس والمس المنتشرة فى نجوع وقرى وكفور بل ومدن محافظة الغربية والتى تنتشر بصورة مفزعة وكثيفة بالغربية عن باقى محافظات مصر تلك الظاهرة التى احتار فيها الطب ودخل فيها الدجل والنصب.. حاولنا ان نقترب منها بل ونعيش فيها من خلال تلك الرحلة العجيبة.





فى البداية اكد الحاج إسماعيل على أبو الفضل والمقيم بقرية شبراقاص التابعة لمركز السنطه بالغربية بالمعاش والد الفتيات الخمس أنه يأس من علاج بناته المصابات بالمس الشيطانى بعد أن أنفق عليهم أكثر من 24 ألف جنيه لافتا أنه أحضر 24 شيخًا لعلاجهن دون جدوى مشيرا الى ان الإعلامية ريهام سعيد ارسلت لهن معالجًا بالقرآن بعد أن سجلت معهن حلقة كاملة فى برنامج صبايا الخير.

وقال تم عزل فتاتين من بناتى الخمس فى منزل بعيدًا عنا، عند أحد أقاربنا ومنعنا من زيارتها وباقى بناتى إلا بعد الشفاء وبالفعل تحسنت حالتها بعض الشئ وأمل من الله شفائهما وأخواتهما لكن الأمر بات ثقيلاً علينا ولا أستطيع تحمل نفقات العلاج، وتمنيت لوكان هناك شيوخًا متطوعين لوجة الله ينقذوا هذه الأسرة الحزينة التى ركبها العفاريت مؤكدا ان الأسرة اصيبت بالاستياء بسبب الاتهامات لهم بعد اذاعة الحلقة بالتمثيل مشيرا إلى أن أهالى القرية جميعا شهود على مرض الفتيات ومعاناتهن فى العلاج و إن الأطباء عجزوا عن شفائهن وقالوا لنا اذهبوا إلى المعالجين بالقرآن وأن مرضهن بدأ بإحداهن تلو الأخرى وهن: دعاء «24 سنة» وسماح «22 سنة» وإسراء «18 سنة» وأنوار «16 سنة» وفاطمة الشهيرة ب «بطة» "14 سنة ".

وحكى الوالد بداية المرض قائلا إن نجلته فاطمة فى أحد الأيام دخلت الحمام فى الساعة الثانية ليلا وصرخت وسقطت فى الحمام وأغمى عليها ولكن فاقت مع الوقت ونامت حتى استيقظت فى الصباح فذهبت إلى الحمام لغسيل وجهها فكانت المفاجأة الأولى بقىء دماء وزاد الدماء يوما بعد يوم فى القىء فتوجهنا إلى المستشفيات والأطباء وبعدما عجز الأطباء قالوا لنا اذهبوا للمعالجين بالقرآن الكريم وبدأ «المس الشيطانى» يتغلب على بناتى وانتقل من فاطمة إلى أخواتها فتظهر نفس الأعراض.

كما بدأ يظهر عليهن علامات غير عادية عند استماع القرآن الكريم أو ذكر النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» ثم يحاولن غلق آذانهن لعدم الاستماع وهو ما أثار الذعر بين الأسرة والقرية كاملة كما إن البنات كن يعتدين بالضرب على أى أحد وبأى شىء.

ما سبق واقعة اذيعت على الملأ عبر قناة النهار وتسببت فى حالة من الجدل والاستياء وتباين الاراء ما بين مؤيد ومعارض وهو ما دفعنا للنزول الى ارض الواقع والبحث عن شيوخ العفاريت.


فى عزبة صغيرة تابعة لأحدى قرى مركز قطور بمحافظة الغربية أستقر بنا الحال وبعد رحلة شاقة بين الميكروباص والعربات النصف نقل سألنا عن الشيخ " عبد الحق " أشهر المعالجين لحالات المس واللبس وقعت أنظارنا على أعداد كبيرة من السيارات أمام منزله جاءت من القاهرة والمنوفية والإسكندرية والبحيرة.

أقتربنا أكثر من المنزل الذى يزاول فيه الشيخ علاج الحالات لنقابل بالصراخ وأصوات الأستغاثة التى تخيف وتوجع القلب دخلنا الغرفة بعد طول أنتظار وجلسنا نشاهد العجب " فتاة تحت العشرين تكره خطيبها ولا تريد لبس الذهب وقفت الفتاة لحظات أمام أحد الدراويش المساعدين للشيخ وفجأة نزل فيها ضربا وبعد دقائق إذا به يقول للشيخ معاك الأمير بشاى.
أشار الش
يخ للأمير بشاى أقصد الفتاة قائلا تعالى طلب الأمير بشاى أو الجنى المتلبس بالفتاة الجلوس بجوار الشيخ الذى وافق واخذ يحاورة وسأله " من أى أنواع الجن أنت ؟ هل عندكم حروب ؟ هل تستعملون الطائرات والصواريخ ؟ لماذا تلبست بها كم تستغرق حتى تصل القاهرة ماهى طلباتك ؟ " والجن أقصد الأمير بشاى يجيب كان الأمر بالنسبة لنا أغرب من الخيال.

حالة أخرى قال الجن المتلبس بأحدى الفتيات " أنا معها من عشر سنوات وأنجبت منها ولد وقال له الشيخ نريدك أن تخرج منها رد الجنى أشاور نفسى فأنا أفكر فى الخروج قال له الشيخ سأمنحك فرصة أسبوعين.

حالات كثيرة تعانى فى كل مرة يضع الشيخ يده على رأس المريض ويبدأ رحلة العلاج حاولنا ان نلاحظ تصرفات الشيخ وجدناه رجل كبير السن يأكل نصف طعامه ويشرب نصف شرابه ويترك النصف الأخر.

رأينا بعض أعوانه يضربون الحالات بقسوة ولما سألناهم عن سبب ذلك قالوا هذا هو الجنى ولا يريد الخروج ولا يخرج الا بالضرب وأكدوا أن المرضى لا يشعرون بهذا الضرب وكانت الحالات عند الشيخ عبد الحق اكثر من ان تحصى وكانت الهموم والاوجاع والشكاوى اكثر من أن تعد.

سألنا الشيخ عبد الحق ماهى وسيلتك فى العلاج هل تقرأ القران على المريض قال الشيخ لا قلنا له هل تقرأ تعاويذ وترانيم وتمتمات لا نفهمها قال لا قلنا له هل معك جن يساعدك قال لا لان الجن يحضر اداريا اى من تلقاء نفسه وانا كما ترون اعالج من به مس او ملبوس بالجن وانصح المرضى الاخرين بالذهاب للاطباء كل حسب مرضه.

تركنا الشيخ عبد الحق وذهبنا لشيخ اخر من اشهر المعالجين فى قرية كوم النجار التابعة لمركز بسيون .

المكان تغلب عليه السمات الدينية رغم انه يعج بحشود رهيبة من الاشخاص على كل شكل ولون وكان الحاضرون يعرفون انه لا يعالج الا الحالات المرضية الجسدية رغم انه لم يدخل كلية الطب برغم ذلك كان من بين الحاضرين احد الاساتذه فى كلية الطب كما قال هو عن نفسه.

وقد جاء ليعالج احد اقاربه بعد ما عجز الطب عن علاجه اخذنا ننتظر وقتا طويلا حتى سنحت لنا الفرصة بالدخول كان معنا احد الحالات التى تعانى من آلام فى بطنها لا تعرف لها سببا سالها الشيخ شوادفى عما تعانى منه ثم فجاة طلب عدم سماع احد يتكلم داخل الحجرة اخذ الرعب يدب فى قلوبنا الكل كان يتخيل انه شيئا سيخرج من الحائط او شبحا سيهبط من السماء فوق رؤوس الحاضرين.

ساد الصمت لمدة دقائق صمت رهيب ووجوم ورعب يخيم على المكان حرك الشيخ يديه فى عدة اتجاهات نطق ببعض الهمهمات التى لا نفهمها ثم احضر مقص ادخله فى بطن السيدة المريضة وعندئذ سمعنا صوت عصافير كانها جرس باب ثم اخرج الشيخ مقصه من بطن السيدة الغريب انه ادعى انه قام بعملية جراحية للمريضة رغم اننا لم نشاهد اى جروح او دم بجسد السيدة المريضة لحظات وتنهد الشيخ وقال للمريضة مطلوب منك مبلغ 2000 جنيه ورغم المحايلات والاستعطاف لتقليل المبلغ رفض الشيخ التنازل عن جنيه واحد وقال للسيدة " هو انا جايب حاجة من عندى هم عايزين كده " فردت عليه السيدة " 2000 جنيه اروح لطبيب احسن " خرجنا من عند هذا الشيخ نبحث عن الفرار هربا بانفسنا من هذا الرعب.

الشيخ عونى سمعنا عن كراماته ذهبنا اليه فى قريته قرية الجميزة مركز السنطة جلسنا معه كان يبدو عليه علامات الفقر والحاجة عرفته زميلتى شيماء نفسها على انها مريضة تعانى من قلق نفسى وتوتر دائم تبادل معنا الحديث فترة طويلة ثم قام باحضار لفة من القماش مربوطة قام بفتحها بدا القلق والترقب ينتابنا ننتظر ماذا يخرج الشيخ من جرابه وسال الزميلة عن اسمها واسم امها وتاريخ ميلادها ثم اخذ يضرب اخماس فى اسداس ويقسم ارقام ويجمع ويطرح.

المهم كان اليوم اشبه بدرس الحساب ثم اخذ بعد ذلك يكتب بعض الرموز والاشياء ثم قال العروسة معمول لها عمل ولازم تحضر 1600 جنيه لكى يعطيها بعض الاوراق اللازمة لعلاجها سالناه هلى يعالج بالقرآن قال لا انا اعالج بطريقة فلكية مرتبطة بالنجوم والابراج وكله من عند الله تركنا الشيخ الفلكى وانطلقنا لنطرق بابا جديدا من ابواب العلاج الغريب.

اتجهنا بعد ذلك الى الشيخ سامى باحدى الحارات المتفرعة من شارع سعيد بمدينة طنطا وجدنا عنده حشد من من السيدات والفتيات وكل منهن تحمل معها الامها واوجاعها منهم من لم تلحق بقطار الزواج ومنهم من لم تنجب وحرمها القدر الذرية والبعض الاخر جاء ينشد القاء المحبة فى قلب محبوبه عن طريق حجاب المحبة الذى يتقن الشيخ عمله على حد تعبيرهم انتظرنا حتى جاء دورنا فى الدخول فاذا بنا امام شاب لم يتعد الخامسة والاربعين من عمره يرتدى جلباب ابيض وذو لحية طويلة سال احدى الفتيات عن سر شكواها فقالت له عندى الام فى الظهر فاخذ الشيخ يسمعها ايات القرآن وهى مغمضة العينين ثم اعطاها عسل نحل معجون بحبة البركة واعشاب اخرى طلب منها تناولها على الريق التفت الشيخ الى زميلتى وسالها عن شكواها قالت له بصوت خائف انا فاتنى قطار الزواج وكلما تقدم لى عريس تركنى اخذ الشيخ يقرا عليها بعض ايات القران ثم اخبرها ان عليها عفريت جن وهذا الجن لا يريد لها ان تتزوج ثم اعطاها كتيبا صغيرا قال لها لا تتركيه وعليك قراءته يوميا ثم طلب منها العودة اليه مرة اخرى بعد اسبوع .

خرجنا من عند الشيخ سامى والضحكات تتعالى من ذلك الجن الضعيف الذى لا يستطيع زواج الزميله رغم انها متزوجة وقررنا بعد ذلك التوقف وإنهاء الرحلة.

مؤيد ومعارض

سالنا الدكتور فتحى الزغبى استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر فرع طنطا عن حقيقة الجن واللبس والمس فقال : الجن من الامور الاعتقادية وهناك العديد من الماثورات تتحدث عن الجن وعلاقته بالانسان وثبت فى الاحاديث النبوية الشريفة ان العلاج بالقرآن الكريم يشفى حالات المرض والقلق والتوتر.

اما الشيخ فتحى ابراهيم رئيس جماعة دعوة الحق بطنطا فقال : المس واللبس والعلاج كل ذلك دجل لأن الله لا يعطى الجن حق الدخول فى جسم الإنسان والتحكم فى تصرفاته واجهزته والسيطرة عليه ولا يعطى البشر نفس الخصائص لان ذلك ينافى العدالة الربانية كما ينافى التخيير الذى وهبه الله للإنسان والجن ليس له سلطان على البشر وهذه القضية فيها اختلافات كثيرة واحتمالات متعددة.