تضم محافظة الأقصر العديد والعديد من الأضرحة والمقامات التي تنتسب إلي العارفين بالله وأوليائه الصالحين، والتي يحرص مريدها علي زيارتها من وقتاً إلي آخر من أشهر تلك الأضرحة مقام سيدي أبو الحجاج الأقصري، والذي يحتفل الأقصريين بمولد في كام عام وسط تنظيمات إحتفالية كبري، ويضم ضريح العارف بالله أبو الحجاج مجموعة من المقامات لأخرين والذين رافقوه خلال رحلة دعوته إلي الإسلام، ومن أشهر تلك المقامات مقام " السيدة تريزا" رضي الله عنها، والذي تم تخصيص غرفة خاصة بها لإقامة مقامها، ويحرص الأهالي علي زيارة مقامها بشكل مستمر.
يقول الشيخ حجاج محمد، إمام ثان بمسجد سيدي أبو الحجاج بالأقصر، أن قصة السيدة تريزا أرتبطت بالسيرة الذاتية للعارف أبو الحجاج الأقصري، وفي الأصل كانت " تريزا" راهبة يونانية وأبنت القيصر القبطية، وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الأقصر، فأدهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملأ نفسها احتراما له وتقديرا، والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في أمور الدين والدنيا، فأسلمت وتحولت إلى داعية إسلاميه.
وأضاف عبد المنعم عبد العظيم، مدير مكتب الأقصر لتراث الصعيد، إن هناك أسطورة غريبة من نوعها حول العلاقة التي جمعت بين العارف بالله والسيدة تريزا وتحكي الأسطورة أن سيدي أبوالحجاج عندما قدم إلى الأقصر طلب من أميرتها الراهبة الرومانية تريزا بنت القيصر، مقدار جلد بعير من الأرض يتعبد فيه، فأجابته في وثيقة مكتوبة. وفي الليل وجد جلد البعير على شكل سير طويل ربط طرفه بأحد أعمدة معبد الأقصر وأحاط به المدينة فتملكها بموجب الوثيقة. ثم تقول الأسطورة إن الراهبة من إعجابها بذكاء الشيخ أسلمت وتزوجته.
وأكد علي أن هذه الأسطورة تكررت في تأسيس مدينة قرطاج التونسية، والفسطاط في عصر عمر بن العاص. اختلف المكان واتحدت الرواية.
وأختتم حديثه بإن للتاريخ الحقيقي رواية أخرى بعيدة عن الأساطير، وتظل الأسطورة في وجدان الشعب جزءا من تراثه الخالد.