يعتبر مسجد مصطفي كامل الغمراوي أحد أقدم المساجد الأثرية بمحافظة بني سويف، وأروعها في التصميم والبناء، فالمسجد يبهر مصليه وعلماء الآثار الإسلامية بروعة بناءه وتصميمه المعماري والهندسي الإيطالي، المتمثل في مساحته الشاسعة بدون أعمدة ارتكاز للأسقف، وارتفاع سقفه وضخامة مئذنته, والزخارف والنحت البارز علي الجدران بداخله. المنشئ أسس هذا المسجد" مصطفي كامل الغمراوي بك "عام 1898م , 1316هـ, ومن المعروف أنه كان أول من أطلق الدعوة لإنشاء الجامعة المصرية على صفحات الصحف العربية والأجنبية والإذاعة المصرية يوم 30 سبتمبر 1906 داعيا القادرين إلى إنشائها والتبرع, لها وقدم تبرعا قدره مساحة 31 فدانا كاملة من أجود الأراضي و500جنيه ذهبا ودخل في معارك ضارية مع اللورد كرومر الذي كان يعارض المشروع برئاسة الأمير أحمد فؤاد عام 1908 الموقع : يقع مسجد الغمراوي بجوار السنترال بشارع أحمد عرابي المتفرع من ميدان المديرية القديم بمدينة بني سويف
وا أنشئ مسجد في عام 1316 هـ كما ورد بالنصوص الكتابية على المسجد والمنبر الخشبي الوصف المعماري المسجد من الخارج الواجهة الشمالية الشرقية , وهي الواجهة الرئيسية وبها كتلة المدخل التي يفضي منها إلى داخل المسجد ، وهي عبارة عن دخلة مستطيلة يتوسطها فتحة باب يغلق عليها مصراعين من الخشب زخرف بأشكال هندسية مختلفة , وعلى جانبي المسجد مكسلتين يعلوهما نص كتابي " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر " . يعلو فتحة الباب عتب محمول على كابولين من الحجر وكتب على العتب النص التأسيسي للمسجد " أنشأ هذا المسجد الفقير إلى الله مصطفى كامل الغمراوي " يعلوه نفيس ثم عقد عاتق زخرف بالحجر المشهر وتوج هذا كله بزخرفة الجفت اللاعب ذي الميمات.
يعلو فتحة الباب نافذتان معقودتان بعقدين نصف دائريين يرتكزان على ثلاثة أعمدة مدمجة بالجدار ، ويغشى النافذتين خشب ذات خرط ميموني ويعلو النافذتين نص كتابي بخط الثلث " بسم الله ما شاء الله " ويعلوه تاريخ الإنشاء في شكل نصف دائري وهو 1316 هـ ويتوج كتلة المدخل من أعلى عقد مفصص بارز عن كتلة المدخل ويحدد, هذا العقد زخارف الجفت اللاعب ذي الميمات ويشغل كوشتي العقد زخارف نباتية ويحيط بها أيضاً زخارف الجفت اللاعب ذي الميمات، يعلو ذلك إطار حجري ، يعلوه شرفات مسننة .
وعلى يسار المدخل توجد دخلتان غائرتان في الجدار كل منهما عبارة عن دخلة مستطيلة ترتفع عن سطح الشارع يغلق عليها شباك خشبي ومصبعات حديدية ويعلو هذه الدخلة صدر مقرنص بحطتين من المقرنصات ، ويتوسط كل دخلة نافذة مستطيلة صغيرة . ويتوج هذه الواجهة إطار حجري ,يعلوه شرافات مسننة ، وتظهر المئذنة فوق الواجهة الشمالية الشرقية من المسجد . الواجهة الجنوبية الشرقية , وهي خالية من الزخارف إلا من شطف مقرنص قي الزاوية كما تحتوي على مجموعة من الشبابيك والأبواب من أسفل ومن أعلى ويتوج هذه الواجهة من إطار حجري بارز ,يعلوه شرافات مسننة بطول , الواجهة الشمالية الغربية .
أصبحت هذه الواجهة ملتصقة بمبنى مجاور ويعلوها بقايا شرافات مسننة . الواجهة الجنوبية الغربية : صماء لا تحتوي على زخارف وتحتاج إلى أعمال ترميم . المئذنة و توجد المئذنة بالركن الشرقي من المسجد أعلى الواجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية ، تتكون المئذنة من قاعدة مربعة ، بها دخلة من الناحية الجنوبية الغربية, معقودة بعقد نصف دائري يدخل منها إلى سلم المئذنة ، تتحول هذه القاعدة المربعة إلى مثمن عن طريق مناطق انتقال عبارة عن مثلثات كروية ، زخرفت مناطق الانتقال بزخارف هندسية متداخلة وزخارف كتابية نصها " اذا سمعتوت النداء فلبوا " ، " يا قومنا أجيبوا داعي الله " ، لا اله الا الله " ، " شارع الغمراوي " ، " ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا " يحيط بها زخرفة الجفت اللاعب ذي الميمات ، فتح في البدن المثمن أربع مشترفات معقودة بعقود نصف دائرية ومحمولة ,على أعمدة مدمجة بالمئذنة وترتكز كل منها على ثلاث حطات من المقرنصات ويزينه زخرفة الجفت اللاعب .
أما الأربعة أركان الأخرى للمثمن فهي عبارة عن دخلات غائرة بالتبادل مع المشترفات ومعقودة بعقود نصف دائرية ، يعلو هذا الجزء بالبدن المثمن إطار حجري, مزخرف بزخارف هندسية متداخلة ، ومحاط بزخرفة الجفت اللاعب ذي الميمات و يعلو البدن المثمن شرفة حجرية ترتكز على ثلاث حطات من المقرنصات ذات الدلايات ، يتحول البدن المثمن إلى اسطواني ، والبدن الاسطواني مصمت خالي من الزخارف ينتهي باطارين حجريين بزخارف هندسية متداخلة ، يعلو البدن الاسطواني قمة المئذنة ,وهي على طراز المآذن العثمانية المدببة " القلم الرصاص " و المسجد من الداخل دركاة المدخل,يتم الدخول إلى المسجد من فتحة باب موجودة في الناحية الشمالية الشرقية تفضي إلى دركاة وهي عبارة عن مساحة خماسية الإضلاع في الناحية الجنوبية الشرقية منها توجد حنية محراب صغيرة ذات عقد منكسر وهذه الحنية خالية من الزخارف
ويعلو المحراب إطار مستطيل عليه آية قرآنية نصها " كلما دخل عليها زكريا المحراب " يعلوه قمرية مدورة مكتوب عليها " يا رب حسن الختام " ، ويوجد بالدركاة نافذة صغيرة من الناحية الشمالية الغربية ونافذتان في الناحية الشمالية الشرقية ، وسقفت الدركاة بسقف خشبي عبارة عن براطيم وتماسيح خشبية مزخرفة بزخارف مختلفة ، وتوجد فتحة بالسقف لم يقم المعماري بوضع التماسيح الخشبية واكتفى بالبراطيم فقط وذلك للإضاءة
والتهوية ، ويوجد فتحة في الناحية الجنوبية الغربية تفضي إلى بيت الصلاة . وبيت الصلاة عبارة عن مساحة مستطيلة خالية من أي أعمدة وهي ميزة فريدة يتفرد بها هذا المسجد الجدار الجنوبي الشرقي ,يتوسط الجدار الجنوبي الشرقي المحراب ويعلو المحراب إطار مستطيل كتب بداخله آية قرانية " فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " ويعلو هذا الإطار قمرية مستديرة أحيطت بزخرفة الجفت اللاعب ذي الميمات كُتب فيها " ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين " وعلى يسار المحراب منبر خشبي ، ويوجد على يمين ويسار المحراب دخلتان يغلق عليهما مصراعان من الخشب مزخرفان بزخرفة المفروكة من اعلي وأسفل ومن الوسط زخرفا بزخرف هندسة ، ويعلو كل منهما نافذتان ذات عقد نصف دائري يرتكزا على عمودين حجريين مدمجين ومغشاة بالزجاج الملون, الجدار الجنوبي الغربي , يتوسط الجدار دخل مستطيلة استخدمت ككتبية ويعلوها نافذة معقودة بعقد نصف دائري مغشاة بالزجاج الملون ويحيط بها زخرفة الجفت اللاعب ذي الميمات وعلى جانبي هذا الجزء الأوسط كتفان بارزان عن سمت الجدار ينتهي كل منهما بثلاث حطات من المقرنصات وعلى يسار هذه الدخلة توجد فتحة مستطيلة عبارة عن فتحة باب يغلق عليها مصراعان من الخشب والباب مزخرف بزخارف هندسية ويفضي هذا الباب إلى الميضأة ، ويعلو هذه الدخلة نافذة مستطيلة ذات عقد نصف دائري برتكز على عمودين حجريين وفي الجانب الآخر توجد دخلة مستطيلة ,عبارة عن فتحة شباك يغلق عليها مصراعان من الخشب ويعلوها نافذة مستطيلة ذات عقد نصف دائري يرتكز على عمودين حجريين ومغشاة بالزجاج الملون ,الجدار الشمالي الغربي, يتوسطه حجاب خشبي ، يشغل هذا الحجاب مجموعة من الزخارف الهندسية المختلفة قوامها من أسفل زخرفة المفروكة بالتبادل مع أشكال
مستطيلات ومربعات أما المنطقة العليا فمزخرفة بطريقة الخرط الميموني الكنائسي والمسدسي وذلك بالتبادل ، ثم يلي ذلك إطار خشبي ببارز يعلوه شرافات على هيئة الورقة النباتية وارتفاع هذا الحجاب 2.10 م ، وفي أركان هذا الحجاب الخشبي يوجد دعامتان من الخشب تنتهي بكابولين بحملان دكة المبلغ ، ويوجد بالحجاب الخشبي دخلتان تفضي أحدهما إلى تركيبة خشبية بها ضريح مدفون فيها منشئ المسجد، والدخلة الثانية تفضي إلى مدخل باب يتم الصعود منه إلى سطح المسجد ودكة المبلغ . دكة المبلغ : ترتكز على كابولين من الخشب وهي تعلو الحجاب الخشبي وهي من اسفل عبارة عن منطقة مستطيلة مصمتة قسمت إلى مناطق مربعة ومستطيلة يليه درابزين مزخرف بطريقة الخرط الميموني المربع والكنائسي, يعلوه إطار خشبي ، ويفتح بدكة المبلغ أربعة أبواب ونافذة صغيرة . وعلى يمين الحجاب الخشبي حائط مصمت خالي من الزخارف فتح فيه نافذة للتهوية من اعلى وعلى يسار الحجاب الخشبي حائط مصمت خالي من الزخارف .
"المحراب " عبارة عن حنية تتوسط الجدار الجنوبي الشرقي معقودة بعقد منكسر يرتكز على عمودين مدمجين من الرخام ، ومزخرف من أسفل بأشرطة من الرخام الملون حتى منتصفه وباقي المحراب مطلي بطبقة من الجص الأبيض وخالية من الزخارف .
"المنبر " يتكون المنبر من باب المقدم ويغلق عليه مصراعان من الخشب مزخرف بأشكال هندسية عبارة عن نجوم ومسدسات ومستطيلات ، يعلو الباب حشوة خشبية كتب عليه " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " يعلوها إطار خشبي بارز ويعلو باب المقدم صدر مقرنص يتكون من ثلاث حطات من المقرنصات ، يعلوه شرافات مسننة . أما ريشة المنبر فزخرفت بزخارف الطبق النجمي ، وزخرف باب الروضة بزخارف الطبق النجمي أيضا ويعلو باب الروضة من ناحية المحراب ,إطار كتب بداخله " إنما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الآخر " أما على باب الروضة من الناحية الأخرى فكتب نص تأسيسي للمسجد " انشأ هذا المسجد مصطفى كامل الغمراوي 1316 هـ " ويعلو هذه النصوص الكتابية على جانبي جلسة الخطيب حشوة خشبية مزخرفة بالطبق النجمي ، أما درابزين المنبر فزخرفت المناطق المستطيلة بالخشب الخرط ، وزخرفت المناطق المثلثة بزخرفة الخرط الميموني المربع الجوسق .
يعلو جلسه الخطيب التى تحيط بها أربعه أعمدة خشبية يعلوها الجوسق ويحيط بهذا الجوسق ثلاث حطات من المقرنصات ، يعلو الجوسق هلال نحاسي سقف المسجد , سقف المسجد خشبي عبارة عن براطيم وتماسيح خشبية ويرتكز السقف على الجدران من الأطراف على أربعة أكتاف مدمجة بالجدار الشمالي الشرقي والجدار الجنوبي الغربي ، ويتوسط السقف شخشيخة مغشاة بالزجاج الملون للإضاءة والتهوية . كرسي المصحف
أوقفة مصطفى كامل الغمراوي للمسجد وهو يتكون من حشوات خشبية متداخلة زخرف باطنه بزخرفة الخرط الميموني وزخرف الإطار الخارجي بزخارف كتابية نصها " " أوقف هذا الكرسي مصطفى كامل الغمراوي على مسجده الكائن ببني سويف في سنة 1318
