يا "مستريح" إيه ريّحك.. بالفيديو والصور: فخ جديد فى قنا يبتلع 40 مليون جنيه من 17 ضحية.. المتهم يعدهم بأرباح 72% سنويا.. أحد الضحايا: أخو مراتى وخد شقا عمرى وفلوس عيالى.. وصاحب مخبز: بقينا على الحديدة

الواقع ليس مسؤولاً عن أحلامنا، خاصة إذا طارت فوق الأرض ولم تقف على مساحة راسخة وثابتة، هكذا يقف الآن ضحايا مستريح قنا بين الحلم والواقع الصعب الذى أخرج لسانه لهذا الحلم، ومن الأمل فى تحقيق ثراء سريع دون مجهود، إلى السقوط فى فخ النصب، مع الاستيقاظ على حقيقة أنهم كانوا أهدافًا سهلة لشخص يسعى مثلهم للثراء السريع السهل، من خلال الطرق السريعة والسهلة، ولكنه كان أسرع منهم وأكثر مباغتة، فهرب بعد إيهامهم بقدرته الخارقة على توظيف أموالهم، وتحقيق أرباح كبيرة ومنحهم فائدة سنوية تصل لـ72%، من خلال استثمارها فى سندات وأصول إحدى شركات المطاحن الخاصة، وفى العقارات وشركات الاستثمار الأخرى، ليكتشف الضحايا أنهم وقعوا فى فخ نصبه لهم المتهم، الذى تمكن من جمع 40 مليون جنيه من ضحاياه الذين استقطبهم من مدينة قوص، وفر هاربا. وقعت المفاجأة، أو الكارثة بالنسبة لضحايا "مستريح قنا"، عندما جاء موعد تسديد الأرباح السنوية التى كان يعطيها لهم فى نهاية العام، لكنه فى هذه المرة تأخر عن السداد، وأغلق هاتفه المحمول، فاتجه الأهالى لمنزله، فأقنعهم أن الفائدة هذا العام ستتأخر قليلاً، ثم اصطحب أسرته وأولاده مغادرًا مركز قوص، تاركًا ضحاياه يندبون أنفسهم على النصب عليهم وضياع أموالهم، فتقدموا بالبلاغ رقم 408 إدارى قوص لسنة 2017، الذى أحيل إلى النيابة العامة برئاسة المستشار محمد همام رئيس نيابة قوص. زوج شقيقة المستريح: "نصب عليا فى 5 مليون ومش عارف أنام من يوم ما هرب" فى البداية، قال الحاج "عبد الرحيم. م"، زوج شقيقة مستريح قنا، إن شقيق زوجته حصل منه على 5 ملايين جنيه لاستثمارها فى المطاحن، مقابل تحصيل نسبة فائدة سنوية 72%، من خلال استثمارها فى سندات وأصول إحد شركات المطاحن الخاصة، وفى العقارات وشركات الاستثمار الأخرى، وفجأة أخذ أولاده وزوجته وغادر القرية. وأضاف زوج شقيقة "مستريح قنا"، قائلاً: "كنت واثق فيه وادّيته شقا عمرى، لأنه أخو مراتى، وما توقعتش إنه يسرق فلوسى وفلوس عيال أخته ويهرب بيها، هو كان ملتزم مع الكل فى دفع الفائدة، لكن وقف من شهر، وفجأه اختفى، ومفيش حد عارف هو راح فين، أخو مراتى ضحك عليا وخد رزق عيالى، وجاب العار لأهله، ومن يوم ما اختفى من المركز وقفل تليفونه ومش عارف أنام، حسبى الله ونعم الوكيل، أنا المرض صابنى لأن فلوسى ضاعت، والطعنة جات من أقرب الناس لينا". أحد الضحايا: "كان عامل نفسه شيخ وبقينا على الحديدة" الحاج حسين الحداد، أحد ضحايا المستريح، قال: "أنا راجل صاحب مخبز، والحمد لله الأمور كانت ماشية، والمتهم كان يتمتع بحسن الخلق، من البيت للجامع، ومعروف فى المركز، وفجأة بدأ يدخل فى عملية شركات المضاربة والاستثمار، وبدأ يدّينا أرباح سنوية، أغلب الناس كانت خايفة، لكنه كانت عنده قدرة إقناع كبيرة، وبدأت الناس تروح له، لأنه كان بيدى أرباح كويسة، وبدأ كل شخص يجيب قرايبه وأولاد عمه، اللى جابوا أموالهم لاستثمارها وتحقيق أرباح سنوية، وأنا شخصيا خد منى 2 مليون جنيه، وفجأة اختفى من المركز وأغلق تليفونه، ومحدش شافه من يوم ما ساب المركز، ورحنا لأسرته اللى ما عرفتش توصل له برضه، بسبب قفل تليفونه، وهو كان عامل نفسه شيخ وبسببه بقينا على الحديدة". مزارع: "كنت عاوز أرتاح بدل ما فلوسى ضايعة على زراعة القصب" محمد أحمد، أحد ضحايا "مستريح قنا" الجديد، يؤكد أنه باع الأرض، وقرر عدم زرع القصب مرة أخرى، واستثمار أمواله مقابل الحصول على أرباح سنوية من المجنى عليه، وترك الزراعة نهائيًّا، لكن فرحته بالراحة فسدت بعد انقطاع المتهم عن تسديد الأرباح والفوائد، وهروبه من المركز حاملا 40 مليون جنيه استولى عليها منه ومن باقى الضحايا. وأكد محمد أحمد، أنهم سيتوجهون للنيابة العامة، لبدء التحقيقات وسماع أقوالهم فى التهم الموجهة للنصاب، وتقديم أصول الشيكات وإيصالات الأمانة التى وقع عليها، متابعًا: "أنا بيتى اتخرب، وبقيت عايش بدون روح، شقا العمر ضاع، ومش عارف أوصل للمستريح اللى نصب علينا، وأوهمنا بقدرته الخارقة على توظيف الأموال، مستغلاً طيبة الناس". بلاغات النيابة العامة ضد مستريح قنا بعد اكتشاف الضحايا لعملية النصب، بدأوا يتوافدون على الجهات الأمنية لتقديم بلاغات بالنص، ليرتفع عدد ضحايا مستريح قنا الجديد إلى 17 شخصا، بعد تحرير تاجر محضرًا إداريًّا بمركز شرطة قوص، ليصل إجمالى المسجلة فى القضية والتى حصل عليها المتهم إلى 40 مليون جنيه حتى الآن. كان قسم شرطة مركز قوص قد تلقى بلاغا من ناجح محمود أبو المجد يوسف، ضد "م. م. م. س"، يتهمه فيه بالنصب عليه فى مبلغ 7 ملايين و585 ألف جنيه، بإيهامه بتوظيفه فى أعمال الاستثمار بعدة مجالات مختلفة. وأكد الأهالى فى المحاضر التى حرروها، حصول المتهم على مبالغ مالية كبيرة منهم، وإيهامهم بتحصيل فائدة سنوية عليها بنسبة 72%، من خلال استثمارها فى سندات وأصول إحدى شركات المطاحن الخاصة، وفى العقارات وشركات الاستثمار الأخرى، قبل أن يهرب من قوص بعد الاستيلاء على أموالهم.