"أم السيد " هكذا يطلق عليها سيدة مسنة بمدينة طنطا على باب الله تضع كرتونة صغيرة بها علب من المناديل الورقية وتفترش الرصيف ويتردد عليها المواطنين للشراء منها لتنتفع بقليل من المال تظهر عليها علامات البساطة والرضا بقضاء الله وقدره ورغم حالها إلا انها تعشق مصر وترى ان القادم افضل باذن الله .
اقتربت من السيدة بحجة شراء علبة مناديل وفوجئت انها تمسك بجريدة تقرأها رغم ان ملامحها تقول عكس ذلك فتحت معها حوارا عن الاوضاع والمعيشة وبعد ان جاوبت معى فى الكلام سألتها عن اسمها وعن حكايتها فقالت لى ان الناس فى المنطقة يطلقون عليها ام السيد وهى تحب هذا الاسم كثيرا رغم انها لم تنجب وان زوجها توفاه الله منذ سنين وتحصل على معاش السادات الذى لا يكفيها قوت يومها فقررت بيع المناديل بدلا من الجلوس وحيدة فى بيتها تعانى الوحدة والام المرض لم تنكر ان ناس كثير من اصحاب القلوب الرحيمة يعطفون عليها ويسالون عليها كل حين .
وتابعت " أم السيد " حديثها بقولها على باب الله واملك القناعة وراحة البال من مواليد مدينة طنطا أمية لا اقرأ ولا اكتب ومع ذلك اعتدت يوميا على مطالعة الصحف من أجل أن ارى صور الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى اعشقه بجنون وأرى فيه أمل كبير لهذا الشعب المطحون و علينا ان نستحمل الوضع الراهن حتى نعبر لبر الأمان.
المفاجأة التى أذهلتنى انها رغم حالتها تلك كسيدة مسنة على باب الله و بلا عائل أو مورد الا انها قامت بالتبرع لصندوق تحيا مصر بمبلغ 33 جنيها وتفخر بذلك مؤكده أنها ستقوم بالتبرع مرة أخرى عندما يرزقها الله بمبلغ اخر .. هذه السيدة المسنة لم تخش تبعات القدر وما يخفيه لها غدا من عوز واحتياج شديد فقررت التبرع لوطنها بكل ما تملكه من حطام هذه الدنيا 33جنيها لصندوق تحيا مصر فى حين يرفض أصحاب المليارات التى جمعوها بكل الطرق المشروعة منها وغير المشروعة أن يقفوا بجوار بلادهم ويردوا الجميل لبلدهم .
سالتها عن السبب الحقيقى وراء تبرعها فقالت لى مبتسمة : أن حبها للرئيس السيسى وبلدها مصر هو الذى دفعها لذلك وترى أن السيسى أنقذ مصر من مخطط الأخوان وأنه بطل أستطاع مواجهة هذا المخطط الارهابى ووصفت الرئيس المخلوع مرسى بالأفعى ودعت للسيسى بالنصر لانه رجل طاهر وشريف ووقف موقف الشجعان أمام الدول التى تساند الارهاب وتدعمه مثل قطر وتركيا حسب قولها.
وطالبت ام السيد بأعدام كل ارهابى انتقاما لأرواح شهداء الوطن الابرار الذين راحوا ضحية غدر الجماعات الارهابية الخسيسة مؤكدة أنها تتمنى الأستقرار لمصر والنصر للرئيس السيسى ولم تنسى ان تهنئ الرئيس والشعب المصرى بذكرى ثورة 25 يناير تزامنا مع الاحتفال بعيد الشرطة حيث قدمت التحية للجيش والشرطة و الشعب المصرى والذى يثبت يوما عن آخر رفضه لكافة محاولات الانقسام والعبث بمقدرات الوطن .