بالصور والمستندات : "حق ميت " بمستشفى طوارئ طنطا ومصدر نقابي يؤكد نقابة الأطباء ستظل عاجزة مع المتسببين في الأخطاء الطبية

لم يكن محمود عبد الوهاب نصار أول من رحل عن عالمنا بسبب الإهمال الطبي داخل مستشفى الطوارئ الجامعي بمحافظة الغربية مؤخرا ولن يكون الأخير، فقد سبقه آخرون راحوا ضحية جديدة ضمن قائمة ضحايا الإهمال الطبي بهذه المستشفى الذي يشهد ارتفاع وتيرة الوفيات بين المرضى نتيجة الإهمال الطبي من جانب الأطباء والمسئولين دون أن تتحرك نقابة الأطباء أو مديرية الصحة بالغربية واكتفيا بدفع اهالى الضحايا لتحرير محاضر رسمية بأقسام الشرطة غالبا لا تسفر تلك الشكاوى عن نتائج مرجوة إما لقصر إجراءات التحقيق أو لطول أمد التعامل معها مما يصيب الاهالى باليأس والإحباط في الحصول على حق من مات .

تعددت شكاوى المواطنين بمحافظة الغربية من تردي الأوضاع الصحية بمستشفى طوارئ طنطا وتكرار حالات الوفاة وكشفت التقارير أنها جاءت نتيجة لأخطاء طبية وفنية وذلك بعد تقديم ذوي المرضى العديد من الشكاوى في هذا الشأن بينما تم ترك من أهمل حرا طليقا دون عقاب .

أما اهالى ضحايا الإهمال الطبي فليس أمامهم سوى اللجوء إلي ثلاث جهات هي النيابة العامة وإدارة العلاج الحر بوزارة الصحة ولجنة التحقيق وآداب المهنة بنقابة الأطباء التي تتراوح عقوبتها دائما ما بين اللوم والتنبيه والغرامة المالية والإيقاف المؤقت أو الدائم عن ممارسة مهنة الطب .
صفوت عبد الوهاب نصار شقيق الضحية محمود لم يجد أمامه سوى اللجوء إلى قسم الشرطة لتحرير محضر لحفظ حق شقيقه المتوفى ، اتهم في المحضر رقم 242 إداري قسم أول طنطا 2017 الفريق الطبى المعالج وطقم التمريض بذات المستشفى بالتسبب في إصابة شقيقه بحالة من الشلل الرباعى ودخوله فى غيبوبة تامة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة منذ أيام .
وكشف شقيق الضحية بأن إدارة المستشفى تسترت على المهملين وساعدت على تهرب الأطباء المسئولين من المسئولية رغم أنهم شركاء في الجريمة حيث انه وبعد التدخل الجراحي تم ترك شقيقي إلى أطباء مخ وأعصاب حديثي التخرج وليس لديهم أدنى اهتمام أو كفاءة وطال وجود أخي داخل غرفة العناية ما أسفر عن إصابته بقروح مزمنة وتآكل جسده لافتا أخي دخل المستشفى من أجل العلاج لكنه مر بكثير من الانتهاكات بسبب إهمال أطباء المخ والأعصاب ولجأت لكل المسئولين بالمستشفى دون جدوى وشقيقي راح ضحية نتيجة الإهمال الطبي بالمستشفى .

أكد شقيق المتوفى انه قام بتحرير بلاغا رسميا برقم 242 إداري قسم أول طنطا 2017 ضد كل من مدير مستشفى الطوارئ والمشرف العام للمستشفيات الجامعية والأمين العام للجامعة اتهمهم بالتقصير والإهمال والتسبب في وفاة شقيقي كما تقدمت بشكوى للرقابة الإدارية ضد المدير والمشرف بهذا الإهمال مطالبا بتشكيل لجنة من وزارة الصحة للتحقيق فى واقعة وفاة شقيقه ومحاسبة المقصرين في علاجه.



في المقابل أوضح مصدر طبي بنقابة أطباء الغربية أن نقابة الأطباء ليست مسئولة وحدها عن زيادة حجم الأخطاء الطبية وشيوعها بين المواطنين فى المستشفيات والمعاهد المتخصصة فهناك أسباب أخرى منها تراجع دور وزارة الصحة فى المراقبة والمحاسبة و تكثيف برامج التنمية المهنية المستدامة للأطباء لإطلاعهم على مستجدات التخصصات المختلفة خاصة بعد هجرة الكفاءات الطبية للمستشفيات بسبب نقص المستلزمات الطبية وضعف الأجور.

وأشار المصدر إلى إن نقابة الأطباء ستظل عاجزة عن التحرك نحو التعامل القانوني مع المتسببين في الأخطاء الطبية طالما أن اهالى الضحايا لم يتقدمون بشكوى رسمية للجنة التحقيق بالنقابة لتقوم بالبت فى الشكوى بعد جلسات عديدة ربما لا تسفر عن شىء فتتفرق المسئولية بين إدارة المستشفى المتسببة فى الخطأ والمتضرر ما يؤدى غالبا إلى حفظ الشكوى مطالبا بوضع قواعد ضابطة للمنظومة و إعداد قانون يحدد المسئولية الطبية وأن يتضمن القانون التفرقة بين الخطأ البشري والمضاعفات الناتجة عن العلاج.