أكدت مكتبة الإسكندرية على أهمية العلم والتكنولوجيا، خاصة فى ظل النمو الهائل لدورهما فى السنين القليلة الماضية، وأشارت فى بيان لها إلى أنها تتبنى مشروعات خلاقة تهدف لمواكبة التغييرات المتلاحقة فى العالم الرقمى، وإعداد الكوادر البشرية التى تتمتع بقدرات معرفية قادرة على إحداث التطور الحضارى والاقتصادى والثقافى والاجتماعى.
وحصل مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية على براءة اختراع بانوراما التراث CULTURAMA من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وذلك لمدة عشرين عاما، وتقدم البانوراما مادة علمية وثقافية دسمة، إذ تعرض لتاريخ مصر عبر ثلاث مراحل (التاريخ المصرى القديم- الحضارة القبطية والإسلامية- مصر الحديثة)، بحيث تتضمن كل مرحلة معلومات عن أهم الملوك والقادة الذين حكموا البلاد فى تلك الفترة، كما تعرض البانوراما أيضاً واحدة من أشهر البرديات المتعلقة بعلم الرياضيات فى مصر الفرعونية، وهى بردية كبيرة طولها خمسة أمتار وتحتوى على 86 مسألة رياضية مختلفة وحلولها، ويمكن للمشاهد أن يقوم بتكبير هذه البردية ورؤية هذه المسائل وترجمتها من اللغة الهيروغليفية إلى الإنجليزية.
وتظهر أهمية البانوراما بشكل جلى عند تقديمها لبعض الأماكن والمزارات بالقاهرة والإسكندرية وخصوصاً فيما يتعلق بمرحلة تاريخ مصر الحديث، حيث يمكن مثلاً اختيار كوبرى قصر النيل بالقاهرة والضغط عليه فتظهر على الشاشة معلومات مفصلة عنه، بالإضافة إلى فيلم تسجيلى من تصوير الإخوان لوميير عام 1895.
كما انضمت المكتبة كشريك استراتيجى كامل لاتحاد المكتبات الرقمية(DLF)، كما وقعت المكتبة اتفاقية شراكة مع مكتبة الكونجرس حصلنا بمقتضاها على حق الامتياز فى تطوير المكتبة الرقمية العالمية واستغلالها وهو ما يدل على الثقة الكبيرة التى توليها أكبر مكتبة فى العالم إلى مكتبة الإسكندرية.
وتخوض مكتبة الإسكندرية مغامرة جديدة ستغير من خارطة المعارف الإنسانية، مع مركز إبراهيم شحاتة للغة الشبكات العالمية، ويعكف المركز حاليًا على مشروع مبدئى " Pilot "، كخطوة يتم فيها ترجمة 3 وثائق من موسوعة دعم الحياة، كل وثيقة تضم 40 صفحة، وحاليًا يلعب المركز دورا أساسيا فى تصميم وتنفيذ المحتوى العربى للغة الشبكات العالمية، بالإضافة لكونه مركزًا لعلوم اللغة العربية، وتم الانتهاء من تصميم النسخة الأولى من قاموس اللغة العربية الذى يحتوى على أكثر من 49 ألف مدخل، وأن مركز إبراهيم شحاتة يقتنى فى مكنزه اللغوى حوالى 50 مليون كلمة، فضلا عن أن المركز يقوم بتصميم برامج فى هذا المجال وبناء قواعد الترجمة من وإلى العربية، وخلال 3 سنوات سيتم جمع حوالى 100 مليون كلمة والإلمام بالعلاقات فيما بينها.
أما مستودع الأصول الرقمية فهو نظام لإنشاء وحفظ المحتوى الرقمى بمكتبة الإسكندرية. وهو يقدم لمستخدميه مجموعة من الكتب المرقمنة فى مختلف المجالات، حيث تمت رقمنة 50 ألف كتاب فضلاً عن 35 ألف صورة؛ تم وضعها على الموقع الإلكترونى للمكتبة ليتمكن الزائر لمكتبة الإسكندرية من الاستفادة بإمكانية طباعة الكتب بالكامل.
ويهدف مركز الدراسات والبرامج الخاصة إلى مساعدة الباحثين والعلماء للحصول على أفضل دعم لازم لكى يرتقوا إلى المستوى الدولى فى أبحاثهم كما يوفر لهم فرصا للتعاون المشترك مع علماء دوليين. لذا يسعى برنامج المنح البحثية الذى يقدمه مركز الدراسات والبرامج الخاصة إلى توليد أبحاث ذات أفكار إبداعية وخلاقة لعلاج المشاكل التى يواجهها الباحثون المصريون. ويمنح مركز الدراسات والبرامج الخاصة عددا من المنح لأبحاث ما بعد الدكتوراه للعلماء والباحثين المصريين الذين لم تبلغ أعمارهم 35 عاماً، وحصلوا على شهادة الدكتوراه خلال الخمس سنوات الماضية، أو من المتوقع أن يحصلوا عليها فى سنة الإعلان عن المنحة. ويغطى برنامج المنح البحثية جميع ميادين العلوم الطبيعية والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات، ومن المتوقع أن يزيد دعم البحوث فى مجالات أخرى كالعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية.
ولمواكبة تحديات العصر الرقمى، قامت مكتبة الإسكندرية بإنشاء (كهف البيئة الافتراضيCAVE ويعرف باسم "فيستا" (التفاعل الافتراضى فى تطبيقات العلوم والتكنولوجيا) وتعتبر مكتبة الإسكندرية الجهة الأولى فى إفريقيا والشرق الأوسط التى تقدم للباحثين أداة مشاهدة بهذا التقدم، ويعد برنامج فيستا، الذى يتولى إدارته المعهد الدولى للدراسات المعلوماتية، أحدث جيل من أنظمة مشاهدة فليكس.
يعرض برنامج فيستا صورًا ستيريوسكوبية، من خلال أحدث مجمعات الكمبيوتر، على ثلاثة جدران رأسية (10 أقدام 10 أقدام) وأرضية تشكل ركنًا مكعبًا. بمجرد الضغط على الزر يتحرك جدار ثالث فيغير البيئة من غرفة استغراقية إلى شكل أشبه بالمسرح على شكل(L)، مما يسمح بعدد أكبر من المشاهدين. ويتم ربط خمس محطات عمل Workstations لتكوين جهاز معالج للمعلومات وبرنامج لصنع الصور.