احتفلت مديرية الأوقاف بالإسكندرية بذكرى غزوة بدر بجميع المساجد بالمحافظة ، و أكد الأئمة والدعاة أن فى هذا الشهر المبارك الكريم، كانت ملحمة من ملاحم الإسلام، ويوم من أيامه الجليلة العظام، وأن النصر على النفس هو أول طريق نصر الأمة.
وأكد الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، فى بيان اليوم، أن جميع مساجد المحافظة احتفلت بذكرى غزوة بدر الكبرى التي خلد الله ذكرها في كتابه المبين، تذكيرا لعباده بعظيم فضله عليهم على مر الأعوام والسنين،إنها الغزوة التي لا يزال صداها يتردَّد إلى اليوم في أهم كتب التاريخ العالمية، وأهم الأكاديميات العسكرية والتى وقعت فى السنة الثانية من الهجرة.
وأشار إلى أنه فى ذلك التوقيت لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوفر على جيش يكافئ جيش المشركين في العدد والعتاد، حتى يواجههم بمثله، فاتخذ من الخطط الحربية أنسبها بإمكاناته المادية وقدراته، تلكم هي خطة العمل على إضعاف القوة الاقتصادية لقريش بالإغارة على قوافلها التجارية المارة قريبا من المدينة في طريقها إلى الشام، وكان الهدف منها أن يسترد المسلمون المهاجرون بعض ما سلبتهم قريش من أموالهم في مكة، وأن ترتدع عن تفكيرها الدائم في الهجوم على المدينة، أو بعث عصابات ليلية للنيل من أمن ساكنتها واستقرارهم.
وأوضح العجمى أن من أهم أسباب إنزال الله نصره لعباده يوم بدر،أنهم حققوا النصر على نفوسهم أولا؛ فاستحقوا بذلك نصر الله لهم، ففي رمضان ينتصر المسلم على نفسه الأمارة بالسوء، ينتصر الإيمان على الشيطان، ينتصر الإخلاص على الرياء، ينتصر الصيام على الشهوات واتباع الملذات. تنتصر الأخلاق الحسنة على الشح والبخل والأثرة، ينتصر اجتماع الأمة بالصيام على الخلاف والفرقة. ينتصر الصبر والإرادة، على الضعف والهوان والذلة. ورمضان شهر القرآن، ورمضان شهر الدعاء، فاجتمع للأمة فيه من مقومات النصر ما لم يجتمع في غيره من الشهور، ولا عجب أن كان شهر الانتصارات بحق، وغدا شهر الترقب للنصر والفرج للمسلمين في كل زمان ومكان.
وأوضح "العجمى" أن اهمِ الدروس المستفادة من غزوة بدر أن نصر الله للمؤمنين، لا يكون بكثرة العدد والعدد، إنما يكون بقوة الإيمان بالله أولا، ثم بالإعداد بما تستطيعه الأمة ثانيا. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ... ﴾ [آل عمران: 123] أي قلة قليلة طائعة لله عابدة.
واختتم وكيل أوقاف الأسكندرية بتأكيده على أن أن الصبر مفتاح الفرج، وأن مع العسر يسرًا، فلقد صبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقر الله عينه، ونصر حزبه وجنده وأن التقوى سبيل النصر للمؤمنين، وطريق الفلاح للمتقينوأن الوحدة والائتلاف سبيل القوة والغلبة والنصر.