اكد اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء خلال الندوة التثقيفيه التي حاضر فيها اللواء طيار هشام الحلبي الاستاذ باكاديمية ناصر العسكرية بعنوان " المواطنه وتثبيت اركان الدوله المصرية " .
وقال المحافظ نحتفل بذكري انتصارات اكتوبر واستعادة سيناء الي ارض الوطن لنتباهي ونفتخر بما حققته القوات المسلحه ونعلم ابناءنا ان المصريين يقهرون المستحيل وقد حققنا نصر اكتوبر لا للثأر لنا كمصريين انما للثأر لكل الدول العربية ونعمل اليوم علي تنمية سيناء بالعمل الجاد ولن تنمي سيناء الا بسواعد ابناءها وشبابها .
وأشار الي حرصنا الشديد في الذكري ال44 من انتصارات اكتوبر علي اقامة الندوة التثقيفيه المواطنة وتثبيت اركان ودعائم الدولة المصرية والتى حاضر فيها اللواء طيار هشام الحلبي الاستاذ باكاديمية ناصر العسكرية لنعلم ابناءنا كيف قمنا باستعادة سيناء وماهو الدور المطلوب من ابناءها ونوضح لابناءنا من هم اعداءنا في الداخل والخارج .
ولفت اننا نؤهل ابناءنا في جنوب سيناء علميًا وعسكريًا فأنشأنا 25 مدرسة جديدة ومدرستين عسكريتين واقمنا مصنعين للمبات الليد الموفرة للطاقه ويجري الان انشاء 7 كليات منهم 3 كليات في طور سيناء وكليتين في شرم الشيخ وكليتين في رأس سدر ضمن جامعة الملك سلمان وكان مخططًا لهم ان يتم الانتهاء من انشاءهم فسي غضون 3 سنوات لكن الرئيس السيسي اصر علي الانتهاء من انشاءهم في عام ونصف العام فقط .
وأعلن عن تسليم الوحدات السكنية التى تم الانتهاء من انشاءها ووفرت له كل الخدمات والمرافق خلال اكتوبر الجاري حيث قمنا بانشاء 9 آلاف وحدة سكنيه جديدة وننشأ 500 وحدة اسكان بمنطقة الرويسات بشرم الشيخ بعد الانتهاء من ادخال كافة المرافق الي المنطقة .
ويجري العمل الان علي رصف 240 كيلو طرق بداية من شرم الشيخ الي دهب ومن دهب الي السعال ومن نويبع الي طابا ومن السعال الي سانت كاترين وسيتم الانتهاء من اعادة رصفهم مطلع العام القادم .
شدد المحافظ علي رئيس مدينة سانت كاترين السيد عبد الصادق ضرورة الانتهاء من رصف طريق مطار سانت كاترين حتي منطقة الكمين بطول 7 كيلومتر خاصة وان من المنتظر قيام شخصية هامة لزيارة الدير خلال انعقاد منتدي الشباب الدولي الشهر المقبل في شرم الشيخ .
من جانبه أكد اللواء طيار هشام الحلبي الاستاذ بأكاديمية ناصر العسكريه خلال كلمته في ذكري انتصارات اكتوبر اننا حاربنا من قبل لاستعادة الارض ونحارب الارهاب بالتنمية والفكر .
وأشار الحلبي أن « حروب الجيل الرابع « تسعي الي زعزعة استقرار دول المنطقة العربية عن طريق وسائل عديدة منها نشر الفتن والقلاقل وإثارة الاقتتال الداخلي.
وذلك باستخدام احدث وسائل التكنولوجيا والاتصالات دون الحاجة إلي شن عدوان خارجي علي تلك الدول بهدف القضاء علي استقرار الدولة وجعلها فاشلة وميتة ونلاحظ خطورة هذا النوع المتقدم من الحروب علي المنطقة العربية باسرها عبر تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسي والخبراء المتخصصين في هذا المجال .
وفي هذا الاطار نشير الي تأكيد الرئيس ان هذا النوع من الحروب يتم استخدامه في مصر والمنطقة العربية بالكامل، من خلال استخدام الإرهاب ووسائل الاتصال الحديثة والشائعات والحرب النفسية في إطار منظومة متكاملة.
لم تعد الحرب الان باستخدام الاسلحة والمعدات العسكرية فقط كما كانت في السابق بل اخذت اشكالا جديدة واستحدثت وسائل واساليب اخري لتحل محل الحروب التقليدية بين الجيوش المختلفة وذلك تزامنا مع التطور التكنولوجي المستمر خاصة في مجال الاتصالات والمعلومات.
ويشير الحلبي الي ان مايحدث في مصر الان مخططات لقوي بعينها سعت لتنفيذها داخل دول عديدة في الاقليم ولكن فشل هذا المخطط في ٣٠ يونيو ورغم هذا الفشل فإن هذه القوى ستحاول مرات عديدة وباساليب اخرى تنفيذ هدفها النهائي ضد مصر.
ويؤكد الحلبي ان حروب الجيل الرابع هي شكل جديد من اشكال الصراع وهذا المصطلح استخدم لأول مرة في عام 1989 من فريق من المحللين بالولايات المتحدة، بما في ذلك وليام س. ليند (William S. Lind) الكاتب والخبير الامريكى في الشئون العسكرية, وان احد الخبراء العسكريين الامريكيين البروفيسور الامريكي د. ماكس ج. مانوارينج (Dr. Max G. Manwaring) – الباحث والمحلل الاستراتيجى بمعهد الدراسات الاستراتيجية ,وهو معهد تابع لكلية الحرب للجيش الأمريكي يعمل فى مجال البحوث الإستراتيجية والأمنية والوطنية عرف حروب الجيل الرابع في محاضرة علنية انها «الحرب بالإكراه لافشال الدولة، وزعزعة استقرارها ثم فرض واقع جديد يراعي مصالح العدو».
ويشير الحلبي الي ان هذا الجيل من الحروب يهدف الي الي تفتيت مؤسسات الدولة الأساسية والعمل على انهيارها أمنيا واقتصاديا وتفكيك وحدة شعبها من خلال الإنهاك والتآكل البطيء للدولة، وفرض واقع جديد على الارض لخدمة مصالح العدو , وتحقيق نفس اهداف الحروب التقليدية .
كما تستهدف ايضا تجنب مشكلات ما بعد الحرب الروح العدائية ضد الدولة المعتدية ،ويأتي ذلك في اطار تحقيق هدفين رئيسيين هما الدولة الفاشلة ثم الاكراه لتنفيذ ارادة العدو وذلك تأكيدا لمقولة « مانوارينج « الشهيرة في محاضرته ”اذا فعلت هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية وببطء مدروس، فسيستيقظ عدوك ميتا .
ويتابع الحلبي ان من ابرز سمات هذا الجيل من الحروب انها ليست نمطية كحروب الاجيال السابقة وتعتمد على التقدم التكنولوجي ولا تستخدم فيها الأسلحة التقليدية بل الذهنية (القوة الذكية) , كما انها تعمل علي تحويل الدول المستهدفة من حالة الدولة الثابتة إلى الدولة الهشة وهى تستهدف الدولة بالكامل (بمن فيها المدنيون)، وتتسم ايضا بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب والسياسة، والعسكريين والمدنيين، وهذا ما يفسر الضبابية الشديدة و علامات الاستفهام المحيرة لهذا النوع من الصراع.
وفيما يتعلق باساليب وادوات حروب الجيل الرابع يقول الحلبي ان الإرهاب هو احد الادوات الرئيسية ، وهو يختلف عن الارهاب الذى شهدته المنطقة فى عقود سابقة فى انه يتم التمويل غير المباشر لانشاء قاعدة إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات داخل الدولة بحجج دينية او عرقية او مطالب تاريخية، والاداة التالية هى التظاهرات بحجة السلمية للمطالبة بحقوق مشروعة يتعاطف معها الناس وبعض وسائل الاعلام و المنظمات الحقوقية ثم يتم فى أثناء المظاهرة الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وقتل واصابة بعض الاشخاص ثم الصاق التهمة بالجيش والشرطة لزرع التوتر والكراهية بينهما وبين المواطنين , وفى حالة وجود هدوء نسبى بعد فترة يتم البحث عن اسباب اخرى موضوعية تستند على بعض المشكلات الموجودة بالفعل لاعادة الكرة وعمل مظاهرة جديدة.
ومن احد الاساليب المهمة لحروب الجيل الرابع الحرب النفسية المتطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي، واستخدام محطات فضائية تكذب وتقوم بتزوير الصور والحقائق (تمويل المحطات او الاعلاميين او اصحاب المحطات) , ويستخدم فيها وسائل الاعلام التقليدية والجديدة (مواقع التواصل الاجتماعي) ، والتى تهدف الى تضخيم التحديات و التهديدات الى تواجه الدولة المستهدفة وزرع عدم الثقة فى نفوس المواطنين لاقناعهم بعدم قدرتهم على مواجهة هذة التحديات والتهديدات وقطع التواصل بين المواطنين وقيادتهم على كافة المستويات بالتشكيك المستمر فى ادائهم واى انجازات تم تحقيقها. و تستخدم ايضا الافلام و المسلسلات الجاذبة لتغيير افكار وعادات وتقاليد الشعوب تمهيدا لتغيير الهوية و العمل على اتساع الخلافات بين الطوائف المختلفة على اساس دينى او عرقى مما يعمل على وجود نزعة التمرد للاقليات العرقية او الدينية وضرب طبقات المجتمع بعضها البعض (فلا توجد دولة فى العالم تتكون من عرق واحد او ديانة واحدة منذ بدء الخليقة حتى الآن.
وايضا من بينها تطوير التكتيكات لاختراق وتجنيد التنظيمات داخل الدولة المستهدفة والعمل باسمها وبغيرها من التنظيمات التي تأخذ الطابع المتطرف واستخدام مرتزقة مدربين لتحقيق مخططات في الدول المستهدفة بالاضافة الي استخدام تكتيكات حروب العصابات وعمل تفجيرات ممولة بطريق مباشر او غير مباشر, من الاساليب المستخدمة ايضا الضغوط (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية) مثل التلويح بقطع المساعدات او التهديدات الحربية.
ويؤكد الحلبي ان منظمات المجتمع المدني تعتبر من اهم نقاط الاختراق للمجتمع خاصة انه يتم الدخول اليها تحت مسمى الديمقراطية وحقوق الانسان وهى مسميات لايختلف عليها دين او قانون او منطق (فبدايات الموضوع صحيحة تماما) ، ولكن يتم من خلالها تحليل شرائح المجتمع ثم التبنى المتدرج لقضايا بعينها وتضخيمها تدريجيا فى داخل الدولة المستهدفة وعلى المستوى الاقليمى و الدولى .
وتبنى رموز المعارضة داخليا و خارجيا , واخيرا استخدام العملاء في الدول المخترقة وتسليط الأضواء عليهم ومنحهم الجوائز العالمية كإحدى الادوات التى تمنحهم حصانة ادبية للتحرك بحرية داخل المجتمع والاقليم لاقناع المواطنين بافكارهم .
يقول الحلبي انه رغم خطورة هذا النوع من اجيال الحروب لاستخدامه استراتيجية هدم الدولة المستهدفة من الداخل، فإن مواجهته ليست مستحيلة، فمواطنو الدولة المستهدفة هم المكون الداخلي الذى سينفذ بنفسه الجزء الاكبر من هدم الدولة فيجب أن يعوا ذلك واذا لم يفطنوا لهذا الشكل الجديد من اشكال الصراع وسماته وادواته واساليبه وطبيعته، والذى يختلف كليا عن اجيال الحروب السابقة.
ويؤكد الحلبي ان الاسلوب الامثل للمواجهة هو اليقظة والوعى والتحليل العلمى للاحداث الداخلية والإقليمية والدولية من خلال مؤسسات قوية ومتخصصة وهو صمام الامان لأى دولة تريد المحافظة على امنها القومى بالاضافة الى احترام الاختلافات فى الدين و العرق وحل الخلافات باسلوب راق ومتزن وعادل حتى لاتستيقظ الدولة المستهدفة وهى ميتة.