"لا للإرهاب..لا للفكر المتطرف" هتافات علا صداها جدران الحرم الجامعى لكلية الأداب جامعة المنوفية حيث نظم المجمع الإعلامى بشبين الكوم ندوة ثقافية بعنوان الإرهاب والفكرالمتطرف..الجذور والحل بقاعة كلية الأداب جامعة المنوفية، تنديدا بالأفعال الإجرامية كل من تسول له نفسه المساس بأرض هذا الوطن.
بدأ اللقاء أحمد دراز ، أستاذ ورئيس قسم التاريخ مؤكدا على أن مصر تواجه موجة من العنف والإرهاب لم تشهد مثيلا لها فى تاريخها الحديث, وقدمت حتى الآن آلاف الضحايا الأبرياء من الشهداء والمصابين الذين يتساقطون كل يوم برصاص الغدر والخيانة، لم يفرق الإرهاب بين مواطن مدنى أو شرطى أو عسكرى كما لم يفرق بين الطفل والشاب والشيخ، أو بين المرأة والرجل، أو بين المسلم والمسيحي، فكل أبناء الوطن يتعرضون للقنص والقتل والترويع صباح مساء.
وأعقب دراز حديثة بأنه قد ترتب على هذه الموجة من العنف والإرهاب استقطاب حاد فى المجتمع بين من يطالبون بإيجاد حل سياسى للأزمة, ويؤكدون أن الحل الأمنى وحده غير ممكن.
و تناول خالد حمزة رئيس قسم الأثار بجامعة المنوفية أن إمكانية تجاوز الوضع الراهن وإنهاء أعمال العنف والإرهاب يتطلب توافقا مجتمعيا واسع النطاق على موقف متكامل يقوم على عدة أسس فى مقدمتها أولا التصدى بكل حزم لأعمال العنف والإرهاب .
وأكد حمزة أن تصدى الدولة المصرية للإرهاب ليس بالجديد فهذا الجهد له باع طويل منذ عهد القدماء المصريين وإنتباه المصرى القديم وتأكده من المطامع الأجنبية عنه مما جعله متأهب لأى جديد وأنه لا تهاون فى المساس بأمن البلاد والشعب.
أما عن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لظاهرة الإرهاب والعنف فقد أكد سيد مكاوى أستاذ التاريخ المعاصر أنها تتطلب معالجة ربما تستغرق وقتا طويلا ولكنها ضرورية، وما لم نبدأ بها فورا فإن المجتمع سيظل يعاني، خاصة أن المسألة تتعلق فى حالة مصر بالتطرف الدينى الذى يدفع إلى إنتهاج العنف بعد تكفير المجتمع، وهناك جذور اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الدينى الذى يتشكل فى ظل الفقر والبطالة وفى الأحياء العشوائية.
واضاف مكاوى أن الدراسات العلمية تقول إن التنمية الشاملة هى المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف، وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة على محاصرة الفكر المتطرف.
وأكد مكاوى على أن هذه المعالجة الاقتصادية والاجتماعية تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافى لتنوير الناس وتمكينهم من الاستمتاع بألوان من الفن تغذى وجدانهم بالقيم الإنسانية النبيلة.
واختتمت الندوة على أن شرح الدين على نحو صحيح يساعد الناس على السلوك القويم، ولا يمكن أن ننسى دور المدرسة والجامعة والمسجد فى القيام بدور أساسى فى التربية والتنشئة بهذه القيم وبالفهم المستنير للدين.