صور.. رضا تبيع مناديل لتعلم 5 أبناء: مش عايزة أكل لحمة بس نفسى أعلم ولادى

بأذكار القرآن وعبوات المناديل الورقية، جلست "رضا" تستعطف المارة فى سبيل اقتناص بضعة جنيهات تعود بها فى نهاية يومها لأولادها الخمسة، لم تحلم يومًا بأكثر من أن تعود بطعام لأبنائها وأن يستكمل ابنها الكبير تعليمه فهو الأمل الوحيد لها بعد أن فقدت زوجها وأصبحت هى بمثابة الأب والأم لها. "لما بلم 30 جنيه فى اليوم بفرح"، بهذه الكلمات تروى "رضا" بائعة المناديل، معاناتها كأرملة تتولى رعاية أبنائها الخمسة بدون عمل أو راتب شهرى أو معاش يعاونها على مسئوليات الحياة، وبدأت حديثها قائلة: أنا متجوزة منذ 16 عاما، تعرفت على زوجى بمحافظة الإسكندرية، وكان يعمل حينها بائع "شباشب"، كانت حياتى مستورة ولم نحتاج لأحد، لكن لم تدم سعادتنا، فتعرض زوجى لوعكة صحية مفاجئة وأجرى عملية جراحية لاستئصال الغدة، أملا أن تتحسن حالته الصحية، لكنه بعد فترة وجيزة أصيب بألم شديد فى العمود الفقرى، فأصبح طريح الفراش". وأضافت "رضا": قرر زوجى أن يعود إلى بلدته أسوان، حتى يتولى أشقائه مسئولية رعاية أبنائنا معه، لكنهم رفضوا مساعدتنا فاتخذنا غرفتين فى عزبة النهضة بمنطقة كيما، مقابل إيجار شهرى 400 جنيه، ولم نجد فرصة عمل سوى بيع المناديل للمارة، فكان يأتى معى كل يوم يجلس بجوارى حتى لا أتعرض لمضايقة من أحد". وأضافت "رضا" : لم أتمكن من الحصول على فرصة عمل ثابت لأني لم أتعلم القراءة أو الكتابة، فضلا أننى سبق وأن أجريت عملية فى قدمى، وعندما حاولت بيع منتجات أخرى بخلاف المناديل، وجدت أننى لابد أن املك رأسمال وأنا لا أملك سوى بضعة جنيهات لإطعام أبنائى". وعن تربية أبنائها، أوضحت: حتى الآن لدى طفلين فى المدرسة طفلى الأول كريم يبلغ من العمر 15 عام، والثانى طة يبلغ 11 عاما، ولفتت قائلة: أنا لو هموت من التعب هربيهم وأطلعهم أحسن ناس"، مضيفة أنها تسعى إلى العمل منذ 8 صباحا وحتى المغرب لجمع الجنيهات لإطعامهم وتعليمهم. وعن أحلام "رضا"، قالت: مش بحلم غير بشقة اوضة وصالة من غير ما أشيل هم الإيجار والفلوس كل شهر"، مضيفة: كل أملى أيضا الحصول على المعاش الذى اتممت أوراقه منذ شهر، فإذا كان لدى دخل شهرى أتمكن من تربية ابنائى بشرف وهذا ما احلم به، لم أتمنى إطعام أبنائى لحمة قدر حلمى بتعليمهم أحسن تعليمى ليكونوا عوضا لى عن معانتى طيلة السنوات الماضية".