انتفضت مساجد كفر الشيخ اليوم خلال خطبة الجمعة، بأصوات الخطباء الذين صبوا غضبهم على قتلة المصلين فى مسجد الروضة من تهجموا على الله ورسوله ووصفوهم بالخوارج البغاة المفسدين فى الأرض، وشهدت المساجد صلاة الغائب على شهداء الوطن ممن استشهدوا بمسجد الروضة.
قال الدكتور عبد الناصر الشهاوى خطيب مسجد نادى القنطرة البيضاء بمدينة كفر الشيخ، خلال خطبة الجمعة، أبدا لن تسقط مصر فإن عين الله ترعاها، والآن أصبح الأمر واضحا وضوح الشمس فى ضحاها والقمر إذا تلاها، إن المقصود ليس الجيش أو الشرطة أو غيرهما، لكن المطلوب هو الوطن، فضرب مصلين للجمعة فى بيت من بيوت الله بغير أى جريرة اقترفوها، لهو بيان قاطع ودليل ساطع على أن المقصود هو إحداث فتنة وارهاب وتخوين بين أفراد الوطن، وتمزيق لوحدته بغية الوصول إلى ما وصلوا إليه فى سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، وغيرها من البلاد التى سقطت، ولكن أقول لهم أبداً لن تسقط مصر فعين الله ترعاها.
وأضاف الشهاوى، فهى أول البلاد التى جاء إليها رسول من عند الله يدعوا أهلها إلى توحيد الله عز وجل، ويعلمهم المدنية والتمدن، وهو "إدريس" عليه السلام، وثالث نبى بعد آدم سيدنا "شيث" عليهما السلام، وهى التي لم يتغير اسمها منذ أن سميت "مصر" على اسم ابن سيدنا نوح عليه السلام، فلم تقسم أو تسقط منذ فجر التاريخ إلى اليوم.
وقال الشهاوى هى التى دعا لها نوح عليه السلام، وهى التى تنيأ بفتحها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهى التى احتضنت موسى وأخيه هارون عليهما السلام من المهد حتى اللحد، وهى التى أوت اليها البتول مريم وابنها عيسى عليهما السلام، وهى التى صاهرت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهى بلد السيدة هاجر أم اسماعيل أبو العرب، وهى خزائن الأرض وغوث العباد، وهى قاهرة الصليبين، وقاسمة التتار وكاسرة الجبابرة العتاة، ترابها يضم عددا من أجساد الأنبياء وعظام عدد من صحابة رسول الله وعدد آخر من أهل بيت رسول الله ،وهى التى شهد طورها تجلى نظر الرحمن جل جلاله .
وأضاف الشهاوى كيف تسقط مصر وهى التى أنجبت المرأة التى طلبت من رب العزة أن يبنى لها بيتا فى الجنة فاستجاب لها، وهى التى سكنها العبد الذى علم ما لا يعلمه الأنبياء والمرسلون، وهى التى وصفها الواصفون بأن أرضها تشبه الجنة، وهى التى يروى أهلها وأرضها نيل يمتدد من جنة الرحمن، وهى التى وصفها ربنا بالأمان، وهى صاحبة خير أجناد الأكوان، وهى حاضنة الأزهر قبلة العلم والعلماء فى كل مكان، والتى أهلها فى رباط إلى يوم القيامة كما قال المصطفى العدنان، وهى التى ذكرها ربنا فى القرآن الكريم فى نحو خمسة وعشرين موضعا تصريحا وتلميحا، وهى التى مر بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، وهى التى قال عنها الصحابى الجليل كعب من أرادها بسوء كبه الله على وجهه، وهى المبوأ الصدق، كنانة الله التى يجعل فيها خير سهامه، صاحبة أول مسجد بنى فى قارة إفريقيا، ومقبرة الغزاة والمعتدين.
وأضاف الشهاوى لهذا ولغيره فإن مصر بمشيئة الله تعالى لن تسقط أبداً حتى تكون مقبرة لأحفاد القردة والخنازير هم ومن عمل لهم ومعهم. فإن الكلاب لا تصادق الأسود ولكن الكلاب يصادق بعضهم بعضا.