صيد الأسماك مهنة ورثها الكثيرون عن الآباء والأجداد وهناك 4 آلاف صياد بقرى شرق النيل ببنى سويف، الصيدمصدر دخلهم الوحيد ينفقون منه على أسرهم، ويعانون العديد من المشكلات التى تواجههم أثناء حصولهم على رزق الله الذى كتبه لهم فى مياه النيل صيفا وشتاء.
"انفراد" التقى بعض الصيادين للتعرف على مشاكلهم وكذلك مسؤولى جمعية تنمية الصيادين للحديث عما يقدمونه من حلول.
يقول كمال فهيم محمد، 54 سنة، صياد : ليس لنا مهنة سوى الصيد ورثناها عن الأباء والاجداد، وننفق من عائدها على أسرنا ونحن أعضاء فى جمعية الصيادين ونحمل رخص صيد معتمدة من الجهات المعنية، وأهم المشاكل التى نعانى منها إصرار أصحاب الأراضى المتاخمة لشاطيء النيل والتى تحتوى على حشائش تتجمع بها الأسماك، على منعنا من ممارسة صيد الأسماك بتلك المناطق، إذ يأت هؤلاء الملاك بأشخاص من غير حاملى رخص الصيد ليصطادوا الأسماك منهابشبك مخالف،مقابل نسبة يحصلون عليها، وبعد انتهاء "الحشة" بيوم لا نجد أسماك حول هذه الحشائش، كما يمنعنا أيضا مستأجرو الجزر الموجودة داخل مياه النيل من الصيد بحشائشها عند انخفاض منسوب المياه.
وتابع "فهيم" قائلا:اعتدنا على أن يأتى بعض مسؤولى الزراعة ومكتب صائدى الاسماك التابع لمديرية الزراعة بالمحافظة، سنويا إلى قرية "تل أبو ناروز" لإلقاء السمك الصغير "الزريعة" فى مياه النيل،ويعطواالصيادين جزءا من الذريعة لإلقائها بأنفسهم فى النيل،وسط احتفالية يحضرهاقيادات مديرية الزراعة، لكنهم توقفوا عن ذلك منذ حوالى ثلاث سنوات، بل ونما إلى علمنا أن الذريعة يحصل عليها أصحاب المزارع السمكية الخاصة مقابل رشاوى يدفعونها.
وأضاف خليفة عباس صياد : كثير من الصيادين المخالفين ينصبون شباكهم و يضعون مواتير كهربائية فى مياه النيل طمعا فى اصطياد أكبر كمية من الأسماك باستخدام الكهرباء، ما يؤدى إلى موت" ذريعة السمك" وتدمير الثروة السمكية بالنيل، وعندما تضبط شرطة المسطحات أحد المواتير، تخرجه الوساطة والمحسوبية فى اليوم التالى، وهناك حادثة شهيرة لمجموعة من الصيادين الذين يستخدمون مواتير الكهرباء، إذ أصيب أحدهم بصعق كهربائى وتوفى فى الحال، فهربوا وتركوه على القارب حتى عثر الأهالى على جثته صباحا .
ويواصل "عباس" حديثه قائلا : نعمل بمهنة الصيد بدون تأمين اجتماعى أو صحى رغم تعرضنا للاصابات طوال فترة عملنا، ولا يحصل من يبلغ 60 عاما على معاش، وبرغم أن تكاليف استخراج رخصة الصيد تبلغ 600 جنيها منها 480 جنيه تأمينات، و35جنيها نسددها لمكتب مصايد الأسماك التابعة لوزارة الزراعة، مقابل الحصول على خطاب يحمل ختمها، و يثبت عضويتنا بجمعيتها العمومية، لتقديمه للجهات المختصة، ومصروفات أخرى ضمن إجراءات تجديد الرخصة سنويا.
ونطالب بفتح باب التراخيص لضم صيادين جدد بدلا من منع المسطحات لهؤلاء الذين لا يحملون رخص من الصيد،كماأن البراميل التى توضع لتجميع ورد النيل أصبحت تتجمع حولها المخلفات بأنواعها"حيوانات نافقة، جثث، أجولة، مواد بلاستيكية "، ذات رائحة كريهة وملوثة لمياه النيل، وكذلك المنطقة الممتدة بطول الشاطئ " الصولة " بها مخلفات كثيرة وتتقاعصمديرية الرى عن عملها فى إزالة ورفع تلك المخلفات خاصة فى الفترة ما بين شهر مارس وحتى سبتمبر .
وأشار أحمد فهيم 52 سنة صياد، إلى أن لديه زوجة و4 أبناء أحدهم متزوج ويقيم الآخرون معه بالمنزل، وعندما مرض أحدهم وعرضه على طبيب أوصى بإجراء جراحة له، وتم تحويله إلى القاهرة
واستطرد: تقدمت بطلب إعانة إلى "مكتب صائدى الأسماك " فصرفوا لى 50 جنيها فقط رغم أننى وباقى الصيادين نسدد لهم 35 جنيها عند تجديد الرخصة سنويا، ولم يساعدنى سوى جمعية تنمية الصيادين من خلال قرض ميسر .
من جانبه أكد عبدالقوى عويس رئيس مجلس ادارة جمعية تنمية الصيادين: إنجميع أعضاء الجمعية من الصيادين ماعدا السكرتير، وأنشئتالجمعية بقرية "تل أبو ناروز" بمركز بنى سويف شرق النيل، كموقع يتوسط قرى الشرق، لخدمة ورعاية الصيادين الحاصلين على رخص بممارسة المهنة، وتضم الجمعية 2000 رخصة صيد كل رخصة بها مساعد صياد، أى أن الجمعية تخدم 4 آلاف صيادمعظمهم متزوجون، فى 5 قرى شرق النيل هى "تل أبو ناروز، بياض العرب، بنى سليمان الشرقية، العلالمة، الدوية "
وأضاف:حصلنا من الهيئة القبطية الانجيلية على 50 ألف و720 جنيها لتوفير قروض دوارةبفائدة بسيطة للصيادين،كما منحتنا مؤسسة " مصر الخير" 250 ألف جنيه لعمل مشروعات و سيارة مبرد لنقل الاسماك من المحافظات،وشاركنا مع المحافظة والتموين فى تجهيز سوق لبيع الأسماك بجوار مسجد القاضى بمدينة بنى سويف، يضم باكيات للصيادين يجلسون بها لبيع الأسماك للمواطنين، مقابل سداد خمسين جنيها للتضامن الإجتماعى.
ونعمل حاليابالتنسيق مع الهيئة الإنجيلية، فى مشروع تحسين الأوضاع المعيشية للسيدات العاملات فى القطاع غير الرسمى " غير المؤمن عليهن " بالقرية ويستهدف 1250 سيدة من بينهن زوجات الصيادين، ونبحث لهن على أماكن شاغرة بالقطاع الخاص للعمل بها، إلى جانب تنظيم ندواتلتوعيتهن وتدريبهن على بناء القدرات.
وطالب رئيس الجمعية، المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف تخصيص مساحة مائة متر شرق النيل لاقامة مبنى للجمعية بدلا من وجودها بحجرتين مستأجرتين حاليا، أو موافقته من خلال التنسيق مع جمعية الهلال الاحمر، على تخصيص جزء من مساحة مائتى متر خالية داخل مبنى من طابقين تابع لجمعية الهلال الاحمر بالقرية، أو منح جمعية الصيادين الطابق العلوى غير المستغل بالمبنى المخصص للهلال الاحمر، كمقر دائم بدلا من مباشرة اعمال الجمعية حاليا بمقر عبارة عن حجرتين مستأجرتين بإحدى جمعيات القرية.