على الرغم من كونه منارا للعلم والثقافة بالدقهلية، إلا أنه لم يعد كذلك منذ شهر تقريبا، فأصبح ظلاما دامسا بالليل وهدوءا قاتلا بالنهار، ولم يشفع له موقعه الاستراتيجى داخل مدينة المنصورة كواحدة من العلامات والتاريخية والمنصات الثقافية بمحافظة الدقهلية، وهو قصر ثقافة المنصورة ومسرح أم كلثوم، فلم يجد المقاول المكلف بعمل التجديدات والترمميات داخل أهم وأعظم منبر ثقافى بالدقهلية إلا أن يقوم بفصل التيار الكهربائى عنه ليحوله إلى مقبرة كبيرة، بسبب تأخير بعض المستحقات المالية له.
أرسل محمد مرعى رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافى بمحافظات الدقهلية والشرقية ودمياط وكفر الشيخ، مذكرة إلى رئيس هيئة قصور الثقافة بوزارة الثقافة، يشكو مقاول الصيانة المسئول عن أعمال تجديد وترميم قصر ثقافة المنصورة ومسرح أم كلثوم وفرع ثقافة الدقهلية، لقطعه التيار الكهربائى عنهم، لتأخر الهيئة فى دفع جزء من المستحقات المالية للمقاول، فقرر الضغط عليهم بفصل الكهرباء منذ أكثر من شهر متواصل.
جدير بالذكر، أن المقاول لجأ إلى فصل التيار الكهربائى، وفتح محابس المياه وإغراقه من أجل الضغط على المسئولين بفرع ثقافة الدقهلية وإقليم شرق الدلتا لسداد مستحقاته.
وأشار مصدر بفرع ثقافة الدقهلية، إلى أن التيار الكهربائى مفصول منذ شهر، وأن الموظفين يعملون بدون كهرباء، مضيفا أنه تم الاتصال مع الشركة المنفذة لأعمال الصيانة لتوضيح أمر قطع التيار الكهربائى عن فرع ثقافة الدقهلية ومسرح أم كلثوم وثقافة المنصورة، والتى أفادت بأن هناك بعض المتأخرات فى الصرف لبعض مستحقات الشركة، ويجب صرف دفعة أولى من أجل إعادة التيار الكهربائى، وبعد طلب المسئولين إعادة التيار لحين تدبير المبلغ المطلوب أو جزء منه تحت الحساب، رفض وقام المقاول بالمماطلة، مؤكدا أن هناك قواطع كهربائية جديدة تم تركيبها ولا يمكن تشغيله إلا بعد التسليم النهائى حتى لا يتم استهلاكها خلال تلك الفترة.
فيما قام محمد مرعى رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافى بتحرير مذكرة إلى رئيس هيئة قصور الثقافة بما قامت به الشركة المنفذة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها. وقام رئيس فرع الدقهلية بإرسال خطاب للدكتور احمد الشعراوى محافظ الدقهلية يوضح له الأمر، خاصة بعد أن كان هناك اتفاق على إقامة احد الحفلات بالقصر وتم الاستعانة بمحول كهربائى خارجى لإنقاذ الموقف.
وأشار العديد من المسئولين بفرع ثقافة المنصورة أنه تم العديد من المحاولات للاتصال بالمقاول إلا انه لم يتم التوصل إليه، فتم عرض الأمر على هيئة قصور الثقافة لاتخاذ اللازم، بفسخ التعاقد مع المقاول، وإسناده إلى هيئة المشروعات الوطنية من اجل إنهاء جميع الأعمال والتى تأخرت كثيرا، من اجل إعادة افتتاح جميع المشروعات التى تم التعاقد عليه.