صور.. صحراء جنوب سيناء تتحول من أرض صفراء إلى خضراء مثمرة

تشهد محافظة جنوب سيناء تنمية زراعية بجميع مدن المحافظة، ففى مدينة طور سيناء لأول مرة تتحول الأراضى الصحراوية بالمدينة من أرض جرداء إلى بقعة خضراء، وأصبحت المدينة منتجة للزراعات الحيوية من الخضر والفاكهة وتعتمد على استهلاك ما تقوم بزراعته بعد أن كانت تنتظر وصول الخضروات والفاكهة من المحافظات المجاورة كالإسماعيلية والسويس والقاهرة بأسعار مرتفعة بسبب إضافة مصاريف النقل، ما دفع اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء فى التفكير لحل تلك المشكلة بناء على تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاهتمام بتنمية سيناء زراعيا، خاصة أن المحافظة بها كل المقومات الزراعية. وأكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن الهدف من مشروع التنمية الزراعية وسط الصحراء إنشاء مجتمعات عمرانية صغيرة قابلة للتنمية بالأودية عن طريق استغلال الآبار المتوفرة لإنشاء مجتمع زراعى متكامل يشمل مزارع سمكية كثيفة وصوب زراعية وزراعة خضروات مكشوفة وأشجار الفاكهة وزراعة النخيل، بجانب تربية أغنام وماعز، كما يتم استخدام الطاقة الشمسية إذا لزم الأمر وجميع أنشطة هذه المشروعات تستغل المياه الناتجة عن الاستزراع السمكى فى رى الزراعات الأخرى وجميعها مرتبطة بشبكات رى بالتنقيط وأن مشروع التنمية المتكاملة لأهالى الجنوب. ومن جانبه قال المهندس محسن سعيد رئيس جهاز تعمير سيناء والقناة إن المزارع النموذجية الموجودة فى المحافظة تنتج خضار وفاكهة وأسماك تكفى احتياجات الوديان والتجمعات البدوية، مشيرا إلى أن جهاز التعمير يسعى لغزو وديان سيناء وزراعتها بالخضر والفاكهة، وتمت إقامة أحواض سمكية اعتمدت على مياه الآبار لتوفير كل متطلبات أهالينا بالمحافظة من أسماك وخضار وفاكهة بأسعار أقل من الأسواق وهذة المزارع توفر فرص عمل لشباب البدو بإشراف جهاز التعمير. وقال المهندس السيد فهمى رئيس جهاز منطقة تعمير جنوب سيناء إن المزارع النموذجية التى أنشأها جهاز التعمير بدأت تؤتى ثمارها وظهر إنتاج الفواكه فى معظم المزارع ويتم توزيع هذا الإنتاج على أهالى الوديان وكل المدن. وقال فهمى إن الموالح والتين نجحت زراعتهما فى وديان مكتب و"البدع" وتم بيعها فى السوق المحلية للمواطنين بأسعار مخفضة مقارنة بأسعار السوق، ما أدى إلى إقبال شديد من قبل المواطنين على جميع منافذ بيع منتجات المزارع النموذجية والبالغ عددها 12 مزرعة بمعظم وديان المحافظة. وأضاف أن مزرعة البدع مساحتها 42 فدانا وتضم صوب زراعية ومساحات مختلفة من التين والبرتقال والنخيل ومحاصيل زراعية أخرى، بالإضافة إلى مزرعة أغنام. وأوضح أن جميع المحاصيل طبيعية وبدون كيماويات أو مبيدات وأسعارها فى متناول الجميع ويتم تخصيص حصة من إنتاج المزرعة لصالح أهالى التجمع. من جانبه أكد أيمن المغربى صاحب مزرعة بطور سيناء أن مزرعته على مساحة 200 فدان بدأ الزراعة بها منذ عام 2010 كانت صحراء جرداء الآن المساحة بالكامل خضراء تتم زراعة فاكهة كالرمان والمانجو والعنب والبطيخ، بالإضافة إلى جميع الخضروات كالخيار والباذنجان والكوسا والفلفل والطماطم وغيرها من الخضروات، بالإضافة إلى زراعة 15 فدانا بالفستق واللوز وعين الجمل كما يوجد 9 صوبات زراعية. وأشار إلى أنه يوجد بالمزرعة 3 آبار يتم رى الزراعات من خلالها بطريقة الرى الحديث بنظام التنقيط، بالإضافة إلى إنشاء 6 أحواض استزراع سمكى تنتج 6 أطنان فى الدورة الواحدة. وأوضح أن مدينة طور سيناء الوحيدة التى يصلح بها زراعة نخل بلح المجدول، الذى فشلت تجربته بعدد من المحافظات كالإسماعيلية ومصر الصحراوى والدلتا، وأن هذا النوع من البلح مطلوب تصديره حيث يبلغ سعر الكيلو به 7 دولارات. وطالب المغربى أن يتم توفير كل أنواع الأسمدة وتشغيل سوق الجملة المغلق بمنطقة الطور الجديدة وتقنين الأوضاع وتخفيض رسوم الثلاث منافذ التى يتم عرض المنتجات بها بطور سيناء. وأكد المهندس عاطف حامد فرج وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء أن مديرية الزراعة تقوم بتوفير كل التقاوى والشتلات للمزرعة وذلك بالتعاون بين المديرية والجمعيات الزراعية، موضحا أنه تم توفير شتلات زيتون، وأن الهدف من ذلك مساعدة المزارعين بتوفير مصادر للدخل وتحسين مستوى المعيشة. من جانبها أكدت هلالية جمعة ربة منزل أن استصلاح الأراضى الصحراوية بمدينة طور سيناء وزراعتها بالخضر والفواكه ساهم بشكل كبير فى توفير فرص عمل البدو بالوديان، وحل أزمة جشع بعض التجار وأجبرتهم بالالتزام بأسعار السوق ووفرت للمواطنين خضروات طازجة خالية من المبيدات.