صور.. كيف تحول جراج الخالدين بالإسكندرية من وكر لتعاطى المخدرات لمبنى حضارى

مازالت يد البناء والتعمير تعمل فى مدينة الإسكندرية لتعود إلى سابق مجدها، المدينة العريقة ذات التاريخ الثقافى الأكثر ثراء بين دول البحر المتوسط، التى عانت سنوات من الإهمال وهمشت بها خطط التنمية. ومؤخرا قامت الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية بالانتهاء من أعمال تطوير جراج الخالدين بمنطقة وسط الإسكندرية، والتى تقع أمام مسجد القائد إبراهيم ليتحول إلى مبنى حضارى ذى طابع تراثى وثقافى. وشهد جراج وحديقة الخالدين التى تعتبر جزءا من ساحة مسجد القائد إبراهيم وسط الإسكندرية، إهمالا منذ أكثر من 10 سنوات، بالرغم من موقعها الذى يتوسط كورنيش الإسكندرية، وتحول الجراج أسفل الحديقة والذى كان مخصصا للسيارات للحد من الازدحام إلى وكر للخارجين عن القانون والمجرمين ومتعاطى المخدرات ليلا، بالرغم من الملامح الجمالية والتراثية التى تحملها الحديقة التى ترتفع عن سطح الأرض، بما تحتويه من تماثيل مجسمة لأشهر شخصيات الإسكندرية التاريخية، حيث كان يوجد بالحديقة العلوية تمثالا لفنان الشعب سيد درويش، وعبد الله النديم، وحسن الإسكندرانى. لكن يد الإهمال التى ضربت كل الملامح التراثية والجمالية بالحديقة 10 سنوات أدت إلى تهدم أجزاء منها وأهملت المقاعد الخشبية وتراكمت باقيا النباتات والأشجار المحيطة بالحديقة، بالإضافة إلى إهمال الجراج السفلى الذى يقع أسفل الحديقة وأصبح ليلا وكرا لمتعاطى المخدرات، خاصة أن الدخول إليه سهل للغاية لعدم إحاطته بسور خارجى. وبدأت محافظة الإسكندرية منذ عامين الالتفات إلى هذا المبنى المهم نظرا لموقعه المتميز، فهو يقع فى وسط المدينة التى تعج بالزحام وفى أمس الحاجة إلى جراج، كما أنه يقع أمام مسجد القائد إبراهيم أكثر مساجد الإسكندرية شهرة، بالإضافة إلى أن بجانب مبنى المركز الإقليمى لصحة المرأة "مقر منظمة الصحة العالمية سابقا"، وكان لابد من الالتفات إليه وتطويره، وهو ما قامت به المحافظة بالفعل، بالتنسيق مع الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية التى انتهت من أعمال التطوير، لتمحو يد البناء الآثار التى تسببت فيها يد الإهمال. من جانبه قال الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية إن الشعبة الهندسية انتهت من أعمال تطوير وتجديد جراج الخالدين بنطاق حى وسط، حيث يقوم بالتنفيذ والإشراف الهيئة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية، برئاسة العميد أحمد العزازى رئيس الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية. وأوضح المحافظ أن أعمال التطوير تهدف إلى إعادة الشكل التراثى والتاريخى لجراج الخالدين، وهو من المواقع المتميزة بالمحافظة فى إطار خطة شاملة لتطوير وسط المدينة بما يليق بمكانة الإسكندرية عاصمة الثقافة والسياحة، مشيرا إلى أن أعمال التطوير جاءت استجابة لمطالب الشعب السكندرى، نظرا للتلفيات التى كانت عليها حالة الجراج. وأكد المحافظ أن جميع أعمال التطوير تتم على أعلى مستوى، مشيرا إلى أنه تم تطوير الجراج ليشمل طابقين ليتسع لـ300 سيارة، بالإضافة إلى تطوير الساحة العلوية مع الحفاظ على الشكل التراثى السابق، من حيث وضع التماثيل بها، وعمل مدرجات للجلوس وتطوير أنظمة الإضاءة وإضافة العديد من الخدمات للمواطنين. وأضاف "سلطان" أن المحافظة بالتنسيق مع المنطقة الشمالية العسكرية تقوم حاليا بدراسة أنسب الآليات للاستفادة من استغلال الساحة العلوية للجراج فى الأنشطة الثقافية والرياضية وإقامة ندوات واحتفالات وبطولات بها لخدمة المواطنين، وكذا استغلال الجراج، علاوة على وضع نظام أمنى لحمايتها من المستغلين والصيانة الدورية. من جهة أخرى أشار محافظ الإسكندرية إلى أن المحافظة تولى الجانب التراثى والأثرى بالمدينة اهتماما كبيرا، حيث تستعد الإسكندرية لتطبيق مشروع إعادة إحياء الشوارع القديمة، لأول مرة، ويتضمن المشروع إعادة إحياء القيمة التاريخية لأهم 4 شوارع كمرحلة أولى وسوف تبدأ المحافظة بالتطبيق فى شارع فؤاد والنبى دانيال وشارع السلطان حسين وشارع الإسكندرية الأكبر. وأكد سلطان أن الإسكندرية فى بؤرة اهتمام التنسيق الحضارى، وهى مدينة عريقة ذات تاريخ عظيم يتضح فى مبانيها وتراثها المعمارى ويجب علينا وضع آليات وخطوات عملية للحفاظ على هذا التراث التاريخى والمبانى التراثية مؤكدا أنها ثروة قومية. وأشار المحافظ إلى أهمية التنسيق مع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، والعمل معا فى سبيل تطوير العديد من الحدائق والميادين ذات الطابع الأثرى، ومنها إعادة التنسيق الحضرى لحدائق الشلالات وأنطونيادس، حيث سيتم تحويل حديقة الشلالات إلى مركز إشعاع ثقافى متكامل، كمرحلة أولى ثم يتم تطوير حديقة أنطونيادس كمرحلة ثانية باعتبارها من الحدائق التراثية بالإسكندرية.