"شل" تستضيف قادة الفكر للبحث عن حلول لتحديات الطاقة المستقبلية فى آسيا

تواجه المجتمعات تحديا مزدوجا يتمثل فى كيفية الانتقال لمرحلة تقل فيها نسبة انبعاثات الكربون من أجل الحد من مخاطر تغير المناخ، مع النجاح فى ذات الوقت فى توفير المنافع الاقتصادية والاجتماعية للطاقة لجميع سكان الأرض بلا استثناء، وفى قارة آسيا التى تشهد نموا مضطردا فى التطور الحضرى، وارتفاعا فى مستويات العيش وأعداد السكان، بلغ الطلب على الطاقة مستويات أعلى من أى وقت مضى، مع ارتفاع مستويات الاستهلاك. كان ذلك موضوع النقاش الرئيسى فى منتدى تحقيق التقدم معاً (POWERING PROGRESS TOGETHER)والذى انعقد اليوم فى سنغافورة تحت شعار "الطاقة من أجل حياة أفضل" وشارك فيه أكثر من 150 شخصاً يمثلون مختلف شرائح المجتمعات ودار بينهم حوار مستفيض حول تطلعات النمو فى آسيا وتحديات الطاقة التى تواجه المنطقة. شملت قائمة المتحدثين نخبة من قادة القطاعين العام والخاص، من بينهم الدكتورة شيونق كوون هيان، الرئيس التنفيذى لمجلس الإسكان والتنمية فى سنغافورة، واستيفن ايندلر نائب الرئيس، سيمنز بى تى اى ليمتد، ومارك قينسبورو، نائب الرئيس التنفيذى للطاقة الجديدة فى رويال دتش شل، واليكزاندر لالوميري، المدير التنفيذى لمبيعات الطباعة ثلاثية الأبعاد لمنطقة آسيا الباسفيكى واليابان فى شركة اتش بي، وناثان سوبرامانيام، المدير التنفيذى لقسم القطاعات والمشاريع، التقييم الدولي، بالبنك الآسيوى للتنمية. وشهد المنتدى حواراً حيوياً وشيقاً أداره جاسون بوميروي، المدير المؤسس ستوديو بوميروي. وعرض المشاركون فى حلقة النقاش وجهات نظرهم حول تحولات الطاقة على مستوى العالم وأكدوا وجود حاجة غير مسبوقة إلى تضافر جهود صناع السياسات وقادة قطاعات الأعمال والمنظمات غير الحكومية والمستهلكين، وأن هنالك حاجة الآن لأكثر من مجرد تعزيز مصادر الطاقة البديلة وكفاءة الطاقة باعتبار أن هذه تخاطب جوانب محددة ولا تخاطب التحدى برمته. وتدرك شل الدور الذى تلعبه الطاقة فى تمكين الناس من العيش فى المستوى اللائق. ومع التطورات التكنولوجية المستمرة، لا بد من التعاون بين مختلف القطاعات من أجل وضع سياسات فعالة وتحقيق تغيير فى المفاهيم من أجل تأسيس بيئة مناسبة تشجع على الحد من نسبة الكربون. هذه هى السنة الثانية التى يعقد فيها منتدى تحقبق التقدم معاً فى سنغافورة حيث يجتمع نخبة من قادة المجتمعات للتداول حول كيفية مجابهة تحديات الطاقة المستقبلية فى آسيا. وسيعقد الملتقى فى وقت لاحق من هذا العام فى كل من لندن ومدينة سان فرانسسكو الأمريكية. وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن النمو السكانى سيضيف نحو 2.5 مليار نسمة إلى تعداد سكان المدن فى العالم بحلول عام 2050، وسيتركز حوالى 90 بالمائة من الزيادة فى قارتى آسيا وأفريقيا. وفى منطقة آسيا الباسفيك، التى تشهد نمواً سريعاً، يتوقع أن ترتفع إمدادات الطاقة بنسبة تصل إلى 60 بالمائة بحلول عام 2035 لمقابلة ارتفاع الطلب نتيجة لتسارع وتيرة النمو الحضرى والتوجه نحو الصناعة والنمو الاقتصادي. ومع تسارع عملية التحول الحضرى لا بد للقارة الآسيوية من خفض البصمة الكربونية. لهذا فإن المجتمعات والحكومات مواجهة بتحدٍ مزدوج: الانتقال إلى عالم تقل فيه البصمة الكربونية وضمان توفر طاقة أكثر وأنظف لمساعدة الاقتصادات على التوسع والازدهار. وفى هذا الصدد قالت السيدة جوه سوى شين، نائب الرئيس لحلول المدن، مصادر الطاقة الجديدة ورئيسة شركات شل فى سنغافورة: "تعتبر الطاقة أحد المقومات الحيوية الخفية لأى اقتصاد. والمدن هى المستهلك الأكبر للطاقة، فمع أنها تحتل أقل من 2 بالمائة من مساحة الأرض فى العالم، إلا أنها تستوعب أكثر من نصف سكان العالم، وتستهلك أكثر من 60 بالمائة من الطاقة العالمية ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 80 بالمائة بحلول عام 2040. هذا الوضع يتطلب حدوث تغييرات جوهرية فى كافة قطاعات الاقتصاد العالمي، وخاصة فى مجالات الطاقة والمواصلات والمبانى والصناعة." وأضافت: "انعقاد منتدى تحقيق التقدم معاً يكتسب أهمية خاصة لأنه منبر يجمع شخصيات لديها أفكار نيرة يمكنهم مناقشتها والدخول فى حوارات حول موضوع توفير طاقة أكثر وأنظف." ومن جانبها، قالت الدكتورة شيونق كوون هيان، الرئيس التنفيذى لمجلس الإسكان والتنمية فى سنغافورة: "نحن نعيش فى مرحلة تشهد تحولاً حضرياً بمستويات غير مسبوقة. ولذا كان من الطبيعى أن يحتل موضوع التنمية المستدامة مكان الصدارة. إن النقاش الذى يدور بين الناس اليوم يتركز معظمه على خفض انبعاثات غاز الكربون وزيادة استخدام التقنيات الصديقة للبيئة فى استهلاك الطاقة. غير أن التكنولوجيا ليست سوى أداة مساعدة لتذليل العديد من التحديات الفنية ذات الصلة بالتنمية الحضرية المستدامة. ألا أن الاستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا باتباع منهج شامل ونظرة كلية. وأضافت قائلة: "الخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك هى وضع خطط استراتيجية تحدد السبيل الأمثل لاستغلال أرضنا وثرواتنا وضمان أن التنمية تتم بطريقة مسؤولة تراعى المحافظة على البيئة. "بعد ذلك، يمكننا تسخير التقنيات المناسبة للتصدى للتحديات الحضرية والبيئية. إن سنغافورة دولة حضرية محدودة الأرض والموارد، ليس أمامنا من خيار سوى الحلول الحضرية المتكاملة التى من شأنها تقوية الرابط بين المياه والطاقة والفضلات وتأمين جزء من احتياجاتنا من الطاقة من المصادر المتجددة مثل الطاقة الحرارية. لا بد لنا كذلك من تطبيق تقنيات ذكية لمساعدتنا على إدارة الخدمات الحضرية بطريقة فعالة تحافظ على موارد الطاقة." وتواصل النقاش من خلال مائدتين مستديرتين، تناولت بالنقاش المواضيع التالية: مائدة مستديرة حول دور التكنولوجيا فى إحداث ثورة فى التصنيع وسلسلة القيمة (بالشراكة مع اتش بي) – كيف يمكن تطبيق التكنولوجيا لتعزيز التصنيع المستدام ورفع كفاءة سلسلة القيمة. مائدة مستديرة حول دفع عجلة التسريع – كيف يمكن للشركات الدخول فى شراكات مع الحكومات والجهات المستثمرة ومع بعضها البعض من أجل التعاون وتسريع الخطى نحو الأهداف. شركات واعدة فى برنامج آيديا ريفاينري كذلك شهد منتدى هذا العام مشاركة شركات سنغافورية واعدة تم اختيارها فى برنامج شل الافتتاحى "أيديل ريفاينري" وقد وقع الاختياار عليها بواسطة شل سنغافورة وامباكتك وان يو اس باعتبارها مشاريع تعمل على تطوير حلول طاقة جديدة لمساندة جهود سنغافورة لأن تصبح دولة مستدامة وذكية. وهذه الشركات الواعدة هي: بليون بريكس، وانيرجى نوفا، وسولاريت، وتريبليدوت تكنولوجيز، واكسنيرجي. منافسة تخيل مستقبل مدن آسيا والشرق الأوسط شارك مجموعة من الشباب فى منافسة تخيل السيناريوهات المستقبلية التى نظمتها شل لبحث الاحتمالات المستقبلية ورسم سيناريوهات لشكل مدننا بحلول عام 2050 بناءً على شعار هذا العام "طاقة أكثر وأنظف فى المنازل الحضرية فى آسيا والشرق الأوسط بحلول عام 2050: كيف نعيش ونعمل ونلهو." شارك فى المنافسة 84 طالباً جامعياً وأكثر من 12 فريقاً من سنغافورة وتايلاند ومصر. وفاز بلقب البطولة الفريق السنغافورى ممثلا قى كلية ييل-ان يو اس، وجاء فى المركز الثانى الفريق المصرى ممثلاً بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، فى التصفيات النهائية التى جرت يوم الاثنين 5 مارس. وقد شاركت الفرق الوطنية فى المنتدى بتقديم آرائها ورؤاها حول مستقبل مدن آسيا والشرق الأوسط بحلول عام 2050.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;