أعربت شركة "تريند مايكرو"، الشركة العالمية المتخصصة فى مجال حلول الأمن الرقمى عن مخاوفها من تنامى وتيرة الهجمات السيبرانية على مصر.
واستناداً إلى التقرير الذى أصدرته مؤخراً، أشارت الشركة، إلى أن إجمالى عدد البرمجيات الخبيثة التى اكتشفتها الشركة فى البلاد قد وصل إلى 242.411 برمجية خبيثة خلال الربع الأخير من عام 2017 وحدة، ما يمثل زيادة بنسبة 25% عن الربع الثالث من نفس العام والذى شهد اكتشاف 194.719 برمجية خبيثة.
ووفقاً لهذه النتائج، فإن مصر تأتى فى المرتبة الثالثة من حيث أكثر الدول تعرضاً لتهديدات البرمجيات الخبيثة على مستوى القارة الأفريقية، حيث سجلت جنوب أفريقيا أكبر عدد من البرمجيات الخبيثة والذى بلغ 2.289.997 برمجية خبيثة، وتلتها المغرب بـ341.279 برمجية خبيثة.
وكشف التقرير، عن أن قطاع التصنيع فى مصر كان الأكثر تضرراً من هجمات البرمجيات الخبيثة، وتلاه قطاع التعليم، ثم القطاعات الحكومية، والقطاعين العقارى والتكنولوجى.
ويعرف الأمن السيبرانى بأنه أمن المعلومات على أجهزة وشبكات الحاسب الآلى، بما فى ذلك العمليات والآليات التى يتم من خلالها حماية معدات الحاسب الآلى والمعلومات والخدمات من أى تدخل غير مقصود أو غير مصرح به أو تغيير أو إتلاف قد يحدث، وذلك وفقا للموقع الإليكترونى لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ذكرت تقارير مختصة أخرى، بأنه يشمل الحماية من اختراق شبكات المعلومات فى البلاد والمعلومات السرية والهجمات الإليكترونية وفيروسات الـ"سوفت وير" وغيرها.
وشدد خبراء الأمن على أهمية قيام الشركات والأفراد والجهات الحكومية باتخاذ الحيطة والحذر تجاه الهجمات السيبرانية والتى يمكن أن تتسبب بعواقب كارثية، وذلك بحسب نورا حسن، المدير التنفيذى فى شركة "تريند مايكرو" لمنطقة شمال أفريقيا و بلاد الشام .
وقالت حسن: "تحافظ التوقعات الخاصة بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مصر على طابعها الايجابي، وبشكل ينسجم مع أهداف استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2030 الرامية إلى تطوير اقتصاد رقمى راسخ ومزدهر".
وتتمتع مصر بانتشار واسع لشبكة الإنترنت، حيث يبلغ عدد مستخدمى الإنترنت أكثر من 30 مليون مستخدم. وستواصل قاعدة المستخدمين نموها نتيجة للتوسع الكبير فى القوى العاملة التى تستخدم التكنولوجيا الذكية، فضلاً عن البرامج التى تقودها الحكومة والتى تهدف إلى توسيع نطاق مساهمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى عملية التنمية الاقتصادية للبلاد. ومع أخذ ذلك كله بعين الاعتبار، فلا يمكننا تجاهل التحديات الهائلة التى تنتظرنا، ولاسيما الهجمات السيبرانية والتهديدات الراهنة التى يواجهها القطاع فى مصر".
وتبذل شركة "تريند مايكرو" جهوداً حثيثة لرفع سوية الوعى حول أهمية اتباع الشركات المصرية منهجية متعددة المستويات فيما يتعلق بالأمن الرقمي، حيث ترجح الشركة إمكانية حدوث زيادة كبيرة فى عدد التهديدات السيبرانية التى تطال البلاد خلال العام 2018 الجاري.
وخلال الربع الأخير من عام 2017، نجحت ’"تريند مايكرو" فى التصدى لـ 70.612 هجمة خبيثة لعناوين URL التى يتم الوصول إليها من قبل المستخدمين المصريين، كما وصل عدد الهجمات الخبيثة التى تصدت لها الشركة بعد أن تمت استضافتها من قبل عناوين URL المصرية إلى 803 هجمات.
وخلال الربع الأخير من العام الماضى أيضاً، وصل عدد التهديدات التى تطال البريد الإلكترونى، والتى تم التصدى لها عبر بروتوكول الإنترنت الخاص بالمرسل فى البلاد إلى أكثر من 27.7 مليون تهديد.
وتشكل فيروسات الفدية الخبيثة واحدة من أبرز التهديدات التى يواجهها القطاع اليوم، ولا تعد مصر محصنة بالشكل الكافى ضد هذه التهديدات. فقد وصل إجمالى عدد فيروسات الفدية الخبيثة خلال شهر ديسمبر 2017 إلى 1.7 مليار فيروس، وهى تشكل تهديدات مركبة تطال البريد الإلكترونى وعناوين URL والملفات الإلكترونية على حد سواء. وحلت مصر فى المرتبة الثالثة من حيث ارتفاع مستوى فيروسات الفدية الخبيثة فى القارة الأفريقية، حيث جاءت بعد كل من جنوب أفريقيا وتونس.
وتتمثل مخاوف "تريند مايكرو" الأساسية فى ارتفاع عدد الهجمات على القطاع المصرفى الإلكترونى فى البلاد. فخلال الربع الأخير من العام 2017، اكتشفت الشركة 301 برمجية خبيثة تستهدف القطاع المصرفى الإلكتروني، ما يشكل زيادة بنسبة 37% فى عدد البرامج الخبيثة بالمقارنة مع الربع الثالث من نفس العام والتى بلغت 219 برنامجاً خبيثاً.
وفى نفس الوقت، ازداد عدد فيروسات الماكرو بمقدار الضعف تقريباً عما كان عليه فى الربع الثالث من العام 2017 ليبلغ 79 فيروساً خلال الربع الأخير من نفس العام. كما وصل عدد تطبيقات الأجهزة المتنقلة التى تم تحمليها خلال الربع الأخير إلى 274 ألف تطبيق، تعتبر 1% منها تطبيقات خبيثة.
واستناداً إلى تقريرها توقعات تريند مايكرو الأمنية لعام 2018، ترجح الشركة بأن تشكل فيروسات الفدية الخبيثة وعمليات الابتزاز الرقمى الأسس التى تقوم عليها الجريمة السيبرانية خلال العام الحالي. وفى ضوء هذه التوقعات والنمو الكبير للتهديدات الإلكترونية، فإنه يتعين على الشركات والأفراد الاعتماد بشكل أساسى على برامج الأمن الإلكترونى الموثوقة، فضلاً عن امتلاك البروتوكولات الأمنية الملائمة للوقاية من الهجمات السيبرانية.