يشهد معهد العالم العربى بالعاصمة الفرنسية باريس غدا الأربعاء افتتاح معرض كبير عن تاريخ قناة السويس بعنوان "ملحمة قناة السويس.. من عصر الفراعنة إلى القرن الحادى والعشرين" والذى يقام خلال الفترة من 28 مارس وحتى 5 أغسطس القادم.
وسيجرى غدا فتح أبواب المعرض امام الجماهير قبل افتتاحه الرسمى يوم 5 أبريل بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم ووزير الخارجية الفرنسى جون ايف لودريان حيث تم اختيار هذا الموعد مراعاة للانتخابات الرئاسية التى تشهدها مصر حاليا، بحسب معهد العالم العربي.
ويستعرض المعرض تاريخ القناة منذ الفراعنة إلى التأميم على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وصولا إلى توسيع القناة الذى تم فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
و يقدم المعرض قناة السويس باعتبارها "من أهم و اكثر المشاريع إثارة فى تاريخ الإنسانية" و يبرز الشخصيات المؤثرة فى تاريخها وكذلك التحديات الهائلة التى اعترضت إنشاءها فضلا عن قصص ونوادر وأحداث بارزة دمغت تاريخ هذا المكان الرمزى القائم على مفترق طرق ما بين القارات الثلاث، أسيا وأفريقيا وأوروبا.
و قد تم تنظيم هذا الحدث بالتنسيق مع مجموعة من الخبراء و المؤسسات وهيئة قناة السويس، حيث تم استقدام مخطوطات وخرائط ومجسمات و نماذج مصغرة وأفلام نادرة تحكى تاريخ القناة من أيام الفراعنة وحتى العصر الحالى، بالإضافة إلى لوحات فنية وصور سينمائية وآلة ديوراما أحضرت خصيصا وكل ذلك مصحوبا بإيقاعات موسيقى أوبرا عايدة.
و يتيح المعرض القيام بزيارات موجهة عبر جهاز دليل صوتى للتعريف بتاريخ قناة السويس و المشاركة فى ورش عمل إبداعية للصغار و الكبار، فضلًا عن حفلات موسيقية للفنانة المصرية دنيا مسعود.
و يسلط الضوء على الفرعون سسوستيس الثالث باعتباره أول من سعى منذ القرن الـ 18 قبل الميلاد إلى وصل نهر النيل بالبحر الأحمر مما أتاح الملاحة بين البحر المتوسط وبحار الجنوب. و يذكر باستقبال الخديوى إسماعيل، بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869، ممثلين عن مختلف الأسر المالكة فى أوروبا بينما حلت الإمبراطورة "أوجيني" ضيفة شرف.
و يبرز-من خلال أفلام وثائقية و مقتطفات صحفية قديمة - خطاب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1956 الذى أعلن فيه تأميم القناة، و فشل العدوان الثلاثى على مصر باعتباره نهاية للإمبريالية الاستعمارية الاوروبية. كما يتناول نصر اكتوبر و ما رتبه من سيطرة مصر على ضفتى القناة و إعادة فتحها للملاحة الدوليةً.
ويشير كذلك إلى التاريخ المعاصر للقناة تحت اسم "قناة المستقبل" والمتمثل فى إطلاق مشروع فرعونى جديد عام 2015 لجعل مجرى القناة مزدوج الاتجاه وإنشاء منطقة صناعية وأخرى سكانية لجذب ملايين السكان.
ومن المقرر أن ينتقل المعرض بعد اختتامه بباريس إلى متحف التاريخ فى مدينة مارسيليا خلال الفترة من 17 أكتوبر 2018 إلى 31 مارس 2019 و ينتقل من ثم إلى مصر حيث تعرضه وزارة الآثار فى متحف الحضارة قى القاهرة للاحتفال بالذكرى الـ 150 لافتتاح القناة على أن يتم بعد ذلك إرسال المعدات التى استعملت فى تصميمه لمتحف قناة السويس المنتظر افتتاحه فى مدينة الإسماعيلية.