نظم المنتدى الدولى للاتصال الحكومى فى دورته السابعة، جلسة حوارية بعنوان "شباب المستقبل: بناء مهارات شابة للألفية الرقمية"، شارك فيها كل من: غافين آندرسون، مدير المجلس الثقافى البريطانى فى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومارتن روسكى مدير أول للسياسة العامة والعلاقات الحكومية فى غوغل الشرق الأوسط، وفاطمة الصانع، مدير فرع يوتيرن – السعودية، ونيلى أندرادى المدير العالمى لبرنامج الجامعات - مؤسسة جائزة هولت، وأدار الجلسة آدريان ويلز، المدير الإدارى لشركة إينكس الإعلامية.
وناقشت الجلسة الفجوة الرقمية ونقص المهارات بين الشباب من خريجى الجامعات، التى تشكل شروطاً أساسية لنجاحهم المهنى فى المستقبل، خاصة مع التطورات المستمرة فى سوق العمل العالمى، بسبب تحول معظم القطاعات الاقتصادية إلى تقنيات الذكاء الاصطناعى والثورة الصناعية الرابعة، وما نتج عنه من ولادة وظائف وتخصصات جديدة لم تأخذها الحكومات وأنظمة التدريس فى الحسبان.
ولفت المشاركون فى الجلسة إلى أن الحكومات وأنظمة التعليم لا تستطيع اللحاق بسرعة تطور التقنية، لا سيما أن الفجوة الرقمية تزداد عمقاً بسبب عدم اتصال نصف سكان العالم تقريباً بالإنترنت، وهو ما يحرمهم من التواصل والاسهام فى حل مشاكل العالم.
وقال غافين آندرسون: "كشفت دراسة أجريناها فى منطقة الشرق الأوسط أن الأنظمة التربوية محافظة جداً، وأنها تتبع أساليب تدريس تقليدية، لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل الحالية، التى تحتاج إلى تخصصات جديدة تشترط توافر عدة مهارات أساسية لدى الخريجين".
وأشار إلى أن تطوير مهارات الطلبة وقدرتهم على حل المشاكل والعمل الجماعى والتفكير الإبداعى وغيرها من المعارف الأساسية إلى جانب اللغة الإنجليزية، شكلت عناصر أساسية لدى الشركات الباحثة عن كفاءات جديدة، حيث قال: "90% من المدراء المستطلعة آراؤهم أكدوا حاجتهم لموظفين بمهارات أساسية تشمل اللغة والتواصل والتفكير النقدى والمعرفة التقنية".
وأوضح آندرسون أن التلقين لم يعد هو الأسلوب الأنجح للتدريس، إذ أنه أسلوب يليق بالآلات التى تستطيع تكرار الأوامر بشكل تلقائى دون أى جهد ابداعى يذكر، لافتاً إلى أن مصدر قلقه يأتى من حقيقة أن نصف سكان العالم غير متصلون بالإنترنت، وهو أمر مرعب يجعل المستقبل غامضا بسبب هذه الهوة الرقمية.
ووجه دعوة إلى الحكومات وشركات القطاع الخاص للعمل على ردم هوة غياب الإنترنت عن نصف سكان العالم، من أجل إشراكهم فى بناء الغد، والمساهمة فى حل مشاكل الغذاء والمياه والطاقة وغيرها، مؤكداً أن هذا النمو والتغيير لن يتحقق بدون تواصلهم عبر الإنترنت.
من جانبه، قال مارتن روسكى: "هناك العديد من الثغرات فى التعليم التقني، ونحن نحاول سد هذه الثغرات، وهناك فجوة رقمية متنامية، لذا ندعم العديد من البرامج التى تسمح للمربين والمدربين بالاستفادة من أدواتنا وتساعدهم على إنشاء أجيال مؤهلة تقنياً. ونسعى إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدنى من أجل ردم الهوة الزمنية بين سرعة نمو التقنية وإصلاح أنظمة التعليم وبنيتها الأساسية والانتقال إلى الحوسبة السحابية بدلاً من تلك القديمة القائمة على الشبكات الداخلية والأسلاك والمعدات البطيئة".
وأضاف: "إن اصلاح أنظمة التعليم يعنى قدرتها على تخريج المزيد من الكفاءات مثل محللى البيانات الكبيرة والسحابية، ونقل المعرفة إلى الهاتف المحمول، ونحن نشجع الطلبة على دراسة تخصصات مشابهة يحتاجها القطاع، والحكومات يجب تطبيق سياسات تسمح بتوفير إنترنت عالى السرعة، حيث يتعلم اليوم 80% من جيل الشاب شيئا من اليوتيوب يومياً، ويستفيدون من البيئة الداعمة لهم لدخول سوق العمل".
بدورها توقفت فاطمة الصانع عند تجربة "يوتيرن" السعودية بالقول: "بدأت الشركة فى العام 2010 وواجهت عدداً من العوائق مالية والفنية كثيرة، إلا أنها أخذت المخاطرة من أجل جذب المهارات الجادة، وعملت على مساعدة الشباب وتزويدهم بالمعرفة لبناء وإنتاج محتوى سعودى من غرفة صغيرة بدون دعم مالى، وظلت على هذا الحال إلى أن زودتها شركات شقيقة بالمعدات لتنتج خمسة مشاريع تجريبية كبرامج كان المحتوى من الشباب واليهم وسهل النفاذ عبر يوتيوب، فكان النجاح مفاجئاً، للحد الذى فتح لنا المجال للعمل مع ياهو وفيسبوك".
من جهتها، أشارت نيلى أندرادى إلى أن شركتها تعد محركاً لإنشاء مشاريع مؤثرة فى المرحلة ما بعد الجامعة، وأنها تستثمر معرفتها وتضعها على الإنترنت لتشجيع الشباب على التعلم، وتطوير مهاراتهم الناعمة على الرغم من أنهم ينتمون إلى ثقافات مختلفة ومستويات متنوعة التخصص.
وأشارت إلى أن المهارات الأساسية تحولهم من طلبة يبحثون عن وظيفة إلى مؤسسين للشركات ورواد أعمال حقيقيين، لأن أسلوب التعليم الذى يتلقونه ممتع وشيق ويمكنهم من التفكير النقدى وحل المشاكل والمسؤولية الاجتماعية والعمل الجماعى ما يجعلهم أشخاصاً ناجحين.
يذكر أن المنتدى الدولى للاتصال الحكومى بات حدثاً عالمياً جاذباً لصناع القرار والخبراء وأصحاب العلاقة من مختلف دول العالم إلى جانب كونه منصة شفافة لطرح القضايا المهمة، ومناقشة التغيّرات المحيطة بكل وضوح للخروج بتوصيات وقرارات تساعد الحكومات والعاملين فى مجال الاتصال الحكومى على تطوير أدائهم وعملهم بما يسهم فى الارتقاء بالأداء الحكومى ورفع معدلات رضا وسعادة الجمهور من الفئات كافة.