أطلق الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يوم الأربعاء الماضى، مشروع استخدام الهواتف النقالة فى جمع البيانات الإحصائية، والذى تم تنفيذه بالتعاون مع جامعة النيل واللجنة الاقتصادية الأفريقية بالأمم المتحدة، التى وفرت للجهاز منحة بقيمة 149 ألف دولار لتنفيذ هذا المشروع، بحسب ما صرحت به المهندسة نهلة صديق المدير التنفيذى للمشروع بجهاز الإحصاء.
وقالت "صديق" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن نصيب جامعة النيل من المنحة الإفريقية كان 73 ألف دولار، نفذت الجامعة بهم التطبيق "الابليكشن" الذى سيستخدم فى رصد الأسعار الخاصة بالسلع الاستهلاكية لإعداد الرقم القياسى العام لأسعار المستهلكين والمعروف بـ"التضخم" الذى يصدره الجهاز شهرياً.
وأضافت: "كما قامت الجامعة من خلال المنحة بتحديث البنية التحتية التكنولوجية بالجهاز بما يتوافق مع التطبيق الجديد، وتدريب عدد من الكوادر بالجهاز على ذلك التطبيق"، لافتة إلى أن جهاز الإحصاء قام خلال الفترة الماضية -منذ أن بدأ الإعداد للتطبيق- بشراء 30 تابلت مجهز بالتطبيق الجديد الذى سيتخدم فى مسح "التضخم" لرصده الكترونياً فيما بعد، بدلا من النظام الورقى المعمول به حالياً.
وأوضحت المدير التنفيذى للمشروع، أن التطبيق الفعلى للنظام الالكترونى الجديد لتنفيذ بحث التضخم باستخدام "التابلت"، سيتم ابتداءاً من شهر يوليو المقبل، لافتة إلى أن بحث التضخم يعمل به 141 باحث فى الميدان، وكل ما قام الجهاز بشرائه من "تابلت" مزودة بالتطبيق الالكترونى ببحث التضخم هو 30 تابلت فقط، على أن يتم توفير باقى الـ141 من أجهزة التابلت التى استخدمت فى التعداد السكانى الالكترونى لعام 2017.
وأشارت المهندسة نهلة صديق، انه خلال إجراء التعداد السكانى لعام 2017، تم استخدام 45 ألف تابلت بعدد الباحثين الذين عملوا فى الميدان بهذا المشروع على مستوى الجمهورية، وسيتم تحويل جزء من هذه "التابلتس" لاستكمال العدد المتبقى من الأجهزة التى ستسخدم فى مسح "التضخم".
ولفتت إلى انه بالرغم من أن أجهزة التابلت الخاصة بالتعداد كانت تعمل بنظام مختلف عن الذى سيتم الاعتماد عليه فى مسح "التضخم" إلا انه من السهل تحويلها، حيث تم تنفيذ التعداد السكانى بنظام، وسيحول إلى نظام الأندرويد الذى سيستخدم فى تنفيذ "التضخم".
وعن فترة الإعداد للمشروع التى بدأت منذ عام 2017، قالت المهندسة نهلة صديقن انه تم شراء الـ30 تابلت المذكورة عالياً بمواصفات عالية الجودة طبقاً لبنود الاتفاقية مع اللجنة الاقتصادية الإفريقية بالأمم المتحدة، كما تم تدريب 4 أفراد من مطورين البرامج بالجهاز لبناء قدراتهم الفنية فى هذا المجال وتمكينهم من إجراء تعديلات على التطبيق وإمكانية تطوير تطبيقات مماثلة مستقبلاً.
وتابعت قائلة: "تم تدريب الباحثين والمشرفين وإطلاق التجربة الأولى للعمل الميدانى لاختبار التطبيق بعدد 7 مناطق جغرافية بمحافظة الجيزة ومدينة 6 أكتوبر بعدد 7 باحثين و 2 مشرفين، لافتة إلى انه تم بعد ذلك تدريب 35 باحث ومشرف من جميع أقاليم الجمهورية وإطلاق التجربة الثانية للعمل الميدانى باستخدام التطبيق الالكترونى الجديد بعدد 26 منطقة شملت محافظات "القاهرة، الإسكندرية، المنيا، الشرقية، بورسعيد، وغيرها باستخدام 30 تابلت.
وأشارت المدير التنفيذى للمشروع فى تصريحاتها إلى المزايا العائدة من تنفيذ مثل هذه المشروعات التكنولوجية والتى سيبدأ الجهاز تطبيقها على مسح "التضخم"، قائلة: "من أبرز المزايا، إنشاء مستودع للبيانات يمكن من إنتاج قاعدة بيانات خاصة بالأسعار بسلاسل زمنية، ضمان دقة وجودة البيانات لإنتاج رقم قياسى لأسعار المستهلكين، هذا بالإضافة إلى إنتاج إحصاءات متكاملة وشاملة وموثوقة تصدر فى الوقت المناسب، وبناء قدرات العاملين فى هذا المجال التكنولوجى".
وأكدت "صديق" على أن الجهاز يحرص على تعميم استخدام الأنظمة التكنولوجية فى كل المسوح والأبحاث التى ينفذها، بدلا من الأنظمة الورقية الحالية، لما يوفر ذلك من الجهد والوقت وينتج أرقاماً أكثر دقة ومصداقية يستطيع أصحاب القرارات الاعتماد عليها فى رسم الخطط التنفيذية ووضع الاستراتيجيات التنموية على أساس سليم وصحيح.