أوقفت الصين اليوم الجمعة تحقيق مكافحة إغراق كانت تجريه بشأن واردات السورجم (الذرة البيضاء) الأمريكى اليوم الجمعة لتأخذ خطوة سريعة إلى الوراء فى نزاع أربك سوق الحبوب العالمية، وآثار المخاوف من ارتفاع التكاليف وضرر مالى فى السوق المحلية الصينية.
يُنظر إلى الخطوة على أنها تنازل لإظهار حسن النية فى الوقت الذى يجرى فيه ليو هى نائب رئيس الوزراء الصينى محادثات فى واشنطن تهدف إلى تسوية التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم.
وقالت وزارة التجارة الصينية فى بيان إن التحقيق بشأن المكون المهم فى الأعلاف والخمور كشف أن عقوبات الإغراق ومكافحة الدعم ستؤدى لتضخم تكاليف المعيشة للمستهلكين الصينيين.
ويقول محللون إن التحقيق الذى بدأ فى أوائل فبراير أظهر سريعا قدر الضرر المالى الذى يمكن أن تلحقه الصين بالمزارعين الأمريكيين، وفى الشهر الماضى فرضت بكين أيضا ودائع مكافحة إغراق مرتفعة على ورادات السورجم.
وتعتبر المنتجات الزراعية أحد أكثر الأسلحة تأثيرا فى ترسانة بكين لأن توجيه ضربة للصادرات الزراعية إلى الصين سيلحق الضرر فى الأغلب بالولايات التى تدعم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وتسهم الولايات المتحدة بما يزيد على 90 % من إجمالى شحنات السورجم المتجهة إلى الصين، حيث بلغت قيمة الواردات من الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار العام الماضى.
وتسبب نظام الودائع فى توقف التجارة وعطل سلاسل التوريد العالمية، لتتقطع السبل بنحو عشرات السفن التى تحمل السورجم الأمريكى فى عرض البحر، فى الوقت الذى سارع فيه التجار والمشترون إلى بيع الشحنات بخصومات كبيرة فى أماكن أخرى.
وأثار التحقيق مخاوف من أن ينتقل تضخم التكاليف المرتبط بالرسوم المفروضة على الحبوب إلى منتجى العلف وأن يدفع فى نهاية المطاف أسعار بيع اللحوم بالتجزئة إلى الارتفاع.
وقالت الوزارة إنها ستعيد الودائع التى جمعتها. وأثار القرار بعض الارتياح غير المتوقع بين المشترين الصينيين الذين مازالت لديهم شحنات عالقة فى الموانئ.
وشحنت الولايات المتحدة 4.76 مليون طن من السورجم إلى الصين فى 2017، بنحو 1.1 مليار دولار وهو ما شكل القدر الأكبر من واردات الصين من السورجم البالغة نحو خمسة ملايين طن وفقا لبيانات الجمارك الصينية.