قال طارق محفوظ مدير فيزا مصر، إن فيزا أعلنت فى فبراير من العام الحالى التزامها بان تكون كافة عملياتها معتمدة على الطاقة المتجددة بحلول نهاية 2019، مشيرًا إلى أن هذا الالتزام جاء خلال مؤتمر المناخ الذى انعقد فى كولورادو بحضور قيادات أكبر الشركات العالمية لمناقشة كيفية المساعدة فى تقليص الاثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأضاف محفوظ خلال كلمته بمؤتمر اتحاد المصارف العربية المقام بالغردقة، إن فيزا انضمت الى مبادرة RE100 وهى المبادرة العالمية التى تضم أكبر 100 شركة على مستوى العالم وأطلقتها مجموعة المناخ الدولية بالاشتراك مع عدد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بالطاقة المتجددة ومواجهة التغيرات المناخية. واليوم تعتمد 40% من عمليات فيزا حول العالم على الطاقة المتجددة.
وأكد على أن سوق بطاقات الدفع الرقمى ينمو فى مصر بشكل مطرد وبشكل خاص مع التوجه الحكومى الراهن لتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال اتاحة عمليات الدفع لعديد من الخدمات الجماهيرية، مشيرًا إلى أن الاساس هنا هو التوجه الحكومى الواضح الذى يشجع كافة أطراف المدفوعات الرقمية على العمل والتقدم بمنتجات وخدمات جديدة تلبى هذه الاحتياجات.
وتوقع أن تشهد الفترة القادمة زخما مضاعفا وخاصة وان مصر مؤهلة لانتشار المدفوعات الرقمية بشكل كبير وأحد اسباب ذلك الانتشار الواسع للهواتف المحمولة التى يتم استخدامها كوسيلة لإتمام المدفوعات الالكترونية. والنقطة الثانية هنا هى زيادة وعى المواطنين بأهمية المدفوعات الرقمية وأثرها على الاقتصاد بشكل عام وعلى حياتهم بشكل خاص، مشيرًا إلى أن تكنولوجيا المدفوعات تتسم بالأمان وتوفر الوقت والمجهود وتعزز من شفافية النظام المالى وتسمح بدمج الاقتصاد غير الرسمى فى هذا النظام فضلا عما تسهم به فى إجمالى الناتج المحلى للدولة.
وأضاف أن التقدم فى التكنولوجيا والابتكار فى صناعة المدفوعات يعنى أننا قادرون على استكشاف السبل الجديدة التى يمكن أن تعزز الأمن والراحة للمدفوعات الإلكترونية، مؤكدًا أن فيزا تبذل جهدا كبيرا لضمان حماية حاملى بطاقات فيزا فى كل مرة يستخدمون فيها بطاقاتهم، حيث تقوم بتحليل وتطبيق معايير الحماية من الاحتيال فى وقت قصير جدا يكاد يكون اقل من وقت طباعة إيصال المعاملة لكل عملية من 112 مليار عملية سنويا تقوم شبكة فيزانت بتمريرها.
واختتم مؤكدًا أن فيزا تستخدم نظام رصد لمسح آلاف العمليات فى الثانية الواحدة، بحثاً عن تغييرات بالغة الدقة فى نماذج الإنفاق التى قد تشير إلى حدوث احتيال. إذا تمّ رصد تغيير فى أى شيء، كعنوان غير مطابق، عملية شراء ضخمة غير اعتيادية، أو عملية شرائية خارج بلد الإقامة، نبدأ التواصل الفورى مع حامل البطاقة عبر البنك المصدر للبطاقة، مشيرً إلى أن التطور اليومى الذى تشهده صناعة المدفوعات الرقمية سيسهم بلا شك فى دعم مسيرة الصيرفة الخضراء لأنه يدعم التحول الرقمى للخدمات المصرفية وتقليص الاعتماد على الورق، وتقليص عدد المتعاملين مع الفروع بشكل مباشر وهو ما سينعكس على استخدام المحروقات فى المواصلات وسيمنح المؤسسات المالية خيارات متعددة فى طرح منتجات وحلول مختلفة لمشاريع مهتمة بالطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة.
وأشار محفوظ إلى أن تكنولوجيا المدفوعات الرقمية تلعب دورا فاعلا فى دعم التحول الرقمى للبنوك والدول حيث تعمل فيزا على ربط أكثر من 3.2 مليار حساب فيزا و46 مليون تاجر فى 200 دولة وإقليم. يتم تمكين كل معاملة من خلال شبكة عالمية تضم 16،100 مؤسسة مالية عالمية، و VisaNet، وهى واحدة من أكثر شبكات المدفوعات العالمية أمناً وموثوقية، والتى تعالج أكثر من 164 مليار عملية سنوياً. والأهم من ذلك، أن جميع معاملات Visa على شبكتنا مضمونة بأحدث تقنيات التحليلات والكشف عن الاحتيال فى هذه الصناعة لضمان قدرة المستهلكين والشركات على التعامل بثقة.
وأكد محفوظ أن الحكومات كانت من بين أولئك الذين يدعمون رؤية خالية من النقد حيث دفعت دول مثل الهند وأستراليا والسويد إلى أن تصبح مجتمعات "أقل اعتمادا على النقد"، مؤكدًا أن الهند خلال العقدين الماضيين، دفعت حكومة الهند بجد لتصبح مجتمعًا أقل نقودًا ولذلك تدخلت فيزا لتوفير حلول الدفع الرقمية، والحد بشكل كبير من الاعتماد على النقد فى الهند.
وتابع فى أستراليا أكثر من 80٪ من معاملات فيزا تتم عبر بطاقات لاتلامسية وكان هذا التغير مدفوعًا بالتجار الذين نفذوا معاملات لاتلامسية وساعدوا فى عملية تحول السوق، مؤكدًا أنه فى بريطانيا أسهم تطبيق التكنولوجيا اللاتلامسية فى قطاع النقل والمواصلات البريطانى فى ان تتعدى نسب المدفوعات الالكترونية تلك الخاصة بالمدفوعات النقدية ولأول مرة فى تاريخ المملكة المتحدة.
وشدد محفوظ أنه اليوم أصبحت فيزا النسيج الضام لتمكين تجارب جديدة للدفع والتجارة مع شركات مثل Apple و Honda و Samsung و Uber. وقد ابتكرت فيزا، باعتبارها أداة التمكين، باستمرار لتلبية احتياجات السوق على مر السنين - من الائتمان والخصم والمدفوعة مقدمًا إلى الهاتف المحمول وإنترنت الأشياء، وتوقع حدوث المزيد من التغييرات فى صناعة المدفوعات فى السنوات القليلة المقبلة مما شهدناه فى العقود القليلة الماضية - مع رقمنة المدفوعات التى تمهد الطريق لمستقبل خالٍ من النقد.
وأكد أن فيزا أطلقت دراسة عالمية حول الفوائد المحتملة للانتقال من النقد إلى المدفوعات الرقمية فى 100 مدينة فى جميع أنحاء العالم. فى تحليل لـ 100 مدينة فى جميع أنحاء العالم وبحسب الدراسة التحليلية، حققت الشركات فائدة إجمالية تزيد عن 312 مليار دولار عندما تنتقل من استخدام النقد إلى المدفوعات الرقمية. وتأتى الفوائد من توفير الوقت من قبول ودفع مبالغ وتحقيق مبيعات أكبر عند قبول المدفوعات الرقمية. توفير الوقت هو فائدة كبيرة للشركات، بما فى ذلك التجار فى أكثر من 100 مدينة تم تحليلها، توفر الشركات ما يزيد عن 3 مليار ساعة فى السنة، أو بمعنى آخر، توفير 30.7 مليون ساعة فى المتوسط لكل مدينة فى كل عام.
وتابع، تنتشر طرق استخدام المدفوعات الرقمية حولنا فى كل مكان، بدءاً من عمليات الدفع عبر الهاتف المحمول باستخدام تقنيات مسح الرموز رقمياً، ووصولاً إلى معاملات بطاقات الائتمان باستخدام المصادقة باستخدام القياسات الحيوية، مؤكدً أنه سوف تشهد مستقبلاً مستويات غير مسبوقة من الاتصال والترابط الرقمي، خاصة فى ظل استخدامنا لمليارات الأجهزة التى باتت جزءاً من حياتنا اليومية؛ مثل الساعات والسيارات وأجهزة تتبع اللياقة البدنية.
وشدد على أنه المجتمعات والمدن أصبحت أقل اعتماداً على التعامل النقدى ومجهزة بشكل أفضل لتقديم تجارب الدفع الرقمي، فإن الأسواق الشعبية ستصبح أكثر فاعلية وبوسعها أيضاً تعزيز مساهمتها فى الاقتصاد العالمي، وتمثل هذه القوة الحقيقية للمدفوعات الرقمية.