بدأت العديد من الشركات العالمية فى استخدام الروبوت فى العديد من الوظائف من بينها الكول سنتر، حيث تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعى تطورا هائلا فى العالم، وهو ما يثير التساؤلات بشان مستقبل هذه الخدمات بمصر حيث تعمل الحكومة ممثلة فى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" التابعة لوزارة الاتصالات، على التوسع بهذه الخدمات عبر تقديم حوافز لشركات عالمية للاستثمار فى مصر وتوفير فرص عمل للشباب بهذه الصناعة.
ويعمل بوظائف الكول سنتر بالعالم نحو 250 مليون موظف، وتتصدر دول مثل الهند خدمات التعهيد فى العالم من حيث الدخل وعدد العاملين، كما تعد مصر من أفضل الدول الواعدة التى تقدم خدمات التعهيد فى العالم وتقوم بتصدير خدمات تصل لـ1.7 مليار دولار سنويا.
و يعرف الذكاء الاصطناعى بأنه علم وهندسة صنع آلات والذكاء الذى تبديه الآلات والبرامج بما يحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع تبرمج فى الآلة، كما أنه يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكى.
ويشهد علم الروبوت تطورا هائلا فى العالم من روبوتات تحاكى البشر وتشبههم وتتحدث لغات كثيرة وحذرا العديد من خبراء التكنولوجيا فى العالم من أن ذكاء الروبوت قد يتخطى ذكاء البشر.
وكشفت اسماء حسنى الرئيس التنفيذى السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا "ايتيدا"، أن الهيئة كانت قد شكلت لجنة لبحث عدة أمور تتعلق بمستقبل هذه الصناعة من بينها مواجه تأثير تطور الذكاء الاصطناعى على وظائف "الكول سنتر" بمصر، مضيفة بالقول:" مازالنا لم نصل لمرحلة الخوف من تهديد تطور الروبوت لخدمات الكول سنتر ما يجعل أممنا فرصة للاستمرار فى المنافسة بهذا الأمر.
وأشارت حسنى فى تصريحات خاصة لـ”انفراد”، إلى عدة خطوات يجب اتخاذها لحماية هذه الصناعة، ابرزها أولا الاهتمام بالتسويق لمصر فى الخارج فى هذا الاتجاه، ثانيا رفع كفاءة التعليم وتدريب الشباب حيث توجد فرصة لدينا لرفع كفاءة الكوادر البشرية فنيا وتقنيا وتدريبها لتقديم مميزات مطلوبة أكثر مما يقدمه الروبوت، ثالثا جذب صناعة "الروبوت" نفسها إلى مصر ذلك على الرغم من أنها تواجه تحديات تتعلق بالخبرات لاسيما فى مجال امن المعلومات حيث يتلقى العاملين بهذا المجال عروض بمرتبات مغرية بالخارج.
وقالت أن الاهتمام بصناعة "التعهيد" لا يعتمد فقط على تقديم حوافز للشركات العالمية التى تستثمر بمصر فقط، فالأخيرة تأتى ايضا لتسويق منتجاتها إلى جانب تكلفة أقل للصناعات التى تديرها، مقابل ايضا ما يمكن أن تقدمه للبلاد ايضا لذا يجب العمل على أكثر من محور للمحافظة على هذه الصناعة.
وتتسابق كبرى شركات التكنولوجيا فى العالم فى تطوير الربوت الذكى لمختلف الاستخدامات أو تطوير تقنيات مذهلة تحاكى البشر، وتم عرض الكثير منها فى المعارض الدولية مثل جيتكس والمؤتمر العالمى للهواتف الذكية وغيرها.
ففى مصر طور مجموعة من الشباب بدعم، منصة روبوتات للرد الآلى المعروفة باسم "شات بوت" تدعم اللغة العربية لأول مرة بالشرق الأوسط، تعتمد على خاصية الذكاء الاصطناعى وتعمل المنصة بشكل أكبر عبر خدمات التراسل مثل فيسبوك ماسينجر، وسكايب وتليجرام وغيرها من التطبيقات عدا "واتس اب" وفقا لما أكده محمد نبيل احد مطورى السوفت وير فى مقابلة خاصة فى فبراير الماضى.
وأوضح نبيل فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن هذه المنصة يمكنها محاكاة البشر عبر خدمات الكول سنتر سواء عبر شركات المحمول أو المطاعم من خلال طلب "الاوردرات" وغيرها كمثال، وذلك بحسب التدريب والتطوير الذى يتم تقديمه عبر الشات فهو سوفت وير ذكى يمكنه تلقى الأوامر وتحليلها وتقديم الخدمة.
وقال أن الشركة المطورة للتطبيق تستهدف السوق الخليجى فى المقام الأول كما بدأت مناقشات مع حكومة دبى بشان تفعيل الخدمة ببعض قطاعات، لافتا أن عدد موظفى الشركة المطورة للمنصة نحو 13 موظفا وخلال شهرين سيصل إلى نحو 25 موظفا. وأشار إلى أن هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" قدمت الدعم المالى والفنى وتوفير البرامج والأجهزة اللازمة لتطوير الفكرة.