أكد المهندس هانى سالم سنبل الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، أن لدى الرئيس عبد الفتاح السيسى رؤية جادة لمستقبل مصر من أجل تحقيق أهداف التنمية فيها.
وقال سنبل - فى حوار بالفيديو مع وكالة أنباء الشرق الأوسط فى مدينة واجادوجو عاصمة جمهورية بوركينا فاسو على هامش انعقاد مؤتمر "إعادة وسم أفريقيا" - إن هذا ما نلمسه من الرئيس منذ توليه رئاسة مصر، ويتمثل ذلك فى اهتمامه بكل ما يتعلق بالتنمية فى مصر من خلال المشروعات العملاقة التى نشهدها مثل مشروع قناة السويس الجديدة - ولمجموعة البنك الإسلامى للتنمية دور به، أو غيره من المشروعات الكبرى الأخرى.
وأضاف أن مصر حباها الله تعالى بالكثير من المميزات، ليس فقط الموقع الجغرافى والاستراتيجى، وإنما أيضا كونها عمق العالمين العربى والإسلامى ولديها الكثير من الإمكانات لكى تعود لما كانت عليه فى السابق.
وأوضح أن مصر تجاوزت الظروف الصعبة التى مرت بها، وأن هناك إصلاحات تتحقق سواء على المستويين الإدارى أو المالى، مشيدا بتوجيهات الرئيس السيسى للوزارات فى الحكومة لتحقيق الأهداف التنموية لمصر.
ونبه إلى أن وزارة الاستثمار والتعاون الدولى بمصر هى من الوزارات التى تدعو للفخر، منوها إلى أنه قام بزيارة مركز تسهيل المعاملات التجارية والاستثمارية، ووصفه بأنه مركز رائد وشاهد بعينه كيف تم تذليل كافة الإجراءات للمستثمرين الأجانب خلال فترات وجيزة تصل لساعات بعد أن كانت تستغرق شهورا.
ولفت أن هذه نقطة تزيد من جاذبية السوق المصرى أمام المستثمرين الأجانب، فضلا عن جدية التعامل مع هذه الملفات بتقديم خدمة الشباك الواحد . لافتا إلى أنه على علم بأن الكثير من المستثمرين فى منطقة الخليج العربى لديهم توجهات مستقبلية لزيادة استثماراتهم فى مصر أو بدء استثمارات بقطاعات قوية جديدة.
وأعرب عن تمنياته فى أن يزيد الاهتمام بقطاعات كانت تمتاز بها مصر فى السابق مثل صناعات النسيج والمرتبطة بالقطن المصرى الشهير عالميا عندما كانت كبرى الشركات فى هذا المجال مصرية وأجود أنواع القطن كان مصريا.
وتابع الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، إنه إذا عادت العجلة إلى ما كانت عليه ستحل الكثير من الأمور خاصة ما يتعلق بتوظيف الشباب ورفع الطاقة التصديرية لمصر فى الخارج، لأن القطن المصرى ما زال مطلوبا عالميا، مشيرا إلى استعداد المؤسسة لتوفير برامج لمثل هذا النوع المهم من المشروعات.
وأكد أن مصر دولة كبيرة وشريك أساسى مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة منذ نشأتها وحتى قبل ذلك فمصر من الدول المؤسسة لمجموعة البنك الإسلامى للتنمية ونعتز بشراكتنا معها.
وأشار إلى أن مصر هى كذلك من أكبر الدول المستفيدة من تمويلات المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، وكانت المؤسسة دائما مع مصر فى كل ما تحتاجه فى فترات سابقة ووصلنا الآن إلى حدود كبيرة جدا فى التمويل مع مصر نقترب من 5 .11 مليار دولار .
وأكمل أنه جاء إلى مصر قبل نحو شهر، وتم التوقيع آنذاك على اتفاقيات جديدة بقيمة 3 مليارات دولار أمريكى وما يميز هذه الاتفاقيات عن سابقاتها هو التنوع فى محفظة العمليات التى يمكن أن تمولها المؤسسة، حيث تتضمن قطاعا مهما مثل قطاع التموين وتوفير المواد الغذائية للشعب المصرى من خلال التمويل بمليار دولار ضمن هذه الاتفاقيات.
واستطرد أن هذا يضاف إلى العلاقات الاستراتيجية القديمة والمهمة مع الهيئة العامة للبترول بمصر ووزارة البترول وهى علاقات تزداد قوة، وتسعى المؤسسة إلى تعزيز جانب تنمية التجارة حتى تتمكن من مصر من توفير احتياجاتها المختلفة، لافتا إلى برنامج "She Trade" والخاص بالمرأة وبرامج تدريب الشباب فى مجالات التجارة والتصدير بالتعاون مع القطاع الخاص المصرى ومركز تدريب التجارة وهيئة تنمية الصادرات.
وحول انعقاد مؤتمر "إعادة وسم أفريقيا" فى جمهورية بوركينا فاسو، قال سنبل إن اختيار هذه الدولة لاستضافة المؤتمر فى أفريقيا للمرة الأولى بعد أن كان المؤتمر يعقد فى أوروبا من قبل جاء بسبب ما شهدته من اهتمام بالجوانب الاستثمارية مؤخرا، والرغبة فى إلقاء الضوء عن كثب على فرص الاستثمار الكبيرة فى القارة السمراء.
وأوضح أن الهدف من المؤتمر هو جذب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى القارة الأفريقية وما تشهده من نشاط اقتصادى واستثمارى، لافتا إلى اهتمام مجموعة البنك الإسلامى للتنمية وبالأخص المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة بالقارة وتمويل مشروعات التجارة بها.
وأشار إلى حصول المؤسسة قبل أيام على جائزة دولية فى التمويل الإسلامى فى حفل أقيم فى العاصمة البوسنية سراييفو بحضور عدد من رؤساء الدول والشخصيات العالمية الفاعلة فى الاقتصاد الإسلامى، منوها إلى أن المؤسسة لديها نموذج فريد فى مجال تمويل التجارة، واستمر البنك الإسلامى للتنمية يقوم بهذا الدور حتى أنشئت المؤسسة فى عام 2008 بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وأكد أن المؤسسة لا تقوم فقط بالتمويل وإنما بتعزيز القدرات التنافسية للدول والولوج إلى الأسواق العالمية بشكل كبير، ولديها العديد من المبادرات بما يجعلها الوحيدة فى العالم الإسلامى التى تقدم مثل هذا النوع من التمويل، كما أن حجم تمويل المؤسسة يفوق 70 مليار دولار أمريكى وهو تمويل مباشر من خلال استخدام أدوات متفقة مع الشريعة الإسلامية.
ولفت إلى أنه رغم مرور 10 سنوات على إنشاء المؤسسة لكنها تطمح إلى تقديم المزيد من الإنجازات سواء من حيث عدد العمليات التى حققتها فى الدول الإسلامية وخصوصا فى أفريقيا، وعززت من أسواق الدول الأعضاء وحتى لغير الأعضاء، ولديها شركاء يثقون فى قدراتها، وأكبر دليل على ذلك التمويل الجماعى من خلال جمع 30 مليار دولار من الأسواق من مؤسسات وبنوك فى الدول الأعضاء وغير الأعضاء.
وأشار إلى البرامج الفريدة التى تقدمها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ومن بينها برنامج المساعدة من أجل التجارة للدول العربية وتقوده المؤسسة بالتعاون مع مؤسسات دولية عديدة واستفادت منه الكثير من الدول العربية ، وهناك طموح للبدء فى مرحلته الثانية قريبا ، بالإضافة إلى مبادرة مد الجسور العربية الأفريقية التجارية لتعزيز العلاقات بين الدول العربية والدول الأفريقية، وهى مبادرة مر عليها سنة لكن إنجازها أيضا كان كبيرا.