دعت مجلة إيكونوميست البريطانية أجهزة حماية سياسات المنافسة بضرورة دراسة الأضرار الواقعة على العاملين وتأثر فرص العمل المتاحة نتيجة الاندماجات بين الشركات المتنافسة فى الأسواق.
ونشرت المجلة المخاطر التى قد تنجم عن مثل تلك الاندماجات، والتى قدتؤدى إلى ظهور التكتلات الاقتصادية والشركات الاحتكارية مما يضعف من المنافسة ويتيح الفرصة للشركات الكبيرة فى التحكم فى الأسواق ورفع مستويات الأسعاربما يؤثر سلبًا على المستهلك من ناحية، بالإضافة إلى المخاطر الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن احتكارات سوق العمل، والتى تشكل تهديدًا على إعادة هيكلة العاملين والاستغناء عن البعض منهم مما يؤدى فى حالة انتشار هذه العمليات إلى تسريح العمالة وارتفاع مستويات البطالة فى المجتمع من ناحية أخرى، ويكون له العديد من الآأار السلبية على النشاط الاقتصادى والاجتماعي.
وذكرت المجلة الاقتصادية الأشهر، أن تلك الاندماجات لا تؤدى فقط إلى ارتفاع مستوى الأسعار وانخفاض كفاءة الإنتاج، ولكنهاقد تمكن الكيان المنشئ عن الاندماج منفرض شروط تعسفية على العاملين به ما كانت لتفرض فى إطار المنافسة الطبيعية بين الكيانات الاقتصادية، وتؤثر على قدرتهم فى الحصول على امتيازات أفضل من رب العمل وذلك فى ظل انعدام المنافسة.
يذكر أن جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصرى قد أبرز فى قراره الأخير فيما يتعلق باندماج شركتى أوبر وكريم، الأثار السلبية التى من شأنها الإضرار بسوق العمل ومدىتأثيرها على الطبقة الوسطى التى تعتمد على تلك الخدمة لتحسين مستوى معيشتها، وتعد أحد الركائز التى استند عليها القرار هو حماية استفادة العاملين بشكل كبير من المنافسة الحالية بين أوبر وكريم، وضمان توافر فرص العمل من خلال التوسع الاقتصادى ودخول شركات جديدة فى السوق.
وجاء هذا المقال تدعيمًا لأحدث المعايير والمبادئ التى يجب أن تنتهجها سلطات المنافسة عند تقييم أثر الاندماج فى الأسواق.