ترأس المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية الجلسة النقاشية والمائدة المستديرة للطاقة والتعدين فى مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى تحت عنوان "الاستثمار فى التنوع البيولوجى من أجل الشعوب والكوكب" الذى تنظمه مصر بمدينة شرم الشيخ فى اليوم الثانى للمؤتمر.
وأكد الوزير فى كلمته الافتتاحية خلال الجلسة التى شارك فيها وزير الأراضى والإسكان والبيئة بجمهورية سيراليون ووزير الثروة المعدنية بجمهورية جنوب افريقيا ووزير البيئة والطاقة بكوستاريكا ونائب وزير البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية كولومبيا والمدير التنفيذى للرابطة الدولية لصناعة البترول والحفاظ على البيئة.
وأكد الوزير أن الدولة تولى اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع الطاقة والتعدين لإسهامه فى زيادة التنمية الاقتصادية وذلك بالتوازى مع اهتمامها بالحفاظ على التنوع البيولوجى القائم والذى يمثل أحد الثروات والموارد الطبيعية المتوافرة ، مشيراً إلى أن مصر تأتى ضمن الدول الأكثر اهتماماً بالحفاظ على التنوع البيولوجى والموارد الطبيعية فى ظل ماتحظى به من تنوع بيولوجى فريد يساهم فى اقتصادها نتيجة كونها موطناً لمجموعة واسعة من النظم البيئية والحياة الأرضية والمائية التى تعود الى ملايين السنين وتشمل العديد من النباتات والكائنات الحية والدقيقة والانواع الحيوانية.
وأشار الوزير إلى أن قطاع الطاقة والتعدين يشتمل على العديد من الأنشطة الاقتصادية وعلى مساهمات هذا القطاع فيما يتعلق بإنتاج الطاقة أو توفير المنتجات البترولية والتعدينية وذلك لمواجهة النمو المضطرد فى عدد السكان وتنامى الاقتصاد العالمى الذى يتزامن مع زيادة الطلب إلا أنه على جانب آخر فإن هناك تاثيرات مباشرة وغير مباشرة على التنوع البيولوجى وتتمثل فى التغيرات فى نوعية المياه وتدفقها وانقراض أنواع من البيئات الطبيعية وهجرة بعض الأنواع بالإضافة إلى التأثيرات الكبيرة الخاصة للتخلص من المخلفات ونقلها وما قد تحتويه من مواد ضارة.
وأشار الملا إلى أن التأثيرات على التنوع البيولوجى يمكن أن تكون أيضا مرتبطة بالهجرة الداخلية للسكان نحو مناطق مشروعات انتاج الطاقة والتعدين.
وأكد أنه من الضرورى دراسة تأثير ذلك على التنوع البيولوجى خلال كافة مراحل عملية انتاج الطاقة والتعدين من أجل الحفاظ على عدم الإخلال بالتوازن الطبيعى بين مكونات التنوع البيولوجى والحفاظ على استمرار الخدمات والسلع التى تقدمها الأنظمة البيئية.
وأشار الوزير إلى أن مصر تتمتع بتنوع بيولوجى فريد يساهم فى اقتصادها وذلك نتيجة موقعها الجغرافى والديموجرافى ، حيث تعد مصر موطناً لمجموعة واسعة من النظم البيئية والحياة البرية والمائية التى تعود لملايين السنين ، وأنها من الدول التى تولى اهتماماً واسعاً فى الحفاظ على التنوع البيولوجى والموارد الطبيعية والتراث ومن هذا المنطلق تم وضع استراتيجيات متطورة لقطاع الطاقة لتوفير التكنولوجيا الحديثة لتعظيم دور القطاع فى التنمية الاقتصادية بما لايؤثر على البيئة المحيطة والأخذ فى الاعتبار الاحتفاظ بالتنوع البيولوجى الذى يمثل أحد الثروات والموارد المتوفرة بمصر.
وذكر الوزير مثالاً يعد نموذجاً لتطبيق ذلك فى مشروع تنمية حقل ظهر حيث تم اتباع كافة المعايير المحلية والدولية للحفاظ على التنوع البيولوجى وتم انشاء نموذج لإدارة خدمات التنوع البيولوجى والنظم الأيكولوجية.
وأشار الملا إلى أنه لازال هناك الكثير من التحديات فى هذا المجال التى يمكن التغلب عليها من خلال تحديد الإمكانيات والفرص المتاحة وإشراك كافة فئات المجتمع والرأى العام ومتخذى القرار لضمان تحقيق هذا الهدف المنشود .
وتم خلال الجلسة استعراض عدد من العروض التقديمية من عدة دول مختلفة ومنظمات حول أفضل سبل تعميم التنوع البيولوجى فى قطاع الطاقة والتعدين وآراء المشاركين فى الجلسة النقاشية حول أهمية التنوع البيولوجى ودمجه فى قطاع الطاقة والتعدين.