أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية أن الدولة تقوم حالياً بتطوير برنامج الشراكة مع القطاع الخاصPPP في مشروعات البنية الأساسية والمرافق والخدمات العامة وذلك بهدف التوسع في مشروعات البنية الأساسية لتغطية الفجوة بين البنية المتاحة والمستهدفة والتوسع العمراني الجاري من مدن جديدة، بالإضافة إلي رفع أعباء التمويل عن الموازنة العامة للدولة وتقديم مستوى أعلى من الخدمة للمواطنين وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلي جانب التحول التدريجى لدور الدولة من مقدم الخدمة الوحيد إلى منظم ومراقب الخدمة المقدمة للمواطنين.
وجاء ذلك خلال كلمة وزير المالية اليوم "الثلاثاء" فى ورشة عمل نظمتها وزارة المالية للتعرف بنظام الشراكة مع القطاع الخاص PPP وعرض بعض التجارب الدولية في هذا الشأن بحضور الدكتور هشام عرفات وزير النقل والسير جيفرى آدامز السفير البريطانى فى مصر والسير جيفري دونالدسون المبعوث التجاري البريطاني والمهندس عاطر حنورة رئيس وحدة الشراكة مع القطاع الخاص بوزارة المالية.
وأضاف الوزير أن برامج مشاركة القطاع الخاص PPP في مشروعات البنية الأساسية والمرافق والخدمات العامة تحظي حالياً بدعم سياسى وتعاون كبير بين الوزارات المعنية لتعزيز والتوسع في برنامج المشاركة.
وأشار الدكتور معيط إلي أن وزارة المالية تعكف حالياً على إعداد مشروع قانون لتعديل بعض مواد قانون المشاركة مع القطاع الخاص PPP رقم 67 لسنة 2010 التي من شأنها إختصار مدة الطرح والتعاقد إلي جانب إدخال أليات جديدة للتعاقد مثل مبادرات القطاع الخاص Unsolicited Bids والتعاقد المباشر.
وأوضح وزير المالية أنه في إطار التعاون بين الوزارات المعنية تم تشكيل لجنة دائمة من وزارة المالية (الوحدة المركزية للمشاركة) ووزارة التخطيط لفحص ودراسة المشروعات المقدمة من الوزارات لإختيار المشروعات القابلة للطرح بنظام المشاركة PPPوخلق خطة لطرح تلك المشروعات Pipe line ووضع هذه المشروعات على خريطة الإستثمار، مؤكدا أن البنك المركزى المصرى يدعم بقوة اتجاه الدولة في تطوير والتوسع في نظام المشاركة مع القطاع الخاص من خلال تعزيز دور البنوك المصرية في أليات التمويل طويل الأجل للمشروعات.
وأضاف الوزير أنه في إطار تطوير وتفعيل برنامج المشاركة القطاع الخاص تسعى الحكومة في الإستفادة من التجارب الدولية الناجحة والخبرات الدولية في هذا المضمار من خلال التعاون مع شركاء النجاح مثل المؤسسات الدولية EBRD,IFC, EIBالنبك الأفريقي للتنمية وتجارب الدول العريقة فى نظم ال PPP وعلى رأسها المملكة المتحدة، وذلك من خلال برامج الدعم الفني ببناء القدرات ودراسات الجدوى للمشروعات ودراسة توزيع المخاطر للوصول إلى هيكلة مناسبة للمشروعات تحقق أهداف الدولة وتكون جاذبة للمستثمرين وكذلك البنوك ومؤسسات التمويل.
وأكد الوزير أن مصر لديها خطة طموحة للتنمية وتسعى بكل جهد الى تحسين معيشة المواطنين ولذا يجب أن يكون لدينا معدل نمو لا يقل عن 7%، مشيرا إلى أنه تم تحقيق معدل نمو فى العام المالى 2017/2018 بلغ 5.3% واستمر معدل نمو فى الربع الأول من العام المالى الحالى 2018/2019 بنفس النسبة 5.3% ونطمح أن البيان المالى لعام 2019/2020 يتجاوز معدل النمو 6%.
وأوضح الوزير أن الزيادة السكانية تحدى كبير لما تمثله من عقبة كبيرة وهو ما يضع الدولة تحت ضغوطات كبيرة، بالإضافة إلى تحدى آخر وهو توفير فرص عمل حقيقة، حيث أن لدينا ما يقرب من 800 ألف إلى مليون شاب وفتاة سنويا يحتاجون إلى فرصة عمل بالإضافة إلى تحديات زيادة معدلات الإنتاج وزيادة الصادرات وتحسين البنية التحتية وزيادة معدلات النمو والتى تحتاج إلى تمويل واستثمارات ضخمة ولن تأتى إلا بمشاركة القطاع الخاص مع الدولة.
وأضاف الوزير أن الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى عقدت عدة اجتماعات الفترة الماضية لبحث ملفات الشراكة مع القطاع الخاص وأن الاجتماع القادم للحكومة سيتضمن ضمن الملفات المطروحة دور الشراكة مع القطاع الخاص، حيث سيتم طرح مسألة إنشاء 54 مدرسة ومبنى لجامعة عين شمس والميناء الجاف بمدينة السادس من أكتوبر، حيث تمت الموافقة عليهم من اللجنة العليا للشراكة مع القطاع الخاص مؤكدا أن الحكومة لديها قناعة تامة أن القطاع الخاص هو الذى يحقق طموح الدولة والشعب ولدينا هدف استراتيجى وهو تنشيط القطاع الخاص وأن شركائنا فى التنمية من الجانب البريطانى فى مجال الشراكة مع القطاع الخاص PPP تستطيع مساعدة مصر، حيث بدأنا منذ عدة سنوات فى هذا المسار ولم نحقق المأمول فيه.
ومن جانبه قال المهندس عاطر حنورة رئيس وحدة الشراكة مع القطاع الخاص بوزارة المالية إن هذه الورشة تعد خطوة من مجموعة خطوات لتعريف قيادات الجهاز الإدارى للدولة والمشاركين بورش العمل على بعض التجارب الدولية والإقليمية وبناء قاعدة المعرفة بنظم وآليات مشاركة القطاع الخاص PPP والذى تدعمه الدولة وتتجه للتوسع فيه ووضع حلول من جانب وزارة المالية فى هذا الشأن إلى جانب التعرف على الآليات والبنية التحتية وادخال التعديلات على مشروع القانون وهذا ما نتوقعه من مخرجات لورشة العمل حيث تعد مصر من الدول الرائدة في المنطقة العربية وافريقيا في تطبيق نظام المشاركة مع القطاع الخاص ولديها من الخبرات التي تؤهلها للتوسع في مشروعات ناجحة في مشاركة القطاع الخاص، كما لديها نظام تشريعى ينظم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات البنية الأساسية والمرافق العامة أشادت به الدوائر الدولية والخبراء والمستثمرين.
ومن جانبه أكد جيفري دونالدسون المبعوث التجاري البريطاني أن بريطانيا تحرص على تطوير نظام تمويل الشراكة بين القطاعين العام والخاص فى مصر ومساعدة مصر فى إحراز تقدم فى هذا الشأن، مضيفا أن المملكة المتحدة حريصة على توفير فرص التمويل للشركات المصرية، والمساعدة الفنية لوزارة المالية وبناء القدرات للكوادر المصرية باعتبار مصر أحد شركاء التنمية ومن الدول الرائدة في العالم العربي، لافتا إلى قدرة الاقتصاد المصري على استعادة تعافيه خلال فترة وجيزة برغم ما مرت به من أزمات وهو ما أثمر عنه برنامج الإصلاح الاقتصادي من مؤشرات إيجابية خلال الفترة الماضية.
كما أشار إلى حرص الحكومة البريطانية علي التعاون مع وزارة المالية وكافة الوزرات الأخرى فى كافة المجالات لتقديم سبل الدعم والتمويل اللازم للمشروعات المختلفة في مجال البنيه التحتية.
كما أوضح دونالدسون اهتمام الشركاء البريطانيين بتقديم ضمانات لعدد من المشروعات العملاقة بمصر والتي تقوم علي نظام المشاركة مع القطاع الخاص واستغلال الفرص الفضلى لزيادة حجم الاستثمارات البريطانية وذلك في إطار التعاون مع الحكومة المصرية.
وأوضح السير جيفري أدامز السفير البريطانى بالقاهرة أن مجالات العمل وتبادل ومشاركة الخبرات مع الجانب المصري ستتناول بحث كافة التحديات والعقبات التي قد تواجه مشروعات الشراكة في مصر، حيث أثنى أدامز على جهود الدكتور معيط وزير المالية خلال جولته التى قام بها مؤخرا للعاصمة البريطانية (لندن) والتى شهدت عدة لقاءات مع عدد من الشركات البريطانية ورجال الأعمال تناولت جوانب التعاون بين البلدين وفرص الاستثمار المباشر وتشجيع مناخ الاستثمار .
كما أكد آدامز على حرص بلاده على الزيارات الدورية واللقاءات الثنائية بين البلدين، لافتا إلى أن زيارة المبعوث التجاري البريطاني لمصر السير دونالدوسون حاليا تعد الزيارة التاسعة له لمصر وهو ما يدل على حرص الحكومة البريطانية لدعم مصر فى المضى بخطى ثابتة نحو الإصلاح والتنمية واستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية بمصر باعتبارها مركزا للريادة بمنطقة الشرق الأوسط.