شارك اليوم المهندس محمد زكى السويدى رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية كأول جهة مصرية تنضم إلى التحالف من أفريقيا والعالم العربى فى اجتماع "تحالف الأعمال العالمي" المنعقد فى نيودلهى بالهند.
وفى كلمته عبر السويدى عن سعادته ببدء العام الجديد من خلال الانضمام إلى تحالف قوى مثل "تحالف الأعمال العالمي"، حيث ثبت أن مثل هذه الشراكات تعد واحدة من أقوى أدوات الأعمال للتعامل مع الأسواق والتقنيات سريعة التغير، والتى يجب أن تُفهم على أنها فرص للقيادة ووسيلة للتوسع وتبادل الأفكار والأعمال ".
واستعراض السويدى تطور الأوضاع فى مصر، فأشار إلى مرور مصر خلال الأعوام الماضية بثورتين كان لهما تأثير كبير على الدولة بشكل عام وعلى الاقتصاد المصرى بشكل خاص، الأمر الذى أدى بمصر إلى الدخول فى تحدى لبناء وطن واقتصاد جديدين، مما تطلب العديد من القرارات الحاسمة فبدأت الدولة فى تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادى جاد تمثل فى مشروعات بنية تحتية كبيرة فى صورة بناء طرق ومناطق اقتصادية ضخمة مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتى تمثل عهداً جديداً فى مجالى الصناعة والخدمات اللوجستية، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة و المدن الصناعية والسكنية الجديدة فى عدد كبير من المحافظات والسواحل المصرية، وكذلك تقليص الدعم على بعض الخدمات والسلع مثل الكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى التوسع فى بناء محطات للكهرباء والطاقة اللازمة للاستخدامات المنزلية والصناعية ومشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، وأعدت منظومة جديدة للتأمين الصحى والتى تهدف جميعها إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن المصري.
وأضاف السويدى، أن مصر قامت أيضا بعملية إصلاح تشريعى فأصدرت العديد من التشريعات مثل قانون الإستثمار الجديد وتبسيط إجراءات تسجيل المنشآت والشركات، كما بدأت فى التحول نحو اقتصاد غير نقدى واتبعت سياسات مالية جرئية بدءاً بتعويم سعر صرف الجنيه المصرى مقابل العملة الأجنبية، مما أدى إلى تحسن كبير فى كافة المؤشرات ولاسيما تلك التى أعلن عنها صندوق النقد الدولى فى تقاريره الدورية التى تشير إلى تعافى الاقتصاد المصرى، مذكرا بأنه فى عام 2012 كان الاحتياطى النقدى حوالى 16 مليار دولار والآن أصبح أكثر من 42 مليارا، بالإضافة إلى تزامن ذلك مع عمليات كشفية كبيرة للغاز الطبيعى فى مصر.
ووجه رئيس اتحاد الصناعات المصرية، إلى أن مصر لايزال أمامها تحديات تحظى باهتمام بالغ من الحكومة و من رجال الأعمال والصناعيين مثل تطوير منظومتى الجمارك والضرائب وميكنتهما لتواكبا أفضل النظم العالمية، وكذلك تطوير منظومة التعليم الفنى والتدريب المهنى حتى تصبح ملبية لاحتياجات سوق العمل وللنهوض بمستوى الجودة و لتشجيع الدارسين على الالتحاق بمؤسسات التعليم الفنى والتدريب المهني، هذا بالإضافة إلى ضرورة الاستمرار فى الإجراءات التى تحد من البيروقراطية والتضارب فى الإجراءات لخلق بيئة أعمال مواتية، وكذلك النهوض بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بما يحقق فرص عمل لمجتمع شاب حيث يمثل الشباب فى مصر نسبة 40% من تعدادها مما يمثل فرصة وتحدى فى ذات الوقت.
واختتم المهندس محمد السويدى كلمته بقوله: "إننا كأصحاب أعمال ننظر لما يحدث فى مصر بتفاؤل ويمكننا القول أننا قد بدأنا طريقنا نحو الإصلاح – وهو ما يؤكد أننا سنصل إلى ما نهدف إليه من خلال الحوار الهادئ والمتواصل بين الحكومة ومجتمع الأعمال والقائم على المكاشفة وتحمل كل طرف لواجباته وما ينبغى أن يقوم به".
جدير بالذكر، أن"تحالف الأعمال العالمي" كان قد أعلن عن انضمام اتحاد الصناعات المصرية وعلق ديتر كمبف رئيس التحالف على ذلك قائلا: "يسعدنا أن نرحب باتحاد الصناعات المصرية فى الوقت الذى نركز فيه على ثلاث أولويات أساسية هي: كفاءة استخدام الموارد والتجارة والرقمنة ، ونتطلع إلى إقامة حوار مفيد مع الحكومات لتعزيز سياسات النمو الشامل والتنافسية.