منجم أبو طرطور للفوسفات أو كما يطلق عليه العمال المنجم "الأثر" هذا المشروع الضخم أكبر دليل على ترهل الحكومات المتعاقبة على مدار 40 عاما وعلى الفساد الذى شهده المشروع، وهو مدينة تحت سطح الجبل تصل طولها 44 كيلو متر .
وقال عبد الرحمن أحمد رئيس الشركة المصرية للتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، أن المنجم تم إغلاقه 2005 بسبب ارتفاع التكاليف، موضحًا أن تكلفة استخراج طن الفوسفات كانت تصل 3000 جنيه، فى حين كان سعر فى الأسواق 40 جنيها، مما أدى إلى عدم بيعه
وأرجع أحمد لـ"انفراد " ارتفاع التكاليف إلى أن الحفر تحت سطح الجبل يحتاج إلى تدعيم الجبل بدعامات حديدية وكل ما يتم التعمق يحتاج إلى دعامات أكثر قوة لتأمين المعدات والعمال وهذه الدعامات كان يتم استيرادها من روسيا.
وأكد رئيس الشركة المصرية للتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، على أن المشروع تعثر بعد تفكك الاتحاد السوفيتى وكانت من أحد أسباب فشل أبو طرطور،لافتا إلى ان بنود الاتفاقية كانت تنص على إنتاج 7 ملايين طن فوسفات سنويا نصيب روسيا 6 ملايين طن مقابل توريد المعدات مجانا.
وأشار أحمد، إلى أنه بعد تفكك الاتحاد السوفيتى لم تستطيع روسيا تنفيذ بنود الاتفاق، وتم تعديلها إلى 4 ملايين ثم 2 مليون طن، ولم تسطع أيضا تنفيذها،مما أدى إلى اتجهنا للبنك الدولى وتم استيراد معدات 90 مليون جنيه استرالينى من شركة جوى الإنجليزية
وأكد رئيس الشركة المصرية للتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، على أن أخر مسمار فى نعش منجم أبو طرطور وكانت سبب انهيار المشروع هو فساد شركة جوى لخدعها لنا فى المعدات بحيث كانت معدات خاصة بإنتاج الفحم وليس الفوسفات.
وأضاف أحمد، أنه اكتشاف خداع شركة جوى الإنجليزية اتجهنا إلى التحكيم الدولى، ووقتها طلبت "جوى" التفاوض معنا وتم الحصول على تعويض 3.5 مليون جنيه استرالينى، وتم عرض المعدات على المستثمرين ولم نجد من يشتريها إلى الآن .
وكشف رئيس الشركة المصرية للتسويق الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، عن أن المشروع تعرض لعملية فساد كبيرة نظرا لأن كل العالم فى ذلك الوقت كان يتجه إلى علق المناجم تحت سطح الجبل والاستخراج يكون من على السطح.
وفى عام 1971، بدأت فكرة مشروع فوسفات أبو طرطور، وتم حفر بئر استكشافى بهضبة أبو طرطور وأسفرت الأبحاث فى المنطقة إلى التوصل لوجود كميات كبيرة من الطفلة الزيتية المستخدمة فى إنتاج البترول مع خامات أخرى اقتصادية كالحجر الجيرى والكلوكونايت وكبريتيد الحديد، فضلًا عن الفوسفات،وقد بلغت التكلفة نحو 6.2 مليار جنيه، فى حين بلغت التكلفة الرأسمالية للمشروع الصناعى والمنجم نحو 2550 مليون جنيه والفوائد نحو 2019 مليون جنيه.
وفى 1974 تم إسناد مشروع المنجم إلى خبراء من الاتحاد السوفييتى السابق لكن بعد تفك الاتحاد السوفيتى،أصبحت موسكو عاجزة على تطوير المنجم ووضعه على طريق الإنتاج.
و تضمن التصميم الأساسى لمشروع فوسفات أبو طرطور إنشاء منجم ينتج 4.5 مليون طن من الخام الأولى سنويًا، وإنشاء مصنع لتركيز ومعالجة الخام ينتج 2.2 مليون طن ركاز فى السنة على مرحلتين، ويخدم هذا المشروع الصناعى مجموعة من المشروعات والأعمال التكميلية عمليات الإنتاج والتصدير