يدرس الملياردير المصرى نجيب ساويرس، عددًا من الفرص الاسثمارية فى قطاع التصنيع الزراعى والغذائى بمصر، منها مصنع لإنتاج مشتقات التمور وتشمل السكر السائل، ومصنع لإنتاج مشتقات الطماطم وتشمل الزيوت الطبية، ومصنع لإستخراج مشتقات النباتات العطرية ومصنع لإنتاج العصائر ومنتجات الألبان ومصنع لإنتاج منتجات غذائية خفيفة، بحسب بيان لشركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، والذى يرأس مجلس إدارتها، وسوف تعلن الشركة عن تفاصيل تلك المشروعات فور الإنتهاء من دراستها.
وقالت الشركة، فى بيان اليوم الأربعاء، إنه منذ انقسام الشركة عن شركة أوراسكوم تيلكوم القابضة فى عام 2011، عكفت إدارة الشركة على دراسة بدائل لاستراتيجيتها الاستثمارية، إلا أن المناخ الاستثمارى حينها لم يكن مشجعًا للدخول فى قطاعات أخرى أو جديدة، وعليه تخارجت الشركة من استثمارتها الأساسية فى مجال الاتصالات وقامت بتوزيع أرباح استثنائية على مساهميها على مدار السنوات السابقة بلغت 7.4 مليار جنيه تقريبًا.
وأضافت أنه مع إستقرار المناخ الاستثمارى فى مصر، ونظرًا للخبرة الواسعة لإدارة الشركة وإستكمالًا لإنجازاتها السابقة فى الاستثمار فى أكثر من 20 دولة مختلفة وخلق أكثر من 30 ألف فرصة عمل مما حقق أرباحًا لجميع مساهمى الشركة على مر السنوات، قررت الشركة مراجعة سياستها الاستثمارية وإستراتيجيتها نظرًا لوجود فرص هائلة للنمو فى مجالات مختلفة بالدخول فى 5 قطاعات جديدة أولها قطاع الخدمات المالية، والذى قامت فيه الشركة بالإستحواذ على شركة بلتون بسعر بلغ حينها 4 جنيه للسهم والذى إرتفع إلى 16 جنيه للسهم خلال الخمسة أشهر التالية للإستحواذ.
وتابعت كما قامت الشركة خلال الثلاث سنوات السابقة بالإستحواذ على شركة أربا جريسون الأمريكية من خلال شركة بلتون وأنشأت شركة ريزا كابيتال بالبرازيل، وأخيرًا استحوذت على 30% من أسهم شركة ثروة كابيتال والتى تعد أكبر شركة فى تقديم خدمات التمويل الاستهلاكى والحلول التمويلية المتطورة فى مصر والتى نمت بمعدل حوالى 50% فى عام 2018 لتحقق صافى ربح يقدر بـ 283 مليون جنيه.
واستطردت ومع بداية عام 2017، بدأت الشركة فى دراسة عدة فرص استثمارية فى قطاع التصنيع الزراعى والغذائى فى مصر وأفريقيا، حيث ترى إدارة الشركة أنه قطاعًا واعدًا لأسباب كثيرة منها انخفاض تكلفة العمالة النسبى ووفرة الأيدى العاملة المدربة فى السوق المصرية، وموقع مصر الجغرافى الإستراتيجى الذى يمكنها من الوصول إلى أسواق كبيرة وقريبة، كما تشير توقعات البنك الدولى إلى نمو سوق الأغذية المحلى فى أفريقيا خلال السنوات القادمة بمعدلات كبيرة، بالإضافة إلى إستمرار نمو السوق المصرى فى ضوء الزيادة السكانية وتحسن الناتج القومى المحلى ودخول مصر فى عدة اتفاقيات دولية مع الدول المجاورة مما يمنحها مميزات تنافسية لتصدير منتجاتها.
وأشارت إلى أن أوراسكوم تهدف الاستفادة من الانخفاض النسبى فى تكاليف الإنتاج فى مصر، خاصةً بعد خفض معدل صرف الجنيه المصرى مؤخرًا، وذلك بالإنتاج المحلى لمنتجات غذائية بنفس جودة ومعايير المنتجات الأوروبية والأمريكية وبأسعار تنافسية، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية عالية الجودة فى مصر والتصدير للأسواق الأفريقية والأسواق الناشئة الأخرى والتى تعتمد فى الوقت الحالى على المنتجات المستوردة.
وأضافت نظرًا لاعتماد قطاع الصناعات الزراعية بشكل أساسى على الخدمات اللوجستية، فإن الشركة خططت خلال الفترة السابقة لبناء منصة لوجستية على مستوى الجمهورية من أجل خلق ذراع قوى للتوزيع والتجارة والذى من شأنه تعظيم هامش الربح لقطاع الصناعات الزراعية الذى تنوى الشركة الاستثمار به وكذلك توفير هذه الخدمات للغير، علمًا بأن خدمات النقل والتخزين المتوفرة حاليًا فى السوق المصرى تحتاج إلى الكثير من التطوير وتفتقر لمعايير الجودة والأداء.
جاء ذلك البيان ردًا على إعلان مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة برئاسة المهندس نجيب ساويرس، اعتماد تقرير المستشار المالى المستقل وهى شركة بى.دى.أو للاستشارات المالية، عن القيمة العادلة لأسهم رأس مال شركة النيل للسكر بسعر 2.84 جنيه للسهم بقيمة إجمالية 3.761 مليار جنيه، ووافق المجلس، على الاستحواذ على كامل أسهم الشركة بقيمة 3.591 مليار جنيه، بالإضافة إلى سداد قروض المساهمين الحاليين بمبلغ 70 مليون جنيه، وأثار هذا القرار ضجة فى سوق المال المصرى، وهبط بعدها سهم الشركة لمدة 3 جلسات متتالية لأكثر من 10%.