قالت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري إن رؤية مصر 2030 تقوم بشكل أساسي علي المشاركة مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى، موضحة أن مبادرة إطلاق صندوق الاستثمار القومى الخيري للتعليم تعد بداية وخطوة جيدة نحو تطوير العملية التعليمية.
وأشارت الوزارة إلى أن تطوير التعليم هو أساس تقدم الدول مثل سنغافورة وغيرها من الدول التى وجهت استثماراتها وجهودها إلى تطوير التعليم الذى يعد من أهم أولويات الدولة المصرية، وأن نتاج هذه العملية التعليمية سوف نراه فى شباب مبدع ومبتكر يضيف إلى وطنه ويساهم فى رسم مستقبل أفضل للبلاد.
ومن جانبه قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى إن صندوق الاستثمار القومى الخيري للتعليم يعد نقطة فارقة فى مسيرة التعليم المصري، مشيرًا إلى أن معظم جامعات العالم لديها هذا النوع من الوقف الذى يستخدم فى دعم العملية التعليمية، وأن هدف هذا الوقف هو تكملة الموازنات الحكومية بمصادر تمويل آخرى من أجل الاستمرار فى التطوير وتحسين المحتوى والاهتمام بالعنصر البشرى المتمثل في المدرسين والإداريين بالإضافة إلى حل مشاكل الفصول والكثافات وتوفير بيئة لتعليم جيد.
وأشار محمود منتصر، الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار القومى إلى أنه نبعت فكرة إنشاء صندوق خيري للتعليم يتم الصرف من خلاله من واقع وثائق استثمار يتم صرف العائد منها على التعليم بمشتملاته، بدايًة من تطوير المحتوى التعليمى نفسه ثم المعلمين والمنشآت والأجهزة والمعدات التى تستخدم فى العملية التعليمية، موضحًا أن الغرض من الصندوق هو تبنى رؤية تنهض بالتعليم فى مصر، وأنه خلال 2020 سوف ينطلق المشروع وستصدر الوثائق الخاصة به.
كما أوضح الدكتور أحمد عكاشة، عضو المجلس الرئاسي الاستشاري لكبار علماء مصر أن كل الدول التى نهضت قامت بالاستثمار فى التعليم، مشيرًا إلى أهمية معرفة ما سيحدث خلال السنوات القادمة وأن يكون هناك استدامة فى التمويل والتى تأتى بمساهمة رجال الأعمال والمؤسسات المختلفة فى مثل تلك المشروعات.
وقالت الدكتورة داليا عبد القادر، رئيس لجنة التنمية المستدامة باتحاد بنوك مصر إن التعليم يعد الدافع الأساسي لأى استراتيجية نمو، كما تعد أهمية التعليم هى الشيء الذى لا يختلف عليه أى شخص، وأضاف الدكتور رؤوف غبور، رئيس مجلس إدارة شركة جى بي أوتو أن أهم ما يمكن أن يساهم فى رسم مستقبل مصر هو بناء الإنسان وجودة التعليم للأجيال القادمة، كما أشارت الدكتورة سلمى البكري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم أولًا إلى أن فكرة الوقف الخيري للتعليم تتعامل ليس فقط مع المدرس والطالب وولى الأمر إلا أنها تتعامل كذلك مع المشكلة الرئيسة التى يشعر بها ولى الأمر، وأن هذا الوقف سيكون من أهم المشروعات فى الفترة القادمة.
وأكد المهندس صادق السويدى، رئيس مجلس إدارة مجموعة السويدى أنه لا تستطيع أى دولة أن تنهض دون تطوير والاستثمار فى التعليم، مشيدًا بفكرة الوقف الخيري للتعليم الذي سيكون بمثابة نواة لمساهمة المجتمع فى المشاركة فى بناء الدولة من الناحية التعليمية.
وجاءت التصريحات على هامش إطلاق صندوق الاستثمار القومى الخيري للتعليم من أجل دعم وتطوير المنظومة التعليمية في مصر.
وكانت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري قد شهدت خلال مايو الماضي انعقاد الاجتماع التأسيسي الأول لمجلس إدارة صندوق الاستثمار القومي الخيري للتعليم، حيث ناقش الاجتماع الهدف من إنشاء صندوق الاستثمار الخيري لدعم التعليم والذي يتمثل في إيجاد آلية لتوفير تمويل مستدام للمشاريع التعليمية، والارتقاء بمستوى التعليم والعمل على دعم الطلاب، بالإضافة إلى توفير خدمة تعليمية متميزة موجهة للمناطق المحرومة والأكثر احتياجًا، مع إدارة العمل الخيري والوقف بشكل مؤسسي واحترافي.
يُشار إلى أن وزارة الأوقاف المصرية تعتبر المساهم الرئيس في صندوق الاستثمار الخيري للتعليم، حيث بدأت في استثمار العوائد الكبيرة التي تحققها هيئة الأوقاف حاليًا في اتجاهات يستشعرها المواطن كبناء المزيد من المنازل، إلى جانب توجيه جزء من هذه العوائد إلى دعم الفئات الأولى بالرعاية، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تخصيص وقف للمساهمة في العملية التعليمية، على أن تخصص كامل الأرباح ليتم انفاقها بالكامل لدعم الأغراض التعليمية، وسيتم زيادة أموال الصندوق عبر إضافة مكتتبين له.