يسعى مستوردو النفط الآسيويون إلى شراء المزيد من الخام الثقيل من الشرق الأوسط هذا العام مع ارتفاع تكلفة الإمدادات القادمة من أمريكا اللاتينية قياسًا إلى الخامات الأخرى، فى حين أدت توقفات الموانئ والإنتاج إلى تعطيل صادرات فنزويلا وبيرو والبرازيل.
ورفع الطلب القوى على بدائل خامات أمريكا الجنوبية علاوات التسليم الفورى لخامات مثل البصرة الثقيل العراقى تحميل أبريل ومايو، فى حين يتطلع المشترون بشكل متزايد أيضًا إلى السعودية والكويت وإيران بحثًا عن نفط بجودة مماثلة.
يأتى التحول فى ظل ارتفاع أسعار النفط الأمريكى مقابل خامات القياس الإقليمية الأخرى أواخر العام الماضى، بعد أن رفعت واشنطن حظر تصدير الخام فى خطوة قد تساعد المنتجين فى الولايات المتحدة على تصريف فائض المعروض المحلى.
فى غضون ذلك أدت التوقفات المفاجئة بالموانئ وخطوط الأنابيب وأعمال الصيانة الضرورية بحقول النفط فى أنحاء أمريكا الجنوبية، إلى شح الصادرات من منطقة تضخ نحو 10% من النفط العالمى.
وقال توشار بانسال المحلل فى اف.جي.إى "هذا الوضع يتركز فى فنزويلا، حيث أدى توقف ميناء رئيسى إلى فقد 300 ألف برميل يوميًا من صادرات الخام."
وقال بانسال، إن إنتاج فنزويلا قد يهبط بواقع 400 ألف برميل يوميًا هذا العام، بسبب نقص الاستثمار فى قطاع المنبع وعدم توافر التمويل الكافى لشراء النفط الخفيف من أجل المزج.
وتراجع خام أمريكا اللاتينية المبيع إلى آسيا 1% فى الأشهر الثلاثة الأولى من 2016 عنه قبل عام، فى حين زادت صادرات الشرق الأوسط إلى آسيا 7% فى الربع الأول، حسبما تظهره بيانات من تومسون رويترز.
وشهدت الهند أشد تراجع فى إمدادات أمريكا اللاتينية، حيث انخفضت 13% فى الربع الأول لكن الصين أكبر مشتر آسيوى خالفت الاتجاه العام بتسجيلها زيادة 11% فى الواردات القادمة من أمريكا الجنوبية، والتى يأتى جزء منها سدادا لقروض حكومية.
وقال متعامل مقيم فى سنغافورة "ليس من السهل أن يجد خام أمريكا اللاتينية سبيله إلى آسيا"، مشيرًا إلى تقلص فرق السعر بين خام غرب تكساس الوسيط، وبرنت، بعد أن رفعت الولايات المتحدة الحظر عن تصدير خامها.
وقال، إن شركات التكرير الهندية على سبيل المثال تعمد بدلاً من ذلك إلى اقتناص البديل الأرخص التالى متمثلاً فى خام البصرة الثقيل القادم من العراق.
وقال المتعاملون، إن الطلب القوى على هذا الخام رفع علاوة التسليم الفورى إلى ما بين دولار ودولارين للبرميل للشحنات تحميل أبريل ومايو حتى فى ظل ازدحام موانئ البصرة بالناقلات بما يؤخر خروج الشحنات.
إيران والكويت
يحدث كل هذا فى الوقت المناسب بالنسبة لإيران، بعد رفع العقوبات المتعلقة ببرنامجها النووى فى يناير الماضى.
ومن المتوقع أن ترفع إيران الإنتاج بواقع 300 ألف برميل يوميًا فى النصف الثانى من هذا العام، وسيشكل الخام الثقيل معظم تلك الزيادة بحسب بانسال من اف.جى.إى.
وقد يأتى المزيد من معروض الخام الثقيل من حقل الخفجى الذى تشترك فى إدارته السعودية أكبر منتج فى أوبك والكويت.
كانت الكويت قالت أواخر مارس إنها توصلت إلى اتفاق مع السعودية لإعادة تشغيل الحقل المتوقف منذ أكتوبر 2014.
ويتوقع المحللون أن تستغرق إعادة تشغيل الخفجى ما بين شهرين وستة أشهر قبل أن يصل المعروض إلى السوق.