أكد الدكتورعبد الحميد بدوى مزيد، رئيس قطاع مناجم الحديد (الأسبق) بشركة الحديد والصلب، أن الشركة هى الوحيدة التى تقوم باستغلال خامات الحديد المحلية بمناجم أسوان (1958م – 1976م) وحالياً بمناجم الجديدة بالواحات البحرية منذ عام 1973م.
وأضاف "مزيد" لـ" انفراد" أن خامات الحديد بمنطقة الواحات البحرية تتصف بوجود شوائب مصاحبة للخام تنتشر بصورة متغيرة وغير منتظمة، الأمر الذى يؤدي إلى بذل مجهودات أثناء عمليات تعدين وتجهيز الخامات لضبط التحاليل والجودة فى الخامات المنتجة، لافتا إلى أنه نتيجة خبرة المختصين من أبنائها بالمناجم والمصانع فى التعامل مع هذه النوعية من الخامات أمكن التغلب على العديد من المشاكل واستمر الإنتاج دون توقف.
وحول إجمالى احتياطيات الخام المثبتة بمنطقة الواحات البحرية، قال عبد الحميد مزيد، عضو الجمعية المصرية لتطوير وتنمية الصناعات، إنه يوجد حوالى 203 مليون طن، موضحا أنه لم يحدث تغيير ملموس فى متوسط تحاليل الحديد والسيلكا بالرصيد الحالى المتبقى بمنجم "الجديدة"، وهما فى حدود المواصفات المسموح بها بالفرن العالى، كما حدث انخفاض فى متوسط تحاليل المنجنيز والكلور والباريوم نتيجه لفصل الشوائب والخامات الغير مطابقة اثناء عمليات التعدين.
وكشف عبد الحميد مزيد أن متوسط تحاليل مناطق غرابى وناصر والحارة، لا يتفق مع المواصفات المطلوبة للفرن العالى، وهذا يعنى أن الأرصدة الصالحة للاستغلال حاليا تنحصر فى الرصيد المتبقى بمنجم الجديدة ويقدر بحوالى 50 مليون طن رصيد فعلى لا يكفى لتغذية المصنع إلا لسنوات معدودة، مما يتطلب مواصلة دراسة مشكلة هذه الخامات من جميع نواحيها والبحث عن طرق حلها فى مراحل الاستخراج والمعالجة والتصنيع.
وأشار إلى أهمية استمرارية إمداد المصنع بخامات منجم الجديدة بمفردها لفترة اقصاها 5 سنوات، على أمل التوصل إلى حل لمشكلة خامات الحديد بالمنطقة، وهذا الخيار يتطلب وقفة مع ما آل إلية الوضع بالمنجم، مع استيراد خام حديد عالى الجودة بالخلط blending بنسب محددة مع الخامات المنتجة من الجديدة وغرابى لضمان الوصول إلى شحنة للفرن العالى بمواصفات جيدة ترفع من كفاءتة الانتاجية وتخفض من استهلاك الوقود.
وأكد الدكتور عبد الحميد بدوى مزيد، أن الشركة استعانت بمجموعات من خبراء متخصصين فى مجال معالجة الخامات، قدموا من دول مختلفة مثل الهند والصين والمانيا واوكرانيا لدراسة مشكلة خامات الحديد وأخذ عينات وعرض ما لديهم من تكنولوجيات متقدمة وخبرات فى هذه المجالات بالرغم من الظروف الصعبة التى تمر بها.
وأضاف إنه تم إرسال عدد من العينات باشراف من الشركة القابضة للصناعات المعدنية للدراسة والتحليل فى معامل عالمية لها خبرة طويلة فى معالجة وتركيز الخامات مثل المانيا وكندا، مؤكدا أن هذا التوجة يدعو الى التفاؤل لحل مشكلة الخامات.
وأشار أن بعض الدول مثل كندا توصلت من خلال معاهد ومؤسسات متخصصة بهذه الدول إلى فصل بعض الشوائب غير المرغوب فيها فى خامات الحديد، حيث تشير الشواهد أن المنجنيز أمكن فصلة من خامات محلية مشابة.
وأكد أن الشركة القابضة للصناعات المعدنية تولى اهتماماً كبيراً لموضوع تحسين جودة خامات الحديد الذى يعتبر الملف الهام فى مشروع التطوير، وبالتالى يفضل أن يوكل الأمر إلى أحد مراكز البحث المحلية مثل مركز بحوث وتطوير الفلزات أو معهد التبين للدراسات العليا المعدنية - فكلاهما عايش مشكلة هذه الخامات وتعامل معها - وذلك بالقيام بابحاث جادة مشاركة مع مراكز بحوث عالمية متخصصة وإدراج هذه الأبحاث فى برامج إتفاقيات التعاون الفنى الأجنبى.