أكد وزارة التجارة والصناعة أن العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية علاقات استراتيجية ترتكز على تاريخ طويل من التعاون التجارى والصناعى والاستثمارى المشترك، مشيرة إلى أن هناك تفاهماً كبيراً بين القيادة السياسية المصرية والروسية لتعزيز مشروعات التعاون الاقتصادي بين البلدين لمستويات غير مسبوقة.
وأشارت الوزارة فى بيان لها إلى أهمية تفعيل الجهود المشتركة للوصول لنتائج فاعلة بمشروع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، لافتة الى أهمية تفعيل العمل المشترك بين البلدين لنقل الخبرات الصناعية الروسية للصناعة المصرية وتحقيق الاستفادة القصوى من السوق الروسى كمحور لنفاذ الصادرات المصرية لاسواق دول الاتحاد الاوراسى وشرق أوروبا ووسط اسيا.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الموسعة التي عقدتها الوزارة مع دينيس مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسى والوفد المرافق له والذي يقوم بزيارة للقاهرة تستغرق يومين وتستهدف عقد لقاءات ومشاورات مكثفة مع مسئولي الحكومة المصرية لتعزيز أطر التعاون الاقتصادى المشترك بين مصر وروسيا واستعراض عدد من الملفات الاقتصادية المعروضة على جدول اعمال حكومتى البلدين خلال المرحلة الحالية، حضر اللقاء الفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع والمهندس يحيى زكى رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وأحمد عنتر رئيس جهاز التمثيل التجارى والوزير مفوض تجارى ناصر حامد رئيس المكتب التجارى المصرى بالعاصمة الروسية موسكو .
وأوضحت الوزارة أن هناك فرصاً ضخمة لزيادة معدلات التبادل التجارى بين روسيا ودول القارة الافريقية خاصة وأن السلع الزراعية الافريقية تتمتع برواج كبير بالسوق الروسى كما تستحوذ المعدات الصناعية الروسية على نسبة من واردات القارة الافريقية، مشيراً إلى أن حجم التجارة البينية بين روسيا ودول القارة الافريقية بلغ العام الماضى نحو 20.5 مليار دولار منها 17.5 مليار دولار صادرات روسية ونحو 3 مليار دولار صادرات من دول القارة الافريقية.
ونوهت إلى أن مصر تتابع عن كثب تطورات انشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاوراسى والتي ستسهم في دعم حركة التبادل التجارى بين مصر ودول التجمع لاسيما وانها ترتكز على 8 موضوعات رئيسية تشمل التجارة في السلع والمعالجات التجارية وقواعد المنشأ وتيسير التجارة والتعاون الجمركي وحقوق الملكية الفكرية والمنافسة والتجارة الالكترونية، مشيرة الى أهمية فعاليات الجولة الثالثة للمفاوضات الخاصة بالاتفاقية والتي ستعقد بالقاهرة وتناقش موضوعات التجارة في السلع وقواعد المنشأ والمعالجات التجارية وتسهيل التجارة والصحة الثنائية والعوائق الفنية امام التجارة.
وأشارت الوزارة أهمية تفعيل دور مجلس الاعمال المصرى الروسى المشترك في تنشيط حركة التعاون التجارى والاستثمارى بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، مضيفة انه تم عقد اجتماع مجلس الاعمال المشترك خلال زيارة الوفد الروسى للقاهرة بحضور رئيسى اتحاد الغرف التجارية المصرية والروسية
ولفتت الوزارة إلى ان مصر تتطلع لعودة رحلات الطيران "الشارتر" بين مصر وروسيا وهو ما يسهم في استعادة السياحة الروسية لمصر باعتبارها احد اهم المقاصد السياحية بمنطقة الشرق الاوسط
ومن جانبه قال دينيس مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسى إن روسيا حريصة على تعزيز التعاون الاقتصادى والتجاري مع مصر باعتبارها الشريك التجارى الاهم لروسيا بمنطقة الشرق الاوسط وقارة افريقيا. ، مشيراً إلى امكانية استخدام السوق المصري كمحور لنفاذ الصادرات الروسية لاسواق الدول المجاورة والاسواق الاقليمية واستخدام السوق الروسى كبوابة لعبور الصادرات المصرية لاسواق وسط اسيا وشرق اوروبا.
وأضاف أن روسيا ومصر ترتبطان بعلاقات إستراتيجية وثيقة تدعم مسيرة التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين البلدين ،مشيراً إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين حققت العام الماضى زيادة غير مسبوقة قاربت على الـ 8 مليار دولار .
وقال مانتروف إن المنطقة الصناعية الروسية في مصر تعد أحد أهم مشروعات التعاون الاقتصادي بين القاهرة وموسكو ، مشيرا الى أن الجانب الروسي يخطط لاستثمار رؤوس أموال روسية تبلغ 190 مليون دولار في البنية التحتية للمنطقة الصناعية الروسية في حين تبلغ الاستثمارات المتوقعة نحو 7 مليار دولار، كما ان حوالى 55 شركة روسية قد أعربت عن اهتمامها بالاستثمار في المنطقة الصناعية الروسية في مصر.
وأضاف أن المشروع يمثل فرصةً كبيرةً أمام الشركات الروسية الراغبة فى النفاذ بمنتجاتها إلى مختلف الأسواق العالمية، من خلال الاستثمار فى السوق المصرية، والذي يتيح الوصول إلى أسواق تضم ما يقرب من 1.8 مليار نسمة بفضل منظومة الاتفاقيات التجارية العديدة التى ترتبط بها مصر مع كبرى التكتلات الاقتصادية في العالم.
وتابع وزير الصناعة والتجارة الروسى أن المشروع سيسهم أيضًا فى خلق قرابة 150 ألف فرصة عمل بعمليات الإنشاء والمشروعات الاستثمارية بالمشروع، كما سيسهم فى توفير برامج تدريبية للشباب المصرى ونقل الخبرات الروسية فى مختلف القطاعات، خاصةً فى مجال إدارة المناطق الصناعية.