خرجت القارة الأوروبية من الحرب العالمية الثانية على خسائر مالية ضخمة، ودمار شامل لاقتصاديات الدول والبنية التحتية لأغلب الدول المشاركة فى الحرب، الأمر الذى دفع وزير الخارجية الأمريكيّ السابق جورج مارشال، لإطلاق مبادة لإعادة إعمار الدول التى تضررت من هذه الحرب.
الدكتور محمود محى الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولي، قال فى مقال له عام 2018، أن المؤرخ الاقتصادي بن ستيل، ذكر، أن الولايات المتحدة قد قدمت مساعدات تجاوزت 14 مليار دولار لست عشرة دولة أوروبية، على مدار أربع سنوات من عام 1948 حتى عام 1952، وهو ما يعادل حالياً 130 مليار دولار، ولكن كنسبة معادلة من الناتج المحلي يتجاوز هذا المبلغ 800 مليار دولار.
وأضاف محى الدين، "صاحب هذه المساعدات لمشروع مارشال برامج أخرى لخفض الديون المستحقة على هذه الدول والتنازل عنها، وتفعيل آليات مالية وإدارية لرفع كفاءة المساعدات وحسن استخدامها، بداية من مصادرها مروراً بإدارات الحكومات المركزية، حتى تصل إلى المزارعين والصناع لاستثمارها في الإنتاج ثم تسويتها بمدفوعات مقابل الإنتاج.
دخلت العديد من الدول الأوروبية فى اتفاقيّة مشروع مارشال؛ حيث استفادت 16 الدول هي: بريطانيا، وفرنسا، والنرويج، وإيرلندا، وآيسلندا، والبرتغال، واليونان، وتركيا، وبلجيكا، وهولندا، وإيطاليا، وسويسرا، ولوكسمبورغ، والنمسا، والدنمارك، والسويد، أما بالنسبة للاتحاد السوفييتيّ فقد رفض الانضمام إلى هذا المشروع، بالإضافة إلى منعه الدول الواقعة تحت سيطرته من الدخول فيه.