أصدر وزير المالية، قراراً بأحكام اللائحة التنفيذية لـقانون تنظيم التعاقدات، التى تبرمها الجهات العامة الصادر بالقانون رقم 182 لسنة 2018، بما يُواكب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التى تشهدها مصر، فى إطار تطوير منظومة التعاقدات الحكومية؛ باعتبارها عنصراً مؤثراً فى منظومة إدارة المال العام.
وذكر بيان لوزارة المالية، أن الوزارة حرصت على التنسيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية ومجتمع الأعمال من أجل إعداد هذه اللائحة التنفيذية وهو ذات «المنهج التشاركى» الذى اتبعته الوزارة عند إعداد قانون تنظيم التعاقدات التى تبرمها الجهات العامة.
أكد وزير المالية، أن اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم التعاقدات، تستهدف ترسيخ مبادئ الالتزام بمعايير الشفافية والحوكمة، وحرية المنافسة، وتشجيع الاستثمار، والنمو المتوازن جغرافيًا وقطاعيًا وبيئيًا، ومنع الممارسات الاحتكارية مع مراعاة الاتزان المالى والتجاري، وضبط آليات السوق، وكفالة الأنواع المختلفة للملكية، والتوازن بين مصالح جميع الأطراف، بما يضفى مزيدًا من الحوكمة فى إجراءات التعاقد ويضمن كفاءة الإنفاق العام، لافتًا إلى استحداث طرق جديدة للتعاقد تواكب متغيرات السوق وترتكز على الإدارة الحديثة والتحول الرقمي تدريجيًا.
وقال إنه، لأول مرة، تتضمن اللائحة التنفيذية، قواعد وإجراءات منظومة الشراء الإلكترونى التى تهدف إلى بناء قاعدة بيانات حقيقية لتعاقدات الجهاز الإدارى للدولة، يتم تحديثها تلقائيًا، من أجل تحقيق مبادئ الشفافية وتوسيع قاعدة المنافسة فى التعاقدات الحكومية، وتيسيرًا على القطاع الخاص للمشاركة فيما يتم طرحه من عمليات، لافتًا إلى أن وزارة المالية اتخذت بالفعل إجراءات تنفيذية للتعاقد على منظومة الشراء الإلكترونى التى سيتم تطبيقها مرحلياً.
أضاف أن هناك مزايا جديدة تُسهم فى تحفيز أصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، موضحًا أن اللائحة التنفيذية ألزمت الجهات الحكومية بمخاطبة أفرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بالمحافظات لإخطار أصحاب تلك المشروعات، وحثهم على تسجيل بياناتهم وتحديثها على بوابة التعاقدات العامة بما يمنحهم فرصًا حقيقية للفوز بالعقود الحكومية، من خلال اشتراكهم فى العمليات التى تطرحها الجهات الحكومية.
أشار إلى أن اللائحة التنفيذية تضمنت آليات جديدة تهدف إلى تيسير وحوكمة العمل التنفيذى وترسيخ اللامركزية، وتشجيع مجتمع الأعمال على التعامل مع الحكومة بما أقره القانون من خفض نسبة التأمين الإبتدائى لتصبح بحد أقصى 1.5% من القيمة التقديرية للعملية، وزيادة فترة سداد التأمين النهائى، وتنظيم آليات رد التأمين، فور انتهاء مدة الضمان لخفض تكلفة العمل مع الحكومة؛ بما يؤدى إلى توسيع المنافسة ويضمن تحقيق الجهات العامة لأهدافها وبرامجها.
أوضح أن اللائحة التنفيذية تضمنت آليات جديدة لرفع كفاءة العاملين المختصين بالجهات الحكومية، وتحسين أدائهم وتنمية مهاراتهم، حيث حددت مستوى البرامج التدريبية المطلوبة لشغل وظائف التعاقدات أو الاستمرار فى مزاولة العمل بهذا المجال، كما حددت إجراءات التقدم لتلك البرامج وآلية اعتمادها، لافتًا إلى أن هؤلاء العاملين سيخضعون للتقييم الدوري بما يضمن قدرتهم على أداء واجباتهم الوظيفية على النحو الذى قرره القانون ولائحته التنفيذية.