قالت الدكتورة جيهان السكري الخبير الاقتصادي في بنك التنمية الأفريقي، أن قارة أفريقيا اتخذت خطوات جادة في مسار النمو الاقتصادي بالمقارنة بالعديد من دول أوروبا حيث كان من المتوقع لقارة أفريقيا خلال العام الجاري أن تحقق معدل نمو اقتصادي يبلغ نحو 4% في حين كان من المتوقع لعدد من الدول الأوروبية معدل نمو 1.9% فقط ما يعكس التغير الكبير الذى تشهده القارة السمراء حالياً.
وأشارت خلال ورشة عمل صنع في أفريقيا المنعقدة في العاصمة الإدارية علي مدار يومين، أن هناك 5 دول إفريقية صُنفت خلال الخمس سنوات الأخيرة من أكبر الاقتصادات نمواً على مستوى العالم.
وأكدت السكري أن القارة الأفريقية تفتقر إلي التناغم بين دولها حيث يوجد تفاوت كبير بين معدلات النمو بين الجزء الغربي والشمالي والجزء الجنوبي من القارة، لافتة إلي أن هذا المعدلات المتزايدة في النمو تعزي إلي السوق الاستهلاكي الكبير بالقارة الناتج عن زيادة عدد السكان وتحويلات الأفارقة بالخارج، فضلاً عن زيادة الاستثمارات بالقارة وزيادة حجم الصادرات الإفريقية للأسواق الخارجية وإن كان أغلب هذه الصادرات من المواد الخام.
وأضافت السكري أن التصنيع في إفريقيا يواجه عددا من التحديات أهمها انخفاض التنافسية الصناعية التي تولد 700 دولار فقط للفرد وهو ما يبلغ ثلث ما تقدمه الصناعة في بلدان أمريكا اللاتينية وأقل من خمس ما تقدمه دول شرق آسيا، فضلاً عن انخفاض الإنتاجية في إفريقيا المرتبطة بصغر حجم المؤسسات الصناعية، بالإضافة إلي المنافسة من القطاع غير الرسمي، لافتة إلي أن البنك الأفريقي للتنمية يتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص في مجال البنية التحتية والكهرباء والطرق وريادة الأعمال وتوفير خدمات استشارات فنية وخدمات الشمول المالي وتمويل الاستثمارات قليلة المخاطر.
وتعد أفريقيا أكثر مناطق العالم جذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة؛ حيث تستحوذ على ما يقرب من 30% من الموارد المعدنية في العالم، كما تمتلك منطقة شمال أفريقيا مخزونا ضخما من البترول والغاز الطبيعي إلي جانب وجود معظم الخام النووي الاستراتيجي في الصحراء مثل الكولتان والذهب والنحاس وغيرها.