شدد المشاركون في جلسة "الشمول المالي ومحفزات السوق" ، ضمن فعاليات مؤتمر الدفع الإلكتروني PAFIX، والذي يقام ضمن فعاليات مؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ict، في الفترة من 1إلى 4 ديسمبر الجاري، اليوم الإثنين، على أهمية نشر الخدمات التكنولوجية في تلبية حاجات المواطنين، وهو الأمر الذي يوفّر الكثير من الوقت والجهد.
وقال طارق فايد، رئيس بنك القاهرة، إن الدولة قامت بالعديد من الجهود لتحقيق الشمول المالي، ونشر الخدمات الإلكترونية للدفع وتحقيق التحوّل الرقمي، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية شهدت زيادة قوية في خدمات الشمول المالي لتصل إلى 35%، وذلك بفضل عدة عناصر منها تطوير نظم الدفع والتحوّل الرقمي، ومبادرات البنك المركزي في تمويل الشركات المتوسطة والصغيرة والتمويل متناهي الصغر والتمويل العقاري لمتوسطي ومحدودي الدخل.
وأضاف فايد، أنه بالنظر لهذه الخدمات فإنها يمكن ميكنتها بالكامل للتحول لخدمات رقمية، على سبيل المثال مبادرة التمويل العقاري، فيتم سداد الأقساط من خلال المحفظة الإلكترونية، وفي بنك القاهرة حققنا خبرات كبيرة في التمويل متناهي الصغر وخلال فترة وجيزة تضاعفت محفظتنا 3 مرات خلال عامين فقط حيث سجلت نحو 7 مليارات جنيه، مشيرًا إلى أن النمو الضخم تم بدون ميكنة ولكن عقب تحويلها لمحفظة رقمية سيتم توصيلها للعملاء بشكل أفضل وإجراءات المنح والتحصيل ستتم بشكل أفضل.
وتابع رئيس بنك القاهرة قائلا :أن هناك خطط كبيرة للتحول الرقمي في البنك لأن هذا هو المستقبل في الفترة المقبلة، والدولة تتحول رقميًا لذلك دور البنوك المساعدة في هذا التوجه خاصة في ظل السيولة الكبيرة، التي يتعامل بها القطاع المصرفي خاصة أن نسب التوظيف تصل لنحو 40% فقط لذلك فرص التمويلات كبيرة جدا.
ومن جهته أكد يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي، أن الشمول المالي يحقق العديد من الفوائد وهي الإتاحة للخدمات المالية وتحويل المجتمع إلى غير النقدي وتحويل القطاع غير الرسمي لقطاع رسمي، وأن الشمول المالي يمكن البنوك من إتاحة خدماتها للمواطنين في ظل وجود نحو 100 مليون نسمة يصعب استهدافها جميعا بالخدمات المالية بدون التحول الرقمي وتطبيق الشمول المالي، وكشف عن وصول عملاء البنك حاليا نحو 12 مليون عميل، ولكن الجهود مازالت مبذولة لزيادة الحسابات البنكية للوصول للمواطنين بطريقة مباشر أو غير مباشرة.
ومن جانبه قال عاكف المغربي، نائب رئيس بنك مصر، إن الفترة الحالية تفرض على البنوك التطوير ومواكبة ركب التكنولوجيا المالية لتوفير الخدمات المالية والتحول نحو المجتمع الرقمي، لافتا إلى أن بنك مصر اتخذ العديد من خطوات لميكنة خدمات حيث أطلق نسخة مطورة من الإنترنت البنكي، كما يتيح خدمة الموبايل البنكي بالاضافة إلى خدمة تحويل الأموال من خلال الهاتف المحمول.
وقال باسل الحيني، رئيس شركة مصر القابضة للتأمين، إن هناك مشكلة تواجه الجهات الحكومية أنها توجهت مؤخرًا للتكنولوجيا المالية ومحاولة التحول الرقمي، مضيفا أن شركة مصر للتأمين توجهت نحو التكنولوجيا وبدأت ميكنة أعمالها، وفي الوقت الحالي هناك أنظمة داخل فروع الشركة تمكن العملاء من الحصول على الخدمات دون التواصل المباشر مع الموظفين.
وأضاف الحيني، أن الوقت الحالي يشهد العمل على تطوير النظم التكنولوجية لشركة مصر لتأمينات الحياة، مشددًا على أن الدفع الإلكتروني يمثل أهمية قصوى في استراتيجية الدولة نحو التحول الرقمي، وعلى ضرورة انتشار ثقافة التكنولوجيا لدى الجهات المسؤولة حتى لا تتسبب في تنفير المواطنين من الخدمات، موضحًا أن الشمول المالي لن يتحقق إلا إذا شمل كل القطاعات بالفعل وأصبح يخدم كل الفئات، وأنه على القطاع المالي غير المصرفي يحتاج مبادرة قومية تحقق فيه التحول الرقمي.
من جانبه قال محمد كفافي، رئيس الشركة المصرية للاستعلام الائتماني، «أي سكور»، أنه منذ عدد من السنوات كان هناك 2.7 مليون عميل فقط في قاعدة بيانات الشركة ولكن اليوم لدينا نحو 17.2 مليون عميل بجانب 355 ألف شركة صغيرة ومتوسطة بفضل تطوير استراتيجية الشركة ومواكبة التطورات التكنولوجيا، مضيفا أن الشركة تقوم بدور محوري في تقديم خدمات الجدارة الائتمانية وأنها حققت طفرة في أعمالها خلال الثلاث سنوات الماضية عبر استراتيجية تم وضعها بالتعاون مع البنك المركزي، كما سعت إلى خفض أسعار خدماتها لتحقق الشمول المالي وتحفز البنوك على الاستفادة منها، فضلا عن سعي الشركة لإطلاق "الإقراض النانو" العام المقبل بحد أقصى 500 جنيه، كما تقوم الشركة بوضع استراتيجية لخدماتها خلال الفترة المقبلة.
وقال محمد عاصم، مدير شركة ماستركارد، إنه في مجال الدفع هناك دعم سياسي وروؤية واضحة حول التحول الرقمي كما أن البنك المركزي يوفردعم كبير في هذا الأمر، وبالحديث في المدفوعات فإن التكنولوجيا تلعب دورا كبيرا جدا على سبيل المثال هناك تطوير كبير في منظومة النقل وتقدم حلول كبيرة وفعالة لاحتياجات المواطن.
وأضاف عاصم ، أن التحدي الأكبر هو كيفية استخدام هذه المنتجات والخدمات التكنولوجيا وتحويلها لحلول تفي باحتياجات المواطن، ضاربًا المثل بدفع فواتير الكهرباء في بعض الدول الأفريقية عن طريق الدفع الإلكتروني لتلبية احتياجهم من الكهرباء، لافتا الى أنه بالحديث حول مضاعفة الهاتف المحمول فإنه تضاعف نتيجة إحساس المواطنين بأنها تلبي احتياج مهم لهم وهو تحويل الأموال، من أي مكان وفي أي وقت.
وتابع عاصم قائلا : أن ماستركارد مستمرة في الخدمات مع البنوك وتسعى لإطلاق سوق على الإنترنت للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بجانب شبكة للمزارعين، والدفع نحو التحول للدفع الإلكتروني.
من جانبه قال باسل مبارك، مدير عام شركة أوراكل مصر، إن الفترة الحالية مختلفة في فكر مصر وأصبح هناك قناعة تامة بأنه لن يتم تحول جيد بدون وجود تحول رقمي واعتماد على التكنولوجيا، وأن الفترة الحالية تشهد ثورة تكنولوجية لخدمة الشركات وليس المستهلكين، لتحقيق الاستفادة والتشبيك بين شركات التكنولوجيا والبنوك والجهات الفاعلة في السوق حتى يتم تقديم خدماتها للمواطنين، مؤكدا على أهمية ثروة في العصر الحالي هي البيانات وكيفية الاستفادة منها في تحقيق الاستفادة القصوى.
وأضاف مبارك ، أن البيانات هي أهم مصدر للعمل واستخدامها في تحسين الخدمات والمنتجات سواء كان مؤسسة مالية أو مؤسسة مصرفية أو بنكية أو ماستركارد، والشركة تتعاون مع ماستركارد لإطلاق ماسترباس وهي منصة وطريقة دفع لتسهيل عملية الدفع الإلكتروني أونلاين وإن ستور نفس الأمر.