اتفق المشاركون بجلسة "الذكاء الاصطناعي كمحفز للابتكار" ، التي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 23 لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT، على ضرورة استعانة المؤسسات والشركات بتطبيقات الذكاء الاصطناعي AI بأسرع وقت ممكن لتطوير أعمالها ورفع كفاءة موظفيها وزيادة كميات الإنتاج في المستقبل.
و قال المهندس أحمد البحيري، رئيس واكندايا، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستلعب دورا كبيرا في تغيير الحياة اليومية اعتمادًا على التطبيقات التقنية الحديثة، مشيرًا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعتبر تطويرًا لتكنولوجيا التعلم العميق، والتي حاز ثلاثة علماء أمريكيين جائزة نوبل عن أبحاثهم بها خلال العام الماضي.
وكشف البحيري عن وصول ناتج الاقتصاد العالمي لنحو 100 تريليون دولار حاليًا، متوقعا أن يضيف الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي نحو 16 تريليون دولار في خلال 10 سنوات، لافتا إلى أن الصين ستستحوذ على 7 تريليون دولار منهم بينما تصل حصة الولايات المتحدة الأمريكية منهم نحو 3.7 تريليون دولار بينما تبلغ حصة أفريقيا 1.2 تريليون دولار فقط.
وضرب البحيري مثالا في أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تساعد على تطوير مجالات حياتية عديدة مثل العلاج عن بُعد، فعند تطويع ألف إشاعة مرئية طبية يعمل الذكاء الاصطناعي على نجاح عملية العلاج بنسبة 50% ومع زيادة عدد الإشاعات المرئية الطبية تزيد نسبة نجاح الذكاء الاصطناعي في عملية العلاج، ووصف البحيري أن الداتا تعتبر بمثابة (بترول) العصر الرقمي الحديث فإذا كان البترول ينتج الطاقة والكهرباء بينما تنتج الداتا الخدمات الرقمية، التي تتيح تسهيل الحياة اليومية.
وقال إبراهيم الدفتار، رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي والتحليلات في شركة إريكسون، إن الذكاء الاصطناعي سيساعد مصر على زيادة حجم الناتج القومي الإجمالي بنسبة 9% مشيرًا إلى أن هناك أكثر من مليون خبير وعالم بيانات data scientist ببلدان مختلفة مثل مصر واسبانيا والهند والسويد.
أضاف الدفتار، أن شركته تعمل على استخدام الذكاء الاصطناعي في أنشطتها وأعمالها منذ 10 سنوات لافتا إلى أن الهدف الرئيسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إريكسون ينقسم لمحورين الأول خاص بالموظف العامل لدى شركتنا من أجل تطوير قدراته لزيادة إنتاجيته وسرعة إنجاز مهامه لدعم جانب خدمة العملاء، والمحور الثاني خدمة عملاء الشركة بما فيهم مشغلي خدمات المحمول، والتي تشمل استخدام الهاتف المحمول وتصفح وسائل الإعلام الاجتماعي كذلك عمليات الشراء والتسوق الإلكتروني وغيرها من العمليات، التي يدعمها الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
ونوه الدفتار إلى تركيز شركته خلال الفترة المقبلة سينصب على توفير البيانات لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي في تشغيل وإدارة المعدات والشبكات وتحسين عملها مستشهدًا في أن استخدام الآلة إلى جانب الموظفين سيتيح تدريب الآلات على مهام الموظفين فضلا عن مراقبته وتسجيل استجاباته وتنفيذها مع تكرار نفس الأعمال.
وقال عماد الأزهري، نائب رئيس فودافون مصر، إن شركته تمتلك نحو 10 علماء بيانات Data scientist متابعًا أن وظائفهم تقوم على 3 محاور الأول تطوير البرمجيات والثاني الإلمام بالعلوم الحسابية ، والثالث إدارة المنصات Domain فضلا عن الخبرة بالجانب التسويقي.
وأكد الأزهري أن عمل شبكات الجيل الثاني والثالث والرابع بالشركة يعتمد على عدد ضخم من الأجهزة، وأن الاعتماد على علماء الداتا وتقنيات الذكاء الاصطناعي يتيح التنبوء بتراجع مستوى الشبكات في مختلف المناطق والتعرف على أفكار الموظفين كذلك في مجال خدمة العملاء بسرعة التعرف على مشكلات العملاء قبل تقدم العملاء بها.
من جانبه شدد أحمد حسان، مدير البيانات والتحليلات في أورنج مصر، على تشبع السوق باستخدامات وحلول الذكاء الاصطناعي، والذي ظهر بقوة في جانب التعامل الأونلاين مثل غرف الدردشة المختلفة، التي تستخدمها أغلب الشركات على مواقعها ومنصاتها الإلكترونية كإحدى وسائل «الكول سنتر» بدلا من الموظف التقليدي.
وقال حسان إن شركات الاتصالات تواجه تحديا صعبا بسبب كمية البيانات الهائلة التي تمتلكها لافتاً الى صعوبة اختيار البيانات المؤثرة في النتائج بالإضافة إلى صعوبة العمل عليها والاستفادة القصوى منها لأن كميتها كبيرة لذلك تلجأ الشركات إلى حلول البيانات الضخمة big data وتطويعها في عملية تحليل البيانات لتكون أكثر جدوى للمجتمع والشركات كذلك دعم قدرات المستثمرين.
وقلل فادي هاني، نائب رئيس شركة أفايا بالشرق الأوسط وتركيا، من خطورة تطبيقات الذكاء الاصطناعي عل الموظفين، مشيرا إلى أنها لن تقلل من وظائف البشر، ولكن ستستحوذ على وظائف من لايعتمدون عليه من البشر والمؤسسات، موضحا أن الذكاء الاصطناعي يعد تجربة تعلم طويلة الأمد من خلال تيسيير الأجهزة للتعرف على ما يدور حولها بما يمكنها من اكتساب الخبرة.
وقال هاني إن روبوتات الدردشة أو مايعرف ب Chat boat أصبحت تقدم خدمة عملاء فائقة من خلال استقبال أسئلة العملاء والاستجابة لها وسرعة الرد عليها خاصة مع زيادة درجة تعقيد تلك الأسئلة، مشيرًا إلى أن الروبوت يقوم بمتابعة تلقي الأسئلة مع موظف خدمة العملاء ويتعلم منه كيفية اتخاذ القرار والرد عليها كما يقوم بمراقبته على أن يحل محله عند تكرار نفس الأسئلة، وأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تمكن من تقديم مقترحات للشركات بما يساعدها على تحسين الحياة اليومية وتجاوز الموظف جانب الأعمال الروتينية.
وكشفت سها رزق، المدير الفني الرئيسي بشركة سيسكو شمال إفريقيا والشام، عن استحوااذ الشركات التي ستعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نحو 1.2 تريليون دولار من حصص وأعمال الشركات، التي لن تعتمد عليه في المستقبل، مشيرة إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ليست جديدة لكن زادت نسبة الانتباه لأهميتها مؤخرًا بسبب الحاجة لتطوير الأعمال وزيادة الإنتاج.
كما كشفت رزق عن أن 75% من مدراء الشركات ممن لم يدركوا أهمية الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لن يتمكنوا من تحقيق مصادر أرباح بشركاتهم خلال 2020 مشددة على أهمية الإدراك والوعي بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عام.
وأوضحت المدير الفني الرئيسي بشركة سيسكو شمال إفريقيا والشام، أن شركته نجحت على مدار 10 سنوات في تدريب 106 ألف فرد على مختلف البرامج بمجالات الشبكات والبرمجيات والبنية التحتية وغيرها من المجالات التكنولوجية مضيفة أن شركتها تستهدف حالياً تدريب 50 ألف فرد خلال عامين فقط.
في الوقت نفسه أكد هشام علي، رئيس قسم القطاع العام بشركة مايكروسوفت، على أن الشركات تحتاج لتخصيص ميزانيات ضخمة للإنفاق على شراء حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي خاصة أنها تحتاج لدعم منصات وقواعد بيانات وعلماء بيانات، مشيرا إلى أن شركته تقدم خدمات جاهزة لتلبية حاجة الشركات من تقنيات الذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل .
وقال علي إن ظهور الهواتف الذكية وزيادة الاعتماد على خدمات الإنترنت أدى تلقائيا لظهور علوم البيانات وهو ما أدى لزيادة الإقبال على تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع باستخدامات عديدة تدعم تحسين الأعمال ورفع كفاءة الأجهزة وزيادة الإنتاجية.
من جهته كشف بول مكارتن، نائب رئيس مبيعات التطبيقات بشركة أوراكل في الشرق الأوسط وأفريقيا، عن تمتع مصر بفرصة هائلة لسباق الكثير من الدول المتقدمة اقتصاديا من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشرط وضع استراتيجية محددة قابلة للإدارة تنفيذها في إطار من الجودة والسياق المنظم، لافتا إلى دور الذكاء الاصطناعي في دعم الصناعات المختلفة مثل تطوير السيارات ذاتية القيادة كذلك تعزيز مجال الكاميرات والمراقبة والعلاج عن بُعد والتعلم الإلكتروني.