قال وزير الاقتصاد والمالية المغربى محمد بوسعيد، إن الدول الأفريقية، ومن بينهما المغرب، تعانى من نتائج التغيرات المناخية وعلى الدول الصناعية الوفاء بالتزاماتها فى قمة باريس، مشيرا إلى أن المملكة "شهدت موسم جفاف خلال العام الحالى"، ومع ذلك، فإن المغرب "يبقى ملتزما بالحفاظ على البيئة".
وأضاف محمد بوسعيد -المتواجد حاليا فى واشنطن- خلال لقائه مع وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين روايال ورئيس البنك الدولى جيم يونغ كيم، للاعداد لقمة المناخ التى تستضيفها مدينة مراكش المغربية فى 22 أكتوبر القادم، أن المغرب راض عما تم تحقيقه من نتائج خلال قمة المناخ العالمية التى عقدت فى باريس مؤخرا، ووصف الاتفاق الذى تم التوصل إليه بأنه "تاريخى"، مشيرا الى أن اللجنة المكلفة بالتحضير لقمة المناخ التى ستنعقد بمدينة مراكش، "فى تواصل شبه يومى مع الجانب الفرنسى من أجل استمرار الحشد لقمة المناخ ومواصلة حالة الالتزام العالمى بقضايا التغيرات المناخية".
وعرض الوزير أمام المشاركين فى ندوة حول "الإعداد لقمة المناخ العالمية بمراكش"، برنامج المغرب فى مجال الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن المملكة وضعت فى البداية تحديا للوصول إلى إنتاج 42% من الطاقات الكهربائية عبر الطاقات المتجددة، وبعد ذلك أعلنت أن الإنتاج سيصل إلى 52% بحلول العام 2030، مؤكدا أن قمة مراكش "ستكون فرصة لتقديم ما حققه المغرب فى هذا المجال، خصوصا أنه أصبح يتوفر على أكبر محطة للطاقة الشمسية فى العالم".
واعتبر الوزير، أن قمة مراكش ستكون "قمة أفعال"، أى معرفة أين وصلت الدول فى تنفيذ اتفاق باريس حول التغيرات المناخية، كما أن القمة سيكون عليها "التفكير فى منح الإمكانيات للدول الفقيرة التى تواجه تحديات بيئية جمة".
وأقر بوسعيد بأن هناك فرقا بين الطاقة التى يكون مصدرها الطاقات المتجددة وبين تلك المتأتية من مصادر الطاقة التقليدية، مشيرا فى الوقت ذاته، إلى أن التقدم التكنولوجى بات يمكن من تقليص هذه الفوارق من خلال تخزين الطاقة الكهربائية المستخلصة من الطاقات المتجددة، "ومع ذلك، يبقى هناك فرق مما يفرض التساؤل عمن سيمول هذا الفرق، خصوصا بالنسبة للدول الفقيرة".
وقال بوسعيد، الحل يكمن فى تنفيذ الوعد الذى خرج به اتفاق باريس حول المناخ، والذى ينص على توفير 100 مليار دولار لتمويل ما توصلت إليه القمة، مشددا فى الوقت ذاته على أن الدول الصناعية تبقى هى الفيصل فى تنفيذ اتفاق المناخ لأنها إذا التزمت به فعليا، فإن بقية الدول ستحذو حذوها.