مع تراجع سعر الدولار في الأسواق، فإن أنظار المستهلك تتجه نحو السلع التي يمكن أن تتأثر بهيوط الدولار، ومنها السيارات، لأنها مستوردة وتعتمد فى تسعيرها بصورة مباشرة على سعر العملة الأمريكية، إضافة إلى الضريبة الجمركية المفروضة عليها، وردا على هذا السؤال .
أكد أيمن الأبيض عضو شعبة السيارات السيارات، أن الفروق فى أسعار الدولار منذ بداية العام إلي الآن غير مؤثرة حتي هذه اللحظة فى سعر الموديلات المختلفة، مشيرا إلى أن السعر المنخفض للدولار الذي يؤثر على حركة وخطط تسعير السيارات لا يمكن أن يقل عن جنيه أو أكثر، وهنا لابد التأكيد على أن استمرار تراجع سعر الدولار من شأنه التأثير على أسعار الموديلات المختلفة.
وأضاف الأبيض ، لـ " انفراد " ، إن فروق سغرف الموديلات تكون قليلة جدا تتراوح بين 1 إلى 2 %، لذلك العميل يشترى الموديل الجديد بمجرد طرحه، فمثلا الفارق بين موديل سيارة 2019 والاصدار الجديد منها 2020 يكون 2 %، فإن العميل سيسعى لشراء موديل 2020 لأن الفارق قليل جدا، وهنا نجد أن هبوط الدولار يجعل المستهلك ينتظر لحين هبوط الأسعار.
واوضح، إن التوكيلات الكبرى تسعى بكل قوة لبيع المخزون لديها من الموديل القديم قبل أن تقوم بطرح الموديل الجديد للجمهور، لأنها هى المتحكم فى عملية الطرح خاصة الوكلاء الكبار، لذلك فالجميع يسعى لبيع ما لديه مثلا من موديل 2019 قبل طرح موديل 2020.
وأشار المستثمر أن المستهلك يدرك أن الزيادة فى سعر الموديل غير مؤثرة بشكل كبير فى السعر النهائى للسيارة، لذلك يقوم بالشراء بمجرد اصدار الموديل الجديد، لأن الانتظار لفترة بعد ظهور الموديل فى الأسواق لن يؤدى إلى تقليل سعر السيارة.
بدوره، قال إيهاب المسلمى ، الخبير فى سوق السيارات، إن تأجيل قرار الشراء ربما يكون تكلفته أعلى من شراء الموديل فى انتظار هبوط الدولار، لأنه يتطلب مدة طويلة للتأثير على الأسعار، مشيراً إلى أن قرار الشراء يرتبط بالمستهلك نفسه، فمثلا إذا كانت السيارة القديمة ذات مشاكل كثيرة فإن المستهلك لن يقف كثيرا أمام موعد الشراء".
وفيما يتعلق بفروق الأسعار وانتظار هبوطها، قال المسلمى، إن هبوط سعر أى مويل للسيارات يرتبط بعوامل اقتصادية عدة، أهما هو سعر الدولار الأمريكى، فالوكلاء لا يتوقفون عن الاستيراد وطرح مزيد من الموديلات فى الأسواق، فلماذا لا تتراجع الأسعار، الأمر هنا مرتبط بالاقتصاد ككل وليس لانتظار صدور موديل جديد.
وأكد المسلمى، أن أسعار السيارات ذات الموديلات الجديدة لن تكوم مختلفة كثيرا عن الموديل الأقرب لها، مثل موديل 2019 و2020 لذلك فالمستهلك يشترى الموديل الأحدث، لتقارب السعر مع بعض الفروق فى المواصفات.
شعبة السيارات تكشف موعد هبوط الأسعار
كشف عمر بلبع رئيس شعبة السيارات بالغرف التجارية، أن هبوط سعر الدولار في 2020 لم يؤثر حتي الآن فى أسعار السيارات، لأن الهبوط لم يكن كبيرا لكن إذا استمر هذا التراجع ليصل جنيه مثلا في سعر الدولار، فمن الممكن أن تتأثر الأسعار وتشهد هبوط ملحوظ.
وأضاف بلبلع لـ "انفراد"، أن عام 2019 شهد هبوط ملحوظ في السيارات قياسا على 2018 ورغم ذلك حدث هبوط في مبيعات السيارات، لتتراجع من 192 ألف سيارة في 2018 إلي 180 ألف سيارة تقريبا في 2019، مشيراً إلى أن عدد من العوامل الحاكمة لسعر السيارات ليس الدولار فقط.
وتابع قائلا ، أن المواطن كلما يشهد هبوط في سعر السيارات، فإنه ينتظر مزيد من الهبوط في الأسعار، ولكن مع حدوث أي زيادة في الأسعار، فإن المستهلك يلجأ إلي الشراء خوفاً من صعود آخر للأسعار.
وأشار إلى أن العام الماضي شهد تطبيق صفر الجمارك بالنسبة لاتفاقية الشراكة الأوروبية، بجانب هبوط أسعار الدولار، وحدث هبوط فعلي للأسعار لكن المبيعات تراجعت بصورة ملحوظة، لأنه كما ذكرت المستهلك ينتظر مزيد من الهبوط في الأسعار.
ويرى بلبع، أن الموعد الأفضل لشراء أى موديل جديد للسيارات ذات الماركات المختلفة، هو موعد ظهور الاصدار وطرحه بالأسواق، مضيفا" الماركات لا تظهر فى السوق دفعة واحدة، فكل موديل يظهر فى موعد ربما يكون بعيد عن الثانى بمدة كافية، لذلك أفضل شراء الموديل بمجرد طرحه فى الأسواق".
وبشأن إمكانية الانتظار لحين تراجع سعر الموديل الصادر فى السوق، قال بلبع لـ"انفراد"، إن الماركات العالمية لا تقوم بخفض الأسعار، بمجرد إصدار موديل جديد، لكن هناك عدة عوامل تؤثر على السعر لعل أبرزها فى مصر هو سعر العملة العملة الأجنبية، وهى العامل الأكبر المؤثر فى الأسعار.
وأشار بلبع، إلى أن الانتظار لحين صدور موديل جديد، ليس عاملا يساهم فى خفض السعر، ولو أن كل موديل يؤدى إلى خفض الموديل السابق له، لانتظر الجميع هبوط الأسعار ومن ثم القيام بعملية الشراء، لافتا إلى أن الموديلات الجديدة ليست دائما ما تحمل إمكانيات أكبر بسعر أقل، فكلما ارتفعت الإمكانيات الخاصة بالسيارة ارتفع معها السعر.