استهلت أسواق المال والسلع العالمية تعاملات الربع الثانى من عام 2020 اليوم الأربعاء، على تراجعات جماعية، تعمق من حجم الخسائر الفادحة التى منيت بها فى الربع الأول من العام جراء تفشى فيروس كورونا المستجد الذي يأبى عليها النهوض أو تعويض جزء من تلك الخسائر.
قادت مخاوف الركود الاقتصادي الناجم عن استمرار تفشي المرض بورصات آسيا الي الانخفاض رغم تعافي نسبي للنشاط الاقتصادي بالصين،مصدر انتقال العدوى.
وتبلورت هذه المخاوف من خلال بيانات يابانية كشفت تراجع مؤشر ثقة قطاع الأعمال في الاقتصاد الياباني ثالث أكبر الاقتصادات العالمية الى مستوى 8- في الربع الأول.
فتراجع مؤشر "نيكى" نحو 4% ليسجل 18065 نقطة، وانخفض مؤشر شنجهاى الصينى بنحو 0.1% ليصل إلى 2738 نقطة، فيما هبط مؤشر كوريا الجنوبية كوسبي 3.4% مسجلًا 1685 نقطة.
وفي اوروبا، حيث يزداد الفيروس شراسة وانتشارا، استهلت المؤشرات الرئيسية على انخفاض بالتزامن مع هبوط أسهم شركات الطيران والمصارف.
انخفض مؤشر "يورو ستوكس 600" بنسبة 2.7% ليسجل 309 نقاط ، وانخفض مؤشر "كاك" الفرنسي بنسبة 4.17 مسجلا 4214 نقطة كما هبط الألماني "داكس" بنسبة 3.61 % ليصل الي 9577 نقطة.
وسجلت الأسهم الأوروبية أسوأ أداء فصلي لها منذ عام 2002 في الربع الأول بعد أن ضربتها عدوى كورونا لتصبح بؤرة انتشار الوباء عالميا بعد الصين.
كما أظهرت بيانات اقتصادية تراجع نشاط التصنيع في منطقة اليورو لأدنى مستوى في 92 شهرا خلال شهر مارس تحت ضغط تفشي فيروس كورونا واجراءات العزل المرافقة له.
يأتي ذلك بعدما تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية بمنطقة اليورو أيضا لأدنى مستوياته على الاطلاق بعد أن تسبب الفيروس في شل حركة الاقتصادات الاوروبية مزعزا ثقة المستثمرين وقطاع الأعمال في امكانية تجاوز هذه المحنة.
وشهدت أسهم كبرى البنوك البريطانية تراجعات حادة خلال تعاملات اليوم الأربعاء، عقب إعلان عدد منها تعليق توزيعات الأرباح على المساهمين لعام 2020 بناء على طلب من بنك انجلترا (البنك المركزي البريطاني).
فهوت أسهم بنك "باركليز" بنسبة 5% في بداية التعاملات، كما انخفضت أسهم بنك "اتش اس بي سي" قرابة 7% ، فيما تراجعت أسهم مجموعة "لويدز" المصرفية 5.6% وسجلت أسهم بنك اسكتلندا الملكي انخفاضا بنسبة 4%.
ويحاول المستثمرون استيعاب الصدمة التي أحدثتها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء بشأن ضرورة التأهب لارتفاع كبير في عدد المصابين بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستواجه أسبوعين وربما ثلاثة أسابيع بالغة السوء.
فخيم اللون الأحمر على التعاملات الإلكترونية للأسهم الأمريكي متجهة لبدء أولى جلسات الربع الجديد على انخفاض لتحذو حذو نظيراتها الأوروبية والاسيوية.
وعلى صعيد أسواق النفط ، أكبر ضحايا الفيروس المميت، واصل المعدن الأسود خسائر الربع الأول التي بلغت 66.5% وسط مخاوف من انهيار الأسعار بعد أن أشارت تقديرات إلي أن شهر إبريل سيشهد انهيارات غير مسبوق في الطلب على الخام سيغير وجه صناعة الطاقة لسنوات مقبلة.
في المقابل، تسبح أسواق الذهب العالمية عكس تيار خسائر كورونا مستفيدة من اقبال المستثمرين على شراء المعدن الأصفر بحثا عن الأمان وسط توقعات باستمرار تصاعد وتيرة تفشي الفيروس وتمديد اجراءات العزل.
وتوقع خبراء اقتصاديون أن يتسبب فيروس كورونا في شلل تام للاقتصاد العالمي لمدة قد تصل إلي ٦ أشهر في ظل استمرار تدابير العزل والإغلاق بهدف مكافحة انتشار العدوى.