ارتفع مؤشر بورصة النيل بنسبة 51% منذ بداية العام، ليحقق المؤشر أعلى ارتفاع فى العالم محطماً أرقاماً قياسية لم تحققها أى سوق مالية فى العالم، والتى فقدت فيها أسواق ما يقرب من 70% فقط خلال الشهور الثلاثة الأولى من عام 2020، بعد انهيار أسواق الأسهم عالمياً وتراجع مؤشر البورصة المصرية الرئيسى ما يقرب من 30% منذ بداية العام ليصل إلى أقل مستوياته منذ عام 2014.
إلا أنه بنظرة تحليلية لأسباب طفرة مؤشر بورصة النيل فى ظل انهيارات أسواق الأسهم عالمياً، فأن مؤشر بورصة النيل يعكس أداء 24 شركة مدرجة فى بورصة النيل أبرزها شركة سبيد ميديكال، والتى يبلغ وزنها فى المؤشر حوالى 52% من إجمالى المؤشر، وهى السر وراء هذا الصعود الكبير بعد تضاعف سعر السهم منذ بداية العام من مستويات جنيه إلى مستويات 2.65 جنيه أى بحوالى 150% فقط خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام، ليدفع السهم المؤشر للقفز بنسبة 50% خلال تلك الفترة.
وقال صلاح حيدر ، المحلل الاقتصادى، إن بورصة النيل حققت أداءً سلبياً للغاية السنوات الماضية، وأصبح المساهمين غير مهتمين بما يدور فيها خاصة بسبب عدم وجود سيولة في معظم أسهم تلك البورصة إلا أن طفرة سهم مثل سبيد ميديكال قد أعاد الأنظار مرة أخرى إلى بورصة النيل وتحقيق طفرة سعرية مثل تلك يعد أمراً طبيعياً لكن نسبة حجم السهم من إجمالى أوزان المؤشر هو الأمر غير الطبيعى وجعلت المؤشر لا يعبر بشكل طبيعى عن أداء بورصة النيل وهو الأمر الذى يعانى منه مستثمرى السوق الرئيسى حيث أصبح وزن سهم التجارى الدولى يعد 45% من وزن المؤشر الرئيسى وأصبح لدى الكثير من المستثمرين الاعتقاد أن المؤشر الرئيسى لا يعبر عن أداء البورصة المصرية.
وأضاف "حيدر"، أن البورصة عانت لسنوات من سيطرة أداء سهم البنك التجارى الدولى على أداء المؤشر الرئيسى، ولم تستطع إدارة البورصة أن تقوم بأى تعديلات جوهرية فى المؤشر تستطع أن تتلافى تلك المعضلة ورغم إضافة العديد من المؤشرات الأخرى إلا أن التركيز الرئيسى للمستثمرين لا يزال مع المؤشر الرئيسى EGX30 وهو ما يتكرر فى مؤشر بورصة النيل وسهم سبيد ميديكال ولن تستطع البورصة تلافى ذلك إذ أن إضافة المزيد من المؤشرات الحل الوحيد لتلك المعضلة بل إضافة المزيد من الشركات الجديدة المدرجة والتى من خلالها تستطيع إعادة التوازن إلى المؤشر مرة أخرى.