تشهد أسواق النفط خلال الفترات الحالية حالة من الانخفاض لم تشهدها من قبل، وذلك بسبب انخفاض الطلب العالمى للنفط مع توقف عدد كبير من الأنشطة الاقتصادية على مستوى العالم، مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، واتخاذ عدد من الإجراءات لمكافحة هذا الفيروس، وبالتالى كان انخفاض الطلب على النفط فى ظل ارتفاع المعروض بالرغم من اتفاق تحالف أوبك بلس لخفض الإنتاج، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل تستفيد مصر من الانخفاض التاريخى لأسعار النفط؟
قال مسئول بارز بقطاع البترول إن انخفاض أسعار البترول العالمية له مجموعة من الجوانب الايجابية التى من الممكن ان تستفيد منها مصر، وذلك لأنه يؤثر على أسعار الخام التى يتم الاستيراد بها من الخارج .
وأضاف المصدر، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن انخفاض أسعار النفط العالمية يقلل من قيمة فاتورة الاستيراد للزيت الخام وبعض المنتجات البترولية، مما يؤثر بشكل إيجابى على الموازنة العامة للدولة بتقليل النفقات الموجة للاستيراد .
وأشار المصدر إلى أن انخفاض أسعار النفط عالميا قد يكون بشكل مؤقت ومن ثم حدوث ارتفاعات مرة أخرى فى الأسعار العالمية، موضحا أن انخفاض الأسعار العالمية للنفط له أيضا تأثير سلبى على بعض الشركات العالمية والتى تتخذ قرارات فى هذه الحالة بخفض الانفاق الاستثمارى وتباطؤ فى عمليات التنمية والبحث والاستكشاف لأنها بحاجة إلى سعر متوازن .
وشهد سعر برميل النفط الأمريكى انخفاضا حادا خلال تعاملات اليوم الاثنين، بأكثر من 94%، مسجلا أدنى مستوى فى تاريخه حيث سجلت عقود الخام الأمريكى الآجلة انخفاضا بنسبة 94% وبلغت مستوى 1.04 دولار للبرميل ويعود هذا المستوى الذى سجله الخام الأمريكى "غرب تكساس الوسيط" الأدنى فى التاريخ.
ورجح الخبراء أن هذا الهبوط فى أسعار النفط والتى لم تشهدها من قبل بأن يصل سعر برميل النفط لدولار بسبب انخفاص الطلب على النفط الخام لجائحة انتشار فيروس كورونا المستجد، واقترب كافة المستودعات التخزينية للنفط الأمريكية للامتلاء، حيث شهدت أسواق النفط حالة من الركود الاقتصادى بسبب توقف عدد كبير من الأنشطة الاقتصادية حول العالم مع انتشار فيروس كورونا المستجد وتنفيذ الدول لإجراءات مكافحة هذا الفيروس .
ويحذر صندوق النقد الدولى من أن دخول اقتصادات العالم فى دوامة من الهبوط سيكون الأعمق منذ الكساد العظيم فى الثلاثينيات من القرن الماضي.
ويعزى الخبراء أسباب انهيار أسعار الخام الأمريكى على هذا النحو إلى مخاوف المستثمرين من أن مراكز تخزين الخام بولاية أوكلاهوما الأمريكية قد تستنفد قريبا سعتها التخزينية الى حد يضطر المنتجون الأمريكيون معه إلى دفع أموال للعملاء نظير شراء الخام للتخفيف من تخمة المعروض وتوفير مواقع التخزين.
ونقلت وكالة بلومبرج عن فاندانا هارى، مؤسس مجموعة فاندا انسايتيس بسنغافورة قوله: مستوى الأسعار الحالية يبلور عجز اتفاق تحالف "أوبك بلس" بشأن خفض الإنتاج عن تعويض الانهيار المسجل فى معدلات الطلب لتظل أسواق الطاقة تحت رحمة فيروس كورونا المستجد".
وأضاف المحلل الاقتصادى: حتى نقترب من الإعلان رسميا من إعادة فتح الاقتصاد الأمريكى، قد نشهد مزيدا من الانخفاض فى أسعار لنفط أو قد يظل قرب المستويات الحالية.
وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضى ارتفاع حجم المخزونات الأمريكية بنحو 48% إلى 55 مليون برميل منذ نهاية شهر فبراير الماضى، مشيرة إلى أن سعة التخزينية بمراكز تخزين الخام تستوعب 76 مليون برميل كحد أقصى حتى 30 من سبتمبر المقبل .
وذكر مصدران أن وزارة الطاقة الروسية تأمر منتجى النفط المحليين بخفض الإنتاج 20% عن مستويات فبراير فى مايو ويونيو فى إطار اتفاق عالمى وفقا لرويترز.