يلتزم الناس فى الوقت الراهن بالمكوث فى منازلهم مع أفراد أسرهم وأطفالهم جرّاء جائحة فيروس كورونا المستجد، وعادة ما يرتبط البقاء فى المنزل بقضاء وقت طويل على شبكات التواصل الاجتماعى، ما يعزّز الرغبة فى نشر صور الأطفال على الحسابات الشخصية فى تلك الشبكات. وعندما يتعلق الأمر بالمسؤولية الأبوية على الإنترنت، فمن الصعب رسم الحدود التى تفصل بوضوح بين انتهاك حقوق الأطفال وتعريض سلامتهم للخطر من جهة، والنشر الآمن للصور ومقاطع الفيديو. ولكن ثمّة بعض القواعد الأساسية التى يجب اتباعها لجعل التفاعل فى وسائل التواصل الاجتماعى آمنًا قدر الإمكان.
ولهذه الاسباب سلط تقرير صادر عن مركز الأبحاث الروسى كاسبريسكى الضوء على التحديات التى يمكن أن يواجهها الآباء أثناء التفاعل مع الآخرين على الإنترنت، وذلك من خلال دراسة استطلعت آراء الآباء فى هذه المسألة، وركّزت على جوانب مختلفة من المسؤولية الأبوية على الإنترنت، أو ما يمكن تسميته "الأبوة الرقمية"، والتى تشمل نشر الصور، وخوض المناقشات بشأن الحياة الرقمية للأطفال، والتسلّط عبر الإنترنت وعواقبه، واستخدام أدوات التتبع مثل الموقع الجغرافى.
ويُعتبر نشر الصور على الإنترنت من المواضيع التى تثير الكثير من النقاشات الساخنة، فيما قد لا يكون سلوك الآباء آمنًا. وتشير الاستطلاع إلى أن أكثر من نصف المشاركين فيه (55%) من مصر ينشرون صور أطفالهم فى وسائل التواصل الاجتماعى (30% منهم ينشرونها ما بين مرة ومرتين فى الشهر) و28% منهم يسمحون للغرباء برؤيتها، وهو ما يراه الخبراء أمرًا ينطوى على بعض المخاطر. وتتباين أهداف الآباء من وراء نشر صور أبنائهم، ولكن الأسباب المثيرة للاهتمام تتضمن الرغبة بالاحتفاظ بالذكريات (55%)، واعتبارها جزءًا مهمًا من الحياة (19%).
ويرى 23% من الآباء المشاركين فى الاستطلاع فى مصر أن الصور التى يظهر فيها الأطفال تحظى بمزيد من الإعجابات والتعليقات مقارنة بتلك التى لا يظهر فيها أى أطفال.
ويواجه الآباء فى الحياة المعاصرة مجموعة من التحدّيات الجديدة المرتبطة بالفرص الجديدة، ما يُصعّب التمييز بين النشر الآمن للصور والمساس بسلامة الطفل، بحسب ماهر يموت الباحث الأمنى الأول فى كاسبرسكى، الذى أكّد أهمية مقاومة الرغبة فى المشاركة بهدف الحصول على الشعبية، مشيرًا إلى ما قد يرتبط بهذه المسألة من مخاطر، وقال: "أظهر استطلاع كاسبرسكى لآراء الآباء أن 70% منهم ينشرون أسماء أطفالهم، فى حين ينشر 56% معلومات عن هواياتهم، وهذه سلوكيات تنطوى على مخاطر".
وتوصى كاسبرسكى بشدة باتباع النصائح التالية لحماية بيانات الأطفال ومشاركتها بأمان عبر الإنترنت:
تقييد القدرة على الوصول إلى ملفات التعريف الشخصى فى وسائل التواصل الاجتماعى وجعلها مرئية للأصدقاء فقط (مع الوضع فى الاعتبار ما يضيفه ولى الأمر إلى قائمة الأصدقاء من أشخاص يعرفهم شخصيًا). ومن الضرورى الحرص على تفعيل إعدادات الأمن العامة مثل المصادقة الثنائية وكلمة المرور القوية.
تجنّب نشر أى محتوى قد يتسبب بالضرر للأطفال، كالصور ومقاطع الفيديو والمعلومات التى لا ينبغى للغير الاطلاع عليها، مثل اسم مدرسته وأصدقائه وغيرها.