قال رامز شهاده المدير الإداري لفيسبوك الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، إن المشروعات الصغيرة هي شريان الحياة في مجتمعاتنا واقتصاداتنا، إلا أنه في ظل الأزمة الحالية الخاصة بجائحة كورونا قد تضرر العديد منها تضررًا بالغًا لاسيما مع بقاء المزيد من الأشخاص في المنزل وتأثر طبيعة الحركة اليومية التي كانت ضرورية في العادة للقيام بمثل هذه الأعمال، وكلما طالت فترة الأزمة، ازداد حجم المخاطر التي تتعرض لها المشروعات الصغيرة وضاقت سبل عيش أصحابها والعاملين لديهم والمجتمعات التي تعتمد عليها.
واضاف بالقول:"استمعنا للعديد من أصحاب المشروعات الصغيرة حتى نفهم كيف يمكننا تقديم يد المساعدة لهم على النحو الأفضل، وجاءت الرسالة واضحة وقوية إلى أسماعنا بأن الدعم المادي يمكنه أن يساعد الكثيرين في مواصلة سير العمل ودفع الرواتب للعاملين الذين لا يمكنهم الذهاب إلى مقر العمل، وبالتالي، قرر فيسبوك استثمار مبلغ 100 مليون دولار لمساعدة 30 ألف من المشروعات الصغيرة في أكثر من 30 دولة يعمل بها ويعيش فيها موظفينا. ونأمل أيضًا في تيسير الأمور على أصحاب المشروعات في كل مكان حول العالم للحصول على المساعدة وتلقي التدريب والدعم من فرقنا".
وأضاف فى مقابلة خاصة مع انفراد، قائلا:" أنشأنا مركز فيسبوك لموارد الأنشطة التجارية لدعم أصحاب الأعمال المتضررة من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ويحتوي المركز على عدد من التوصيات والدورات لمساعدة أصحاب المشروعات والأعمال التجارية على الحفاظ على تواصلهم مع عملائهم ومواصلة سير العمل ومن أجل نشر التوعية بهذا الوباء العالمي والحد من انتشار الأخبار الزائفة عن السلالة الجديدة من الفيروس، يتضمن المركز مصادر تحتوي على معلومات موثوقة ودقيقة حول كورونا ومصادر أخرى لمساعدة أصحاب المشروعات والمجتمعات التي تخدمها هذه المشروعات.
وحول إجراءات فيسبوك لمواجهة الشائعات الخاصة بفيروس كورونا، أوضح إن الشركة قامت بإزالة المعلومات المضللة حول فيروس كورونا المستجد على منصتي فيسبوك و إنستجرام والتي من الممكن أن تتسبب في حدوث أضرار جسدية وشيكة، فمنذ يناير الماضي، طبقنا هذه السياسة الخاصة بالحد من انتشار المعلومات المغلوطة عن كورونا من خلال حذف المنشورات التي تزعم وجود علاجات للفيروس أو تعرض خدمات أساسية أو تتضمن مواقع تفشي المرض وتتحدث عن مدى انتشاره.
وأضاف:" بالنسبة للادعاءات التي لا تتسبب مباشرةً في إحداث ضرر جسدي مثل نظريات المؤامرة حول منشأ الفيروس، فإننا نواصل العمل مع شبكتنا التي تضم أكثر من 55 شريكًا من مدققي الحقائق بما يغطي محتوى ما يزيد عن 45 لغة لدحض هذه الادعاءات ولتقديم مزيد من الدعم للعمل الذي يقوم به فريق مدققي الحقائق حول العالم بشأن فيروس كورونا، قمنا بالتعاون مع شبكة التحقق الدولية ومنصة فتبينوا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإطلاق برنامج بقيمة مليون دولار لتوسيع نطاق برنامج تدقيق الحقائق خلال هذه الفترة".
وحول إمكانية عقد اتفاقيات مع الحكومات للتعاون بشأن نشر الإرشادات الصحيحة للفيروس ومواجهة الاخبار المزيفة، أوضح المسؤول لشبكة فيسبوك قائلا:" نلتزم بنشر المعلومات الموثوقة بشأن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من أجل الحفاظ على سلامة الأشخاص وابقائهم على اطلاع بكافة المستجدات، ولهذا فقد قدمت منصتا فيسبوك وإنستجرام روابط عند عرض الأخبار وفي آخر الأخبار تصل المستخدمين مباشرة بصفحات منظمة الصحة العالمية أو مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أو السلطات الصحية المحلية للاطلاع على أحدث الأخبار والمعلومات، وقد طبقت معظم الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذه الميزة بالفعل".
وأضاف بأن الشركة تمكنت بفضل هذه الجهود العالمية عبر فيسبوك وإنستجرام من إرشاد أكثر من 2 مليار شخص حاليا إلى المصادر الموثوقة للمعلومات من منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الأخرى وذلك من خلال مركز معلومات كورونا والنوافذ المنبثقة على فيسبوك وإنستجرام التي قام بالنقر عليها أكثر من 350 مليون شخص لمعرفة المزيد.
وقال إن الشركة أطلقت العديد من واتساب البوت (المجيب الآلي) حول فيروس كورونا بالتعاون مع السلطات الصحية مثل وزارة الصحة والسكان المصرية، وهي خدمة متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع تقدم أحدث المعلومات والإجابات على الأسئلة الشائعة حول فيروس كورونا. وبالإضافة إلى ذلك، فنحن نواصل دعمنا للسلطات الصحية من خلال تقديم أرصدة إعلانية لزيادة حملاتها للتوعية بفيروس كورونا وتوسيع نطاقها لتصل إلى المزيد من مستخدمي فيسبوك وإنستجرام، كما نوفر للسلطات الصحية أدوات إبداعية ونقدم لهم أفضل الممارسات لضمان إطلاق حملات التوعية بكورونا في الوقت المناسب وبفعالية.
إلا أنه ذكر أن توجيه الأشخاص نحو المعلومات الموثوقة لا يمثل سوى نصف التحدي الذي يواجهنا، إذ إن وقف انتشار المعلومات المغلوطة والمحتوى الضار عن كورونا على تطبيقاتنا يعد أمرًا بالغ الأهمية كذلك ولهذا نتعاون مع أكثر من 60 جهة لتدقيق الحقائق تقوم بمراجعة المحتوى وتقييمه بأكثر من 50 لغة حول العالم.
وتابع بالقول:" خلال الشهر الماضي واصلنا توسيع برنامجنا من خلال التعاون مع المزيد من الشركاء وإضافة لغات أخرى. فمنذ بداية مارس بدأنا في التعاون مع ثمانية شركاء جدد على مستوى العالم وقمنا بتوسيع نطاق تغطيتنا لتشمل أكثر من اثنتي عشرة دولة جديدة. فقد تعاونا على سبيل المثال مع "MyGoPen" في تايوان و"AFP وDPA" في هولندا ورويترز في المملكة المتحدة و"فتبينوا" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
ومن جهةٍ أخرى، أوضح إن الشبكة تعمل على نحو وثيق مع أصحاب الأعمال حتى نتمكن من إيجاد الطريقة المثلى لدعمهم؛ فبالنسبة للمشروعات الصغيرة وصلتنا رسالتهم واضحة بأن القليل من الدعم المادي سيكون كافيًا للمساعدة خلال هذه الفترة – وربما يكون هو طوق النجاة للمشروع.".
واكد علي استثمار 100 مليون دولار في مساعدة 30 ألف من المشروعات الصغيرة في أكثر من 30 دولة حيث يعمل ويعيش موظفينا ومن بينها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونعتقد أن ضخ هذا المبلغ أمرًا ضروريًا لمساعدة المشروعات الصغيرة التي هي في أمس الحاجة للدعم، وهكذا تستمر وتيرة الأعمال ويتمكن أصحابها من دفع رواتب العاملين لديهم.
وأشار إلي قيام الشركة الشهر الماضي بالإعلان عن برنامج تحفيز المجموعات في مصر وهو عبارة عن برنامج مدته 6 شهور لقادة المجتمعات يقدم تدريب وإرشاد وتمويل للمساندة في تنمية مجموعاتهم. ووفقًا للبرنامج، سيقضي قادة المجموعات الذين سيتم اختيارهم ثلاثة شهور في التعلم من الخبراء والمدربين من خلال منهج مخصص لإعداد خطة لتنمية مجموعاتهم وتحقيق الأهداف المرجوة.
ووأضاف إنه في النصف الثاني من البرنامج سيبدأ قادة المجموعات بتكرار وتنفيذ أعمالهم وفقًا للخطة الموضوعة بتمويل ودعم متواصل من شبكتهم وفريق مخصص لهم من البرنامج. ويصل إجمالي المبلغ المخصص للبرنامج حوالي 3 مليون دولار يتم منحها إلى نحو 80 مشارك بالبرنامج. ويساعد هذا النوع من البرامج والأدوات في نمو المجموعات وازدهارها تحت قيادة رواد ملهمين يعملون يوميًا على تقريب العالم من بعضه البعض.
كما أشار إلى إطلاق العديد من الحملات على فيسبوك وإنستجرام لتشجيع الناس على التواصل المفيد والتجمع في الواقع الافتراضي فى شهر رمضان وتشمل جهودنا: إطلاق حملة فيديو عالمية، ومبادرة تواصل على إنستجرام ومشاركة قصص للمجموعات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تكيف جهودها في رمضان هذا العام لتتواءم مع الواقع الجديد. فنقوم مثلاً بتسليط الضوء على قادة المجموعات وصانعي المحتوى -أو "أيقونات التغيير" كما أطلقنا عليهم- الذين يجعلون الإنسان في قلب التنمية ويعيدون بث الأمل ونشر القصص الإيجابية في مجتمعاتهم المحلية.