اعتبر وزير الدولة الفرنسى للتجارة الخارجية ماتياس فكل، أن وقف المفاوضات بشأن التبادل الحر عبر الأطلسى صار اليوم الخيار الأرجح بسبب الروح التى تتعامل بها الولايات المتحدة فى هذا الملف.
وندد ماتياس فكل - فى مقابلة اليوم الثلاثاء، على إذاعة "أوروبا1"- بموقف الولايات المتحدة فى المحادثات، مؤكدا أن بلاده تطالب بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، وأنه من غير المقبول أن تعرض أوروبا الكثير وتحصل فى المقابل على القليل.
ووصف الاتفاق بصيغته الحالية بأنه سيئ، مؤكدا انه العضو الوحيد بحكومة أوروبية الذى دق نقوس الخطر بدءا من 2015، وأن بلاده لن تسمح بأن يفرض عليها اتفاق ضد رغبتها، مستعرضا عددا من الشروط الواجب توفرها للتوصل إلى تسوية مع واشنطن.
وأضاف وزير الدولة الفرنسى للتجارة الخارجية: "نريد تمكين شركاتنا الصغيرة والمتوسطة من دخول السوق الأمريكى. ونريد الدفاع عن الزراعة وعن المؤشرات الجغرافية، فضلا عن احترام المعايير البيئية".
واعتبر الوزير الفرنسى أنه من غير المنطقى إبرام اتفاق لمكافحة الاختلال المناخى خلال قمة باريس فى ديسمبر الماضى للقيام بعد مرور بضعة أشهر من ذلك بالتوقيع على اتفاق يتعارض معه، مشيرا إلى التعطل التام للمفاوضات.
وكانت منظمة "جرينبيس" غير الحكومية، قد أعلنت أنها ستنشر 248 صفحة من الوثائق السرية حول مشروع اتفاق التبادل التجارى الحر بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذه الصفحات "تؤكد وجود تهديدات للصحة والبيئة والمناخ".
وبناء على الوثائق، أعلنت "جرينبيس"أن نص الاتفاق يتضمن إلغاء قاعدة تتيح للأمم "تنظيم التجارة" من أجل "حماية حياة البشر وصحتهم، وكذلك الحيوانات والنبات"، ولن تعود التجارة بذلك خاضعة لأهداف خفض انبعاثات ثانى أوكسيد الكربون، كما أهمل "مبدأ الوقاية".
ويذكر أنه منذ منتصف عام 2013، يحاول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة التوصّل إلى اتفاق يلغى الحواجز التجارية والإجرائية، لكن الاتفاق يلقى مقاومة متنامية من المجتمع المدنى ولدى القيادات السياسية، ويبدو أن عدد مؤيدى الاتفاق فى تراجع على ضفتى الأطلسى.